“المونيتور”: حظر تركيا مرور السفن الحربية ينعكس على الوجود الروسي في “حميميم”

camera iconغواصة روسية تعبر مضيق "الدردنيل" التركي- 12 من شباط 2022 (Yoruk Işık)

tag icon ع ع ع

تحدث موقع “المونيتور” الأمريكي حول تأثير إخطار تركيا عدم إرسال السفن الحربية عبر المضايق التركية، “البوسفور” و”الدردنيل”، على القدرات الحربية الروسية في البحر الأسود، وعلى الوجود العسكري الروسي بقاعدة “حميميم” الروسية في سوريا.

وبحسب ما نقله الموقع، الثلاثاء 1 من آذار، عن محلل مختص في الدفاع، لم يذكر اسمه، فإن من غير المحتمل أن يكون لهذه الخطوة “تأثير عملي” على الأرض، لأن “العناصر العسكرية الروسية في البحر الأسود قوية بالفعل بما فيه الكفاية”.

وأضاف أن معظم السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود التابع للجيش الروسي، موجودة بالفعل قبيل “الغزو” الروسي.

إلا أنه قد يكون لتحرك أنقرة تداعيات على الوجود العسكري الروسي في سوريا، إذ تسيطر روسيا على قاعدة “حميميم” البحرية في مدينة طرطوس السورية، وهي القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط، والتي تعمل كمركز عملياتي رئيس للأنشطة العسكرية الروسية في سوريا، وفي البحر الأبيض المتوسط الأوسع.

وصرّح رئيس مركز دراسات السياسة الاقتصادية والخارجية (EDAM)، والدبلوماسي التركي السابق، سنان أولجن، للموقع، أن روسيا أقامت ممرًا بحريًا بين البحر الأسود وسوريا، كانت السفن والغواصات تبحر من خلاله بانتظام، والآن سيتم قطع هذا الممر.

ويرى أولجن أن غياب مثل هذه الحرية “قد يسبب بعض المشكلات” للوجود العسكري الروسي في البحر الأبيض المتوسط مع تأثيرات فورية.

وتعتبر قاعدة “حميميم” مقر قيادة القوات الروسية في سوريا، وغرفة العمليات الرئيسة التي تُدار منها الأعمال القتالية.

ونقلت روسيا ما لا يقل عن 12 سفينة حربية إلى البحر الأسود، بما في ذلك ثلاث سفن إنزال برمائية تابعة للبحرية الروسية في الفترة التي سبقت “الغزو” الروسي لأوكرانيا.

ولا تستطيع تركيا منع السفن الحربية الروسية من العودة إلى قاعدتها الأصلية في البحر الأسود، وفق اتفاقية “مونترو”، وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، “إذا عادت السفينة الحربية إلى قاعدتها في البحر الأسود ، فلن يتم إغلاق الممر”.

وبحسب تصريحات جاويش أوغلو، في 28 من شباط الماضي، فإن اتفاقية “مونترو” تمنح تركيا صلاحية مطلقة في إغلاق المضايق إذا كانت طرفًا في الحرب.

وأضاف الوزير، “أما إذا لم تكن تركيا طرفًا في الحرب، فلديها صلاحية عدم السماح لسفن الدول المتحاربة بالعبور من مضايقها”.

ما معاهدة “مونترو”؟

جرى التوقيع على معاهدة “مونترو” في عام 1936 بسويسرا، لإدارة نظام المرور عبر المضايق، وتحديد حدود الحمولة للسفن التجارية في أوقات السلم والحرب، في البحر الأسود للبلدان غير المشاطئة.

وشاركت فيها عدة دول بينها الاتحاد السوفييتي وتركيا وبريطانيا وفرنسا واليونان وبلغاريا ورومانيا ويوغسلافيا واليابان وأستراليا، وتحمل المعاهدة أهمية كبرى بالنسبة إلى تركيا، لكون بنودها تحدد عدد السفن الحربية والتجارية التي ستمر من المضايق التركية، وأنواعها، ووزن الحمولة المسموحة لها.

وبالنسبة إلى تركيا فيما يتعلق بوقف الممرات، تدعم المعاهدة بشكل أساسي حرية الملاحة عبر المضيق، لكن تركيا لديها السلطة لإغلاق المضايق أمام السفن القادمة من الدول المتحاربة عندما تحدث حرب كاملة أو تكون وشيكة.

“البوسفور” و”الدردنيل”

“البوسفور” هو مضيق تركي بطول 32 كيلومترًا، واتساع 549 مترًا فى أضيق أجزائه، يصل البحر الأسود ببحر مرمره، ويفصل تركيا الأوروبية عن تركيا الآسيوية في مدينة اسطنبول.

أما “الدردنيل” فهو مضيق تركي طبيعي ضيق، وممر مائي دولي، يشكّل جزءًا من الحدود القارية بين أوروبا وآسيا، ويفصل تركيا الآسيوية عن تركيا الأوروبية، كما يربط بحر مرمرة ببحر إيجه بالبحر المتوسط، ويسمح للسفن بالمرور إلى البحر الأسود بالامتداد عبر مضيق “البوسفور”.

يبلغ طول “الدردنيل” 61 كيلومترًا، وعرضه 1.2 إلى ستة كيلومترات، بعمق أقصى 103 أمتار في أضيق نقطة له قبال مدينة جناق قلعة التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة