الثامنة بتوقيت الفراعنة.. عظيمة يا مصر

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

كنت أود أن أكتب بعض الأسطر في قضية خروج منتخب النظام السوري من التصفيات بأداء يسبح في بحيرة من “العفن”، وسط تخبطات معتادة من منظومة الأسد الرياضية التي تكمل في هذه الأيام حلقة جديدة من سلسلة العبث المقرف، لتضيف إخفاقًا معتادًا يحاكي 45 عامًا من الفشل والاستبداد والفساد في الملف الرياضي.

لكن تطورات المشهد التنافسي في بطولة “الكان”، والأداء الرجولي لمنتخبنا المصري، يفرض واجبًا بل وأمانة بأن نتغنى في الوصول إلى المباراة النهائية بعد سلسلة من مواجهات الـ120 دقيقة خلال إقصائيات أمم إفريقيا، فانتفاضة الفراعنة وإجهازهم على الخصم أيًا كان بعد الـ90 دقيقة، أشعل أملًا في أن تطال أيديهم وتتزين صدورهم بالنجمة الثامنة على مستوى القارة السمراء.

المجموعة التي يقودها البرتغالي كارلوس كيروش، والتي لم تقنعنا في دور المجموعات من خلال أول لقاءين، حين حققت انتصارين على السودان وغينيا بيساو بهدف نظيف، ثم خسرت أمام نيجيريا بنفس النتيجة، انقلبت بما يعادل ضجة الهزات الارتدادية، وقلبت الطاولة على الفرق المرشحة للقب، فأقصت ساحل العاج والمغرب والكاميرون، ووصلت لمواجهة السنغال في النهائي مساء اليوم الأحد.

120 دقيقة في كل مباراة، والحسم في مواجهتي ساحل العاج والكاميرون بفارق ركلات الترجيح ببراعة وثقة التسديد والتركيز، إضافة إلى استبسال حراسة المرمى، وهو المركز الذي يتفوق في الكرة المصرية عبر التاريخ، بينما حسم لقاء المغرب الثنائي صلاح وتريزيغيه قبل الوصول إلى ركلات الأعصاب.

المنتخب المصري مستنزَف بلا شك بعدة إصابات لأسماء مهمة، منها أحمد حجازي ومحمد أبو جبل ومحمد الشناوي، وإيقاف بداعي الإنذارات للظهير عمرو كمال، وللطرد في المباراة السابقة يغيب أيضًا المدرب كارلوس كيروش عن دكة البدلاء، في حين لا توجد أي إصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) ضمن بعثة المنتخب. صلاح ورفاقه تبدو عليهم علامات التعب أيضًا لخوضهم 120 دقيقة في الأدوار الإقصائية بثلاث مواجهات أمام عمالقة القارة السمراء.

بينما كان مشوار ساديو ماني وأصحابه في منتخب السنغال هادئًا بمواجهة غينيا وموزمبيق ومالاوي والرأس الأخضر وغينيا بيساو وبوركينا فاسو، حتى الوصول إلى النهائي للصراع مع الفراعنة.

وفشل منتخب “أسود التيرانغا” في تحقيق اللقب سابقًا، ويتطلع لانتزاع نجمته الأولى في المسابقة بعد الخسارة في المباراة النهائية عام 2002 في مالي أمام الكاميرون 2-3 بركلات الترجيح، وعام 2019 في مصر أمام الجزائر 0-1.

واليوم مساء، يتواجه محمد صلاح مع ساديو ماني بما لا يشابه دورهما في نادي ليفربول، في حين يتابع يورغن كلوب مع فريقه عبر الشاشات مواجهة القائدين كل منهما بما يخدم منتخبه وعشاقه.

كتبت في العنوان “الثامنة بتوقيت مصر”، لأن كل ما قدمه أبناء النيل يعطي إشارة التتويج على منصة القارة السمراء، رغم كل متاعب ومصاعب البطولة وتنظيمها، لأن المعارك التي خاضتها التشكيلة المصرية في المباريات تثبت بأن انتصارًا مظفرًا يقترب، لأن سيد القارة أثبت في مبارياته بأن “الكان” بطولته بالتخصص مهما حملت السنوات السابقة من تراجع وترنح، فقد دقت ساعة التتويج بعد آخر مرة في العام 2010.

وعالخير والفرح دايمًا يا مصر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة