الروبل مقابل الغاز.. لا غاز روسيًا للدول “غير الصديقة”

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوقع على خط أنابيب غاز في فلاديفوستوك -روسيا عام 2011 (AFP)

tag icon ع ع ع

أعلنت روسيا أنها ستضع ترتيبات عملية بحلول غد، الخميس 31 من آذار، للشركات الأجنبية لدفع ثمن الغاز بالروبل، ما يزيد من احتمال تعطل الإمدادات، إذ رفضت الدول الغربية حتى الآن طلب موسكو تغيير العملة.

وأكد المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، الثلاثاء 29 من آذار، استحالة توفير الغاز مجانًا لأي أحد “بكل بساطة”، مضيفًا أنه “لن يمكن دفع ثمنه إلا بالروبل”، وفقًا لـ”رويترز“.

وعزز قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، بالدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي للدول “غير الصديقة”، العملة، بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عقب فرض الغرب عقوبات شاملة على موسكو لـ”غزوها” أوكرانيا.

ورفضت “مجموعة السبع” (ملتقى سياسي حكومي دولي يضمّ كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ويُعتبر أعضاء المجموعة أكبر الاقتصادات المتقدمة في العالم وفقًا لصندوق النقد الدولي)، التي تدفع ثمن الغاز باليورو، مطالب موسكو هذا الأسبوع، وبيّنت الدول الأوروبية أن روسيا لا يحق لها سحب العقود.

بينما أكّدت رئيسة مجلس النواب الروسي، فالنتينا ماتفينكو، أن موسكو مستعدة إذا رفضت أوروبا شراء الطاقة الروسية، ويمكنها إعادة توجيه الإمدادات إلى الأسواق الآسيوية، وفقًا لوكالة الأنباء “تاس”.

وتماشيًا مع الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الروسي، في 31 من آذار، للدفع بالروبل، “يتم تطوير جميع الأساليب بحيث يكون هذا النظام بسيطًا ومفهومًا وعمليًا للمشترين الأوروبيين والدوليين المحترمين”، بحسب ما ذكره بيسكوف.

حثت دول “مجموعة السبع” الشركات على عدم الموافقة على مدفوعات الروبل، وقالت إن معظم عقود التوريد تنص على اليورو أو الدولار، وتُقيم المفوضية الأوروبية سيناريوهات تشمل وقفًا كاملًا لإمدادات الغاز الروسي الشتاء المقبل، كجزء من خطتها للطوارئ لصدمات الإمداد.

أثار طلب بوتين مخاوف في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا يعتمد بشدة على الغاز الروسي، بشأن الاضطرابات المحتملة والتأثير على الصناعات والأُسر في حالة فشل المرافق في الدفع بالروبل، إذ تتلقى أوروبا حوالي 40% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وبلغت الواردات حوالي 155 مليار متر مكعب عام 2021.

قال الرئيس التنفيذي لشركة “إي أون”، ليونارد بيرنباوم، للتلفزيون الألماني، (وهي شركة مرافق كهربائية أوروبية مقرها إيسن- ألمانيا، تدير واحدة من أكبر مزوّدي خدمات المرافق الكهربائية المملوكة للمستثمرين في العالم)، إن الاقتصاد الألماني واجه “أضرارًا جسيمة” ينبغي تجنبها إذا كان ذلك ممكنًا “بأي شكل من الأشكال”، مضيفًا أن البلاد تحتاج إلى ثلاث سنوات لتصبح مستقلة عن الغاز الروسي.

وفي حالة حدوث اضطراب، سيعطي منظمو شبكة الغاز في ألمانيا الأولوية للتدفئة للمنازل على الاستخدام الصناعي، “لذا فإن الشركات المصنعة المتعطشة للطاقة مثل صانعي الصلب ستتحمل العبء الأولي لأي تخفيضات في الإمداد”، وفقًا لبيرنباوم.

تُظهر بيانات منظمة البنية التحتية للغاز في أوروبا “Gas Infrastructure Europe“، أن مواقع تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي كانت ممتلئة بنسبة 26%، ما يسلّط الضوء على التحدي المتمثل في استبدال روسيا كمزود للطاقة.

واقترحت المفوضية الأوروبية تشريعًا يطالب دول الاتحاد الأوروبي بملء التخزين بنسبة 80% على الأقل هذا العام.

قال الرئيس التنفيذي لشركة “RWE”، ماركوس كريببر، (أكبر شركة في ألمانيا لخدمات الكهرباء والغاز، وأحد عملاء شركة “غازبروم” الروسية، تقوم بتزويد الكهرباء والغاز لأكثر من 20 مليون عميل للكهرباء وعشرة ملايين عميل للغاز، في أوروبا)، إن ألمانيا لا يمكنها التعامل مع وقف كامل لواردات الغاز الروسي إلا لفترة وجيزة للغاية.

كتب محلل “رفينيتيف” في تقرير أن التخزين في الاتحاد الأوروبي سيقف عند 23% بحلول 1 من تشرين الأول المقبل، إذا توقفت الإمدادات الروسية تمامًا خلال الصيف ولم تكن هناك إمدادات إضافية.

وتشكّل هذه المستويات تهديدًا مباشرًا لأمن إمدادات الطاقة في أوروبا، وفي حال كُثّفت عمليات نقل الغاز الطبيعي المسال من شمال غرب أوروبا وزادت واردات خطوط الأنابيب من موردين بديلين، قد يصل التخزين إلى 58%، ما يعتبر منخفضًا للغاية.

أبرمت واشنطن وبروكسل اتفاقًا، في 25 من آذار الحالي، تضمّن توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال هذا العام من الولايات المتحدة إلى أوروبا، ولم يتمكّن المسؤولون الأمريكيون من تحديد الدول التي ستوفر الطاقة الإضافية هذا العام.

ورغم زيادة صادرات الولايات المتحدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، قد يكون الحصول على المزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا أمرًا صعبًا، إذ تعمل العديد من مرافق التصدير بكامل بطاقتها، لكن لا تزال معظم المحطات الجديدة في مراحل التخطيط فقط.

وإذا كانت جميع المنشآت في أوروبا تعمل بطاقتها، فمن المرجح أن تكون كمية الغاز حوالي ثلثي ما تقدمه روسيا عبر خطوط الأنابيب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة