مالك نادي تشيلسي في “مفاوضات اسطنبول” بعد تسميمه وفقدانه البصر لساعات

camera iconالملياردير الروسي رومان أبراموفيتش خلال جلسة المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي في مدينة اسطنبول_ 29 من آذار 2022 (الأناضول)

tag icon ع ع ع

أثار ظهور مالك نادي تشيلسي، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، خلال جولة المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا المنعقدة في اسطنبول، بدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 29 من آذار، التساؤلات حول دور أبراموفيتش في تلك المفاوضات.

وظهر أبراموفيتش جالسًا على مقعد في الصف الأول إلى جانب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، بما يشير إلى كونه ليس عضوًا في الجانب الروسي من المحادثات، خلال كلمة الرئيس التركي التي افتتحت المفاوضات.

الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش إلى جانب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن خلال جلسة المفاوضات الروسية الأوكرانية_ 29 من آذار 2022 (الرئاسة التركية/ تويتر)

وقال السفير الأوكراني في بريطانيا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنه لا يملك فكرة عما يدعيه أو يفعله أبراموفيتش في المحادثات، كما لم يحدد المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، ما الذي كان يفعله أبراموفيتش، لكنه أكّد أن موسكو وافقت على مشاركته، للتنسيق بين الجانبين.

الملياردير رومان أبراموفيتش على هامش جلسة المفاوضات الروسية الأوكرانية في اسطنيول_ 29 من آذار (الأناضول)

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أنباء عن تسميم أبراموفيتش وأعضاء فريق التفاوض الأوكراني، كما لفتت إلى اقترابه من عضو رئيس في فريق التفاوض الأوكراني، وهو رستم أوميروف، نقلًا عن شخص قالت إنه مطلع على المفاوضات دون أن تسميه.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن أبراموفيتش لعب دورًا هادئًا في عملية السلام، بالتزامن مع فرض عقوبات بريطانية عليه، فجرى الاعتراف به كجزء من جولة مفاوضات في بيلاروسيا، بعد أربعة أيام فقط من “الغزو” الروسي لأوكرانيا.

وشمل دور رجل الأعمال الروسي، تسليم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشكل شخصي، رسالة مكتوبة بخط اليد، تتضمن الخطوط العريضة لشروط الاتفاق كما يراها الرئيس الروسي.

الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، على هامش جلسة المفاوضات_ 29 من آذار 2022

وفي 28 من آذار الحالي، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن أشخاص وصفتهم بـ”المطلعين”، أن أبراموفيتش وثلاثة أعضاء من الوفد الأوكراني المفاوض، عانوا من أعراض تسمم مشتبه به بعد جلسة مشاورات في العاصمة الأوكرانية، كييف، بين 3 و4 من آذار الحالي، وهو ما أكّده أيضًا موقع “Bellingcat” للصحافة الاستقصائية.

وذكر الموقع الاستقصائي، أن المفاوضات استمرت حينها عشر ساعات شرب خلالها المشاركون الماء، وتناولوا الشوكولاتة فقط، قبل أن تظهر أعراض التسمم، كضعف البصر وتقشر الجلد.

وكانت الأعراض واضحة على أبراموفيتش الذي فقد بصره لساعات، وتلقى العلاج في تركيا.

وخلال توجههم من كييف إلى مدينة لفيف، غربي أوكرانيا، استعان الفريق التفاوضي بالمدير التنفيذي لـ”Bellingcat”، كريستو غروزيف ، الذي أجرى أبحاثًا مكثفة حول تسمم السياسي الروسي المعارض أليكسي نافالني.

واستنادًا إلى فحوصات أجراها الموقع عن بُعد، وفي الموقع، خلص الخبراء إلى أن الأعراض ناتجة على الأرجح عن تسمم كيماوي متعمد غير محدد.

وقال الموقع، إن الأعراض أكثر توافقًا مع متغيرات البورفيرين أو الفوسفات العضوي أو المواد ثنائية الحلقات، موضحًا أنه لم يكن ممكنًا تحديد السبب النهائي بسبب عدم وجود معدات مختبرية متخصصة بالقرب من الضحايا، وفقًا لاثنين من الخبراء الاستشاريين في مجال الأسلحة الكيماوية والطبيب.

وأكّد الخبراء أن جرعة ونوع السم المستخدم غير كافيين على الأرجح لإحداث ضرر يهدد الحياة ، وأن الهدف المحتمل منه تخويف الضحايا لا التسبب بضرر دائم.

ونقلت “BBC” عن مصادر مقربة من رجل الأعمال الروسي، أنه عانى من أعراض تسمم مشتبه به خلال المحادثات على الحدود الأوكرانية- البيلاروسية، وأنه تعافى من التهاب في العين وتقشر في الجلد.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول أمريكي لم تسمِّه، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن الأعراض لدى المشاركين في المفاوضات كانت بسبب عوامل “بيئية”، وليست تسممًا.

الملياردير رومان أبراموفيتش على هامش جلسة المفاوضات الروسية- الأوكرانية في اسطنيول_ 29 من آذار (الأناضول)

يملك رجل الأعمال الروسي الجنسية البرتغالية والإسرائيلية أيضًا، وتمكّن من المحافظة على وجوده الاقتصادي رغم اعتقال وإخضاع الكثير من رجال الأعمال الروس على يد بوتين.

ويخضع أبراموفيتش لعقوبات بريطانية وكندية، ومن قبل الاتحاد الأوروبي، وذكرت “نيويورك تايمز” أن تقارير تفيد بأن الرئيس الأوكراني طلب من نظيره الأمريكي عدم معاقبة أبراموفيتش، بسبب دوره ومساعيه لوقف التصعيد.

ورغم أن العقوبات الغربية المفروضة على رجال الأعمال الروس المقربين من السلطة لم تطل أبراموفيتش سابقًا، فإنه اتخذ قرار بيع نادي تشيلسي تحسبًا للعقوبات، بحسب وكالة “بلومبيرغ“، إلا أن العقوبات البريطانية، في 10 من آذار الحالي، منعته من بيع النادي، وسيتعيّن على الحكومة إصدار ترخيص خاص آخر لبيعه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة