تجميد أصول تتجاوز 32 مليار دولار لمالك نادي تشيلسي في بريطانيا وفرنسا

أعلنت المحكمة الملكية في جزيرة جيرسي التابعة للتاج البريطاني، فرض أمر تجميد رسمي على أصول مالية لمالك نادي تشيلسي، الملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، تزيد قيمتها عن سبة مليارات دولار أمريكي.

وأوضحت المحكمة وفق ما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن الأصول المجمدة يُشتبه في أنها مرتبطة بأبراموفيتش وتقع في جيرسي أو مملوكة لجيرسي.

وفي الوقت نفسه تعرض رجل الأعمال الروسي لمصادرة عشرات العقارات التابعة له، خلال مصادرة وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية، 33 عقارًا مملوكًا لـ”الأولغارشية” الروسية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة المالية الفرنسية أن الأصول المجمدة تشمل منازلًا ويخوتًا فاخرة وطائرات هليكوبتر، وتصل قيمتها الإجمالية إلى أكثر من 25 مليار يورو، وهناك 33 عقارًا جرى تجميدها تشمل عشرات الممتلكات التابعة لرومان أبراموفيتش.

ومن ضمن ممتلكات أبراموفياش المصادرة قصر بني عام 1926، على مساحة 12 فدانًا تتراوح قيمته بين 90 و100 مليون جنيه إسترليني.

ورغم العقوبات البريطانية التي صدرت بحق رجل الأعمال الروسي، في 10 من آذار الماضي، بعد اتهامه بإقامة “صلات واضحة” بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأنه من ضمن مجموعة رجال الأعمال الروس الأثرياء الذين “تلطخت أيديهم بالدماء”، لكن بريطانيا لم تصادر أيًا من ممتلكاته لديها، والتي من بينها قصر بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني، في حدائق قصر “كينسينغتون” خلف القصر الملكي.

وجمعت عائلة أبراموفيتش ممتلكات في بريطانيا تتخطى قيمتها 250 مليون جنيه إسترليني، وعددها حوالي 70 منزلًا ومبنى وقطعة أرض.

وتحظى جيرسي بالحكم الذاتي، ويفضلها أثرياء العالم لانخفاض ضرائبها وسمعتها في السرية المصرفية الصارمة.

وفي وقت سابق ذكرت “الجارديان” أن شركة تمتلك يختًا فخمًا بطول 50 مترًا مرتبطًا بأبراموفيتش نُقل إلى شركة في جيرسي، مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 من شباط الماضي.

ومن ضمن الممتلكات المجمدة لرجل الأعمال الروسي، فيلا على نهر الريفييرا، كانت منزل العطلات للملك إدوارد الثامن، قبل أن تستولي عليها الحكومة الفرنسية، وتبلغ قيمتها نحو 100 مليون جنيه إسترليني.

وفي 29 من آذار الماضي، ظهر أبراموفيتش خلال جولة المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا المنعقدة في اسطنبول، بدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” حينها أن أبراموفيتش لعب دورًا هادئًا في عملية السلام، بالتزامن مع فرض عقوبات بريطانية عليه، فجرى الاعتراف به كجزء من جولة مفاوضات في بيلاروسيا، بعد أربعة أيام فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وشمل دور رجل الأعمال الروسي، تسليم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشكل شخصي، رسالة مكتوبة بخط اليد، تتضمن الخطوط العريضة لشروط الاتفاق كما يراها الرئيس الروسي.

وفي 28 من آذار الماضي، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن أشخاص وصفتهم بـ”المطلعين”، أن أبراموفيتش وثلاثة أعضاء من الوفد الأوكراني المفاوض، عانوا من أعراض تسمم مشتبه به بعد جلسة مشاورات في العاصمة الأوكرانية، كييف، بين 3 و4 من آذار الماضي، وهو ما أكّده أيضًا موقع “Bellingcat” للصحافة الاستقصائية.

وكانت الأعراض واضحة على أبراموفيتش الذي فقد بصره لساعات، وتلقى العلاج في تركيا.

واستنادًا إلى فحوصات أجراها “Bellingcat” عن بُعد، وفي الموقع، خلص الخبراء إلى أن الأعراض ناتجة على الأرجح عن تسمم كيماوي متعمد غير محدد، أكثر توافقًا مع متغيرات البورفيرين أو الفوسفات العضوي أو المواد ثنائية الحلقات، موضحًا أنه لم يكن ممكنًا تحديد السبب النهائي بسبب عدم وجود معدات مختبرية متخصصة بالقرب من الضحايا، وفقًا لاثنين من الخبراء الاستشاريين في مجال الأسلحة الكيماوية والطبيب.

وأكّد الخبراء أن جرعة ونوع السم المستخدم غير كافيين على الأرجح لإحداث ضرر يهدد الحياة ، وأن الهدف المحتمل منه تخويف الضحايا لا التسبب بضرر دائم.

ويملك رجل الأعمال الروسي الجنسية البرتغالية والإسرائيلية أيضًا، وتمكّن من المحافظة على وجوده الاقتصادي رغم اعتقال وإخضاع الكثير من رجال الأعمال الروس على يد بوتين.

ويخضع أبراموفيتش لعقوبات بريطانية وكندية، ومن قبل الاتحاد الأوروبي، وذكرت “نيويورك تايمز” أن تقارير تفيد بأن الرئيس الأوكراني طلب من نظيره الأمريكي عدم معاقبة أبراموفيتش، بسبب دوره ومساعيه لوقف التصعيد.

ورغم أن العقوبات الغربية المفروضة على رجال الأعمال الروس المقربين من السلطة لم تطل أبراموفيتش سابقًا، فإنه اتخذ قرار بيع نادي تشيلسي تحسبًا للعقوبات، بحسب وكالة “بلومبيرغ“، إلا أن العقوبات البريطانية، في 10 من آذار الحالي، منعته من بيع النادي، وسيتعيّن على الحكومة إصدار ترخيص خاص آخر لبيعه.