الضربة الثلاثية على الأسد في سوريا.. عين بلا أثر

camera iconصحفي يصور حطام مبنى مدمر في مجمع مركز الدراسات والبحوث العلمية في منطقة برزة شمال دمشق - 2018( AFP)

tag icon ع ع ع

في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات، نفذت دول غربية ضربات صاروخية على مواقع للنظام السوري، ردًا على هجوم بالأسلحة الكيماوية استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية في 7 من نيسان 2018.

الدول الثلاث (الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا) حمّلت النظام السوري مسؤولية استعمال السلاح الكيماوي في هجومه على دوما، الذي أسفر عن مقتل 60 شخصًا وإصابة المئات بحالات اختناق.

ضربة متوقعة

شهد الأسبوع الذي تلا الهجوم الكيماوي في دوما، تصريحات وتهديدات بشن عملية عمل عسكري ضد النظام السوري، ردًا على الهجوم.

و”افتقرت العملية العسكرية قبل بدايتها للفاعلية المطلوبة في أي عمل عسكري، الذي يرتكز بشكل أساسي كما هو معروف في العلوم العسكرية على عامل المباغتة”، بحسب ما نشر مركز “جسور” للدراسات حينها.

وأوضح المركز أن الضربات كانت متوقعة على نطاق واسع، والرغبة في تنفيذها كانت معلنة بشكل رسمي من أعلى هرم السلطة العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة.

صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت، في تقرير، أن الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، ومستشاريه كانوا يعتقدون أن تصعيد القوة هو الحل الوحيد المنطقي والمحتمل لردع أي سلاح كيماوي إضافي في سوريا ضد المدنيين.

وهدد ترامب النظام السوري بتوجيه ضربة عسكرية، واستخدام القوة لوقف أي هجوم كيماوي آخر.

كما هددت فرنسا بأنها سترد في حال ثبت تجاوز النظام السوري للخط الأحمر، الذي يمثل استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حينها أنه ما من شك في مسؤولية النظام السوري في استخدام السلاح الكيماوي في مذبحة دوما، في انتهاك تام للقواعد الدولية.

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا حينها، تيريزا ماي، إن “معلومات مخابراتية أشارت إلى أن حكومة الرئيس بشار الأسد مسؤولة عن هجوم بأسلحة كيماوية في مدينة دوما”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” حينها.

أهداف محددة

فجر يوم السبت الموافق 14 من نيسان 2018، أعلن ترامب بدء الضربة الثلاثية، إذ ألقى خطابًا من البيت الأبيض قال فيه إن عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا تجري في سوريا، لافتًا إلى أنه أمر القوات الأمريكية بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيماوية، على حد تعبيره.

استمرت الضربات الصاروخية نحو ساعة، واستهدفت مواقعًا في دمشق وريفها وحمص، مرتبطة ببرنامج النظام السوري للأسلحة الكيماوية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الضربات جاءت في أعقاب أدلة حاسمة على أن النظام السوري، مسؤول عن هجوم بالأسلحة الكيماوية استخدم فيه غاز الكلور على الأقل.

وبحسب ما نقلت “رويترز” حينها، وصف مسؤولون الضربة الثلاثية بأنها أكبر من الضربة التي وجهتها أمريكا على سوريا العام الماضي، وكذلك الأسلحة تعادل مثلي سابقتها، التي جاءت ردًا على الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون بريف إدلب.

بنك الأهداف

وفقًا لمركز “جسور” كانت الأهداف التي جرى استهدافها متوقعة، ونشرت أسماء معظمها في وسائل إعلام دولية خلال الأيام الثلاثة التي سبقت الضربة.

هذا ساعد النظام السوري، وبإشراف روسي وإيران بطبيعة الحال، على تفريغ هذه المواقع تحسبًا لعمليات الاستهداف العسكري.

واستهدفت الضربات 15 موقعًا في دمشق وريفها دمشق وحمص وحماة وحلب، جميعها إما مراكز أبحاث أو مستودعات لتخزين الأسلحة.

ومن أبرز المواقع المستهدفة، مراكز البحوث العملية في جمرايا وبرزة وحماة، ومخازن في مطار الضمير ومعامل الدفاع في ريف حلب، بحسب  “جسور”.

100 صاروخ

القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام السوري قالت في بيان حينها إن “سوريا تعرضت لعدوان ثلاثي غادر في الثالثة و55 دقيقة، واستهدفت بـ 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها”.

ولفت البيان إلى أن “منظومات دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان بينما أصاب بعضها أحد مباني مركز البحوث في برزة الذي يضم مركزًا تعليميًا ومخابر علمية”، مشيرًا إلى أن “الأضرار اقتصرت على الماديات”.

وتحدث النظام عن “حرف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعًا عسكريًا بالقرب من حمص”، مؤكدًا “انفجار أحدها ما أدى إلى جرح ثلاثة مدنيين”.

إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكدت أن دفاعات الجوية السورية لم تكن فعالة، ولم تستطع صد أي صاروخ من إجمالي الهجمات.

وبحسب البنتاغون أطلقت الدفاعات الجوية السورية 40 صاروخًا دون أن تحدث أثرًا، وتم إطلاقها بعد انتهاء ضربات تحالف الدول الثلاث.

لا أثر

تعد الضربة الثلاثية على مواقع عسكرية للنظام السوري هي الثانية بعد القصف الأمريكي على مطار الشعيرات بريف جمص ردًا على مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون بريف إدلب في نيسان 2017.

وأطلقت البحرية الأمريكية حينها 59 صاروخًا من طراز “توماهوك” ردًا على استهداف خان شيخون بالكيماوي.

ولم تفلح الضربة الثلاثية ولا التحقيقات الدولية في إنصاف ضحايا هجوم دوما الكيماوي والهجمات الكيماوية الأخرى في سوريا، فبعد مرور أربع سنوات على الضربة الثلاثية ما يزال النظام السوري دون محاسبة أو عقاب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة