تدعم بوتين والأسد.. من هي مرشحة اليمين الفرنسي مارين لوبن؟

camera iconمارين لوبن مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين- آذار 2017 (Sputnik)

tag icon ع ع ع

شهدت مكاتب الاقتراع في فرنسا عملية تصويت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، في 10 من نيسان الحالي، وانتهت بفوز الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، المنتمي إلى حزب “الجمهورية إلى الأمام”، ومرشحة اليمين المتطرف عن حزب “التجمع الوطني” مارين لوبن.

وحصل ماكرون في الدورة الأولى على 27.85% من الأصوات مقابل 23.15% لمارين لوبن، وفق النتائج الرسمية النهائية التي نقلتها وكالة “فرانس برس”، في 11 من نيسان الحالي.

وسيتواجه ماكرون ولوبن في الدورة الثانية من الانتخابات، في 24 من نيسان الحالي، وسط استطلاعات رأي تتوقع فوز ماكرون بفارق أصغر بكثير من الفارق بينه وبين لوبن في انتخابات 2017، حسب الوكالة.

رئيسة حزب عنصري

حزب “التجمع الوطني” المُنتمية إليه لوبن يُدعى بـ”الجبهة الوطنية”، وهو حزب سياسي فرنسي يميني متطرف، أُسس في عام 1972 من قبل فرانسوا دوبرات وفرانسوا برينيو.

يرتبط بشكل شائع بجان ماري لوبن، الذي كان زعيمه من عام 1972 إلى 2011، ثم خلفت رئاسة الحزب ابنته مارين لوبن في عام 2011.

عُرف الحزب لفترة طويلة بأنه عنصري ومعادٍ للسامية، وعندما تولت لوبن زمام القيادة من والدها، كزعيمة للحزب في عام 2011، حاولت إعادة تسمية الحزب، وطردت والدها منه، بعد أن كرر ادعاءه بأن غرف الغاز التي أسسها النازيون بالحرب العالمية الثانية مجرد تفاصيل من التاريخ.

دعم الحزب بقوة القومية الفرنسية وضوابط الهجرة، واتُّهم كثيرًا بتشجيع الكراهية ضد الأجانب ومعاداة السامية، وفق ما ذكره موقع “Britannica” عن الحزب.

لدى لوبن آراء معادية تجاه المهاجرين، وخلال حملتها عام 2017، قدّمت نفسها على أنها “دونالد ترامب الفرنسي”، مدعية أنها تمثّل الطبقات العاملة الفرنسية المنسية التي عانت في أعقاب العولمة والتقدم التكنولوجي، بحسب ما ذكره موقع “euronews“.

كما أن موقفها الاقتصادي القومي ووجهات نظرها حول الهجرة، والتشكيك في انتماء فرنسا للاتحاد الأوروبي، ومواقفها من الإسلام في فرنسا، لم تحظَ سابقًا بشعبية بين الناخبين الفرنسيين.

اعتمدت لوبن منذ وصولها إلى رأس الحزب، عام 2011، استراتيجية تقضي بتقديم الحزب على أنه حزب “مثل الأحزاب الأخرى”، بهدف تجنب شيطنة “التجمع الوطني”، وكسب أصوات جديدة، خصوصًا في الوسط اليميني التقليدي.

متعاطفة مع بوتين

أظهرت لوبن دعمها للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يشنّ “غزوًا” على أوكرانيا، منذ 24 من شباط الماضي.

وفي عام 2017، قُبيل إعلان الانتخابات حينها، زارت المُرشّحة اليمينية للمرة الأولى بوتين، إذ قالت، “إني أؤيد تنمية العلاقات مع روسيا في إطار هذا التاريخ الطويل الذي يربط بين بلدينا، دافعتُ في كل المحافل عن التعاون بين بلدينا في مكافحة الإرهاب”.

كما أشادت بدور روسيا في دعم رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة “ليبراسيون”، إن لوبن لديها افتتان “مسموم” بروسيا، مضيفًا، “بالتأكيد يجب علينا أن نتحدث مع روسيا لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط، لكن علينا ألا ننسى من هم، وماذا يفعلون، وطبيعة نظامهم الحاكم”.

أما خلال الانتخابات الحالية، فتحدثت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية في تقرير بعنوان “البيت الأبيض مذعور من أن الفوز الكبير القادم لبوتين سيكون في باريس”، وذلك في إشارة إلى العلاقات الوطيدة بين لوبن وبوتين.

وأشار التقرير إلى أن هناك قلقًا متزايدًا داخل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تظهر سباقًا محتدمًا بين ماكرون ولوبن.

ماري لوبن متعاطفة مع بوتين، وفق المجلة، ما يثير مخاوف من أن يكون فوزها مهددًا لاستقرار التحالف الغربي ضد موسكو، ويقلب دور فرنسا كقوة أوروبية رائدة، ويزعزع ثقة قادة آخرين في “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) بشأن البقاء في الحلف، حسب تصريح ثلاثة من كبار مسؤولي الإدارة تحدثوا للمجلة.

وأضاف تقرير المجلة، أن لوبن “معجبة بلا خجل ببوتين”، وتحدثت بتعاطف عن مبررات بوتين للحرب، ورفضت بعض الإجراءات المتشددة التي اتخذها التحالف الغربي ضد روسيا.

كما أشارت المجلة إلى أن فوز لوبن، الذي كان لا يمكن تصوره في الماضي، من شأنه أن يضع الاتحاد الأوروبي أمام أكبر أزمة منذ خروج بريطانيا.

وتنقل الصحيفة أن السيناريو الأسوأ، وفقًا لمسؤولين في البيت الأبيض، هو أن تفوز لوبن وتسحب فرنسا من التحالف الذي يقف حاليًا إلى جانب أوكرانيا ضد “الغزو” الروسي.

قطع العلاقات مع النظام السوري “غلطة فادحة”

في آب من عام 2021، أجرى النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تيري مارياني، والعضو في حزب “التجمع الوطني” زيارة إلى سوريا مع وفد التقى فيها رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وتكررت زيارات الحزب إلى سوريا، إذ التقى ممثلون من الحزب، وعلى رأسهم تيري مارياني، رئيس النظام السوري، في 29 من آب عام 2019.

ونشر مارياني تغريدة عقب اللقاء حينها قال فيها، إن رئيس النظام السوري أبدى استعداده لتفعيل العلاقات مع فرنسا.

وفي شباط من عام 2017، عندما كانت لوبن مرشحة للانتخابات حينها، اعتبرت أن قرار فرنسا قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا كان “غلطة فادحة”.

وقالت في حديث لها مع الصحيفة اللبنانية “lorientlejour“، “أنا فرنسية، ولا أعتبر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه يشكّلان خطرًا على بلادي”.

وأضافت، “تبيّن أن الأسد هو الوحيد الذي تمكّن من مقاومة التطرف الإسلامي الذي يعاني منه الفرنسيون حاليًا، حاولت مجموعة كاملة من الدول ومن بينها فرنسا إضعافه، ولذلك نفذت روسيا تدخلها العسكري، إذا فزت في الانتخابات، وتسلّمت منصب الرئاسة، فسأدعم الرئيس الأسد في كفاحه ضد الأصوليين الإسلاميين”.

وأطلقت المُرشحة اليمينية وعودًا تُضيّق الخناق على مسلمي فرنسا، منها تجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا إلى غاية التحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع لبس النقاب أو البرقع والحجاب أيضًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة