روايات متضاربة.. لماذا ارتفعت الأسعار بدمشق؟

camera iconسوق الشعلان في دمشق (هاشتاغ سوريا)

tag icon ع ع ع

شهدت الأسواق والمطاعم في دمشق ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الخدمة والسلع خلال الأيام الماضية، أرجعه معظم المواطنين السوريين لقرار رفع الدعم، بينما تضاربت تصريحات المسؤولين السوريين بين الاعتراف بعلاقة رفع الدعم بغلاء الأسعار ونفيها.

أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، أرجع ارتفاع الأسعار بنسب تراوحت بين 2% و10%  إلى قرار إعادة هيكلة الدعم، مؤكدًا أن البعض استغل رفع الدعم، ورفع الأسعار لتعويض رفع الدعم عنهم، وفق ما قاله لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، في 13 من شباط الحالي.

وفي استطلاع رأي أجراه مراسل عنب بلدي في دمشق، أكّد الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع وجود علاقة بين قرارات رفع الدعم، وغلاء الأسعار المفاجئ الذي شهدته مناطق سيطرة النظام.

البعض اعتبر رفع الأسعار بمثابة “تحصيل حاصل”، وأن رفع الدعم حجة “اختلقتها الحكومة وتبناها التجار”، وفق تعبيرهم.

وقالت غيداء (38 عامًا)، تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية، إن أصحاب المحال التجارية برروا غلاء الأسعار برفع الدعم، معتبرين رفع الأسعار تعويضًا لخسارتهم.

واشتكت غيداء من أن المواطنين هم ضحية لقرارات الحكومة العشوائية ورد فعل التجار وأصحاب المحال.

من جهته، قال فداء (50 عامًا)، تتحفظ عنب بلدي عن ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، إن رفع الدعم أثّر بشكل كبير على حياة الجميع، لكنّه ليس مبررًا مقنعًا لارتفاع الأسعار “اللا منطقي”، مؤكدًا أن رفع الدعم صار ذريعة لسرقة الناس، وفق تعبيره.

بينما نفى عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد، أن يكون هناك أي تأثير لقرار الاستبعاد من الدعم الذي شمل نسبة من التجار على أسعار الخضار والفواكه، مبررًا ارتفاع الأسعار بتأثير موجة البرد والصقيع على الموسم، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، في 6 من شباط الحالي.

مبررات متضاربة

قال أحد أصحاب محال الخضار والفواكه في دمشق، لعنب بلدي، فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن ارتفاع سعر الوقود الذي تتطلبه عمليات الزراعة والحصاد، أجبر المزارعين على رفع الأسعار، ما أسفر عن غلاء أسعار معظم المنتجات في الأسواق، مضيفًا أنه أعرض عن شراء العديد من الخضراوات والفواكه جراء ارتفاع أسعارها.

كما أكّد صاحب المحل أن تكاليف نقل المحاصيل الزراعية الباهظة، تتسبب بأضرار كبيرة للمزارعين والتجار وأصحاب المحال، مشيرًا إلى أن “الخوّة” التي يدفعونها على الحواجز الأمنية لقوات النظام، تعتبر أحد أبرز أسباب ارتفاع تكلفة الشحن بين المحافظات.

من جهته، أرجع أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها أكرم الحلاق، ارتفاع أسعار المواد في الأسواق خلال الفترة الحالية إلى ارتفاع أسعار مصادر الطاقة، مثل المازوت والكهرباء، بمعدل عشرة أضعاف، وفق تصريحات لصحيفة “الوطن“، في 14 من شباط الحالي.

جاء ذلك بعد أن اعترف رئيس حكومة النظام، حسين عرنوس، في 10 من شباط الحالي، بعجز حكومته عن الاستمرار بدعم السلع الأساسية للسوريين وفق النمط الذي كان سائدًا، مؤكدًا أن الدعم سيكون لـ”مستحقيه فقط”.

وترافقت عملية إزالة الدعم بارتفاع كبير بالأسعار، وبعدد كبير من الأخطاء، إذ طالت أشخاصًا لا يجب أن يشملهم القرار، وفقًا للمعايير التي تناقلها مسؤولون سوريون في الأشهر الماضية.

ومنذ فتح البوابة الإلكترونية للاعتراض على الاستبعاد من الدعم، بلغ عدد المعترضين نحو 358 ألفًا، بحسب تصريح لوزارة الاتصالات.

وتتصدّر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا بالعالم، وتصل نسبة من يعانون الفقر من السكان إلى 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي، فيما يواجه معظم السوريين العجز عن تأمين مستلزماتهم الأساسية جرّاء ارتفاع الأسعار مقارنة بقلة مصادر الدخل.


أسهم بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في دمشق حسان حسان




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة