مشروع البارسا الجديد

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لا شك أن الكثير من متابعي كرة القدم قد شاهدوا مباريات أو تقارير مباريات نادي برشلونة الإسباني، أو علموا بالنتائج الأخيرة التي جاءت على مزاج المدرب واللاعبين والإدارة المنكوبة اقتصاديًا، وجاءت بفرحة لا توصف وآمال تنشد الاستمرار والعطاء أطلقها عشاق البارسا خصوصًا وجماهير برشلونة في كل أوروبا.

بالفعل، قدمت تشكيلة السيد تشافي هيرنانديز، مدرب الفريق، تناغمًا وأداء عاليًا بين خليط الشباب والتعاقدات الجديدة وما بقي من العهد القديم، بحيث أنجز الفريق مهمة التفاهم والسيطرة وتسجيل نتيجة أربعة أهداف في أربع مباريات، أمام نابولي في إياب دور المغلوب باليوروباليغ، وأمام فالنسيا وأتلتيك بلباو وأتلتيكو مدريد في الدوري، خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 20 يومًا.

وتتجه نية المدرب للحفاظ على أفضيلة المركز الرابع أو الثالث لربما في الدوري لضمان العودة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، والمضي قدمًا قدر الإمكان والمتاح في اليوروباليغ، حيث جاءت قرعة برشلونة مع غلطة سراي التركي لحساب الدور ثمن النهائي.

وبما أن الفريق قد خرج من منافسات كأس إسبانيا، ولم يستطع حمل لقب كأس السوبر الإسباني، فخطة تشافي قريبة من التحقق ببعض اللمسات وبعض الهدوء، الهدوء!

نعم، الهدوء على هذا المشروع الشاب الذي جاء على أنقاض حالة “شبه الانهيار” التي أصابت النادي وأركانه وتعاقداته ورحيل نجومه وفراغ مدرجاته وخلو خزينته، حالة التعب والإرهاق التي ظهرت ملامحها القاسية في هزيمة النادي أمام بايرن ميونيخ بدوري أبطال أوروبا، ورحيل إدارة باروتوميو وموسم مقلق مع رونالد كومان، وبداية غير موفقة وغير متوقعة لقدوم لابورتا وأعضاء إدارته إلى النادي برحيل ليونيل ميسي وسواريز وغريزمان ونجوم الفريق، لأن النادي صار على بوابة الإفلاس، الجرح الذي أودى بنتائج الفريق إلى حالة عجيبة أسقطت حظوظه من المشاركة المشرفة في الشامبيونزليغ إلى ضيف مخذول في اليوروباليغ.

الهدوء، نعم، في المشروع الجديد يجب أن يهدأ الجميع ويخلط الصبر بالانتظار، هذا لا يعني ألا تعقد الآمال والأماني على نتائج الفريق، على العكس تمامًا، إن كل تشجيع لهؤلاء الشباب هو حافز إضافي، ومن منا لا يرغب في رؤية ملعب “الكامب نو” ممتلئًا عن آخره حتى لو كان اللقاء مع إلتشي أو جيرونا أو في مباريات الكأس الأولية، المشهد الذي اعتدناه فقط مؤخرًا في مباريات الكلاسيكو أمام ريال مدريد لأنها تجلب زوارًا ومشاهدين في الملعب أكثر من بقية المباريات.

التفاخر الزائد يحبط الهمة ويضرب أساسات المشهد عند الهزيمة الأولى والثانية، ومن قال إن هذا الفريق لا يخسر ولن يخسر؟ في قمة نجومية الفريق كان يخسر ولأتفه الأسباب ولتفاصيل بسيطة جدًا، التفاخر والتعاطي مع القضية على أنها العودة المثلى إلى ملاعب أوروبا قد تفاجئ الكثير منا بأنها طفرة، وأن وضع النادي لا يحتمل المزيد من التعاقدات، وأن الاكتفاء بما هو موجود حاليًا سيكون النهج المقبل لسنوات قد يظفر النادي فيها بألقاب محلية وتصعب عليه في الميدان الأوروبي. لذا، فإن عقد الآمال مهم وطبع الأمنيات على الوجوه مثمر، ولكن الصبر والتحمل والانتظار من شيم العائدين بقوة وعنفوان إلى ملاعب الكرة العالمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة