تقرير لـ”مفوضية اللاجئين” يوضح أسباب عودة سوريين من العراق عام 2021

نقل الركاب بالباصات بين مناطق "الإدارة الذاتية" وإقليم كردستان العراق (سيمالكا)

camera iconنقل الركاب بالباصات بين مناطق "الإدارة الذاتية" وإقليم كردستان العراق (سيمالكا)

tag icon ع ع ع

أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقريرًا حول العودة الطوعية للاجئين السوريين من العراق عام 2021، موضحة الأسباب والدوافع وراء هذه العودة.

وأوضحت المفوضية في بداية التقرير، المنشور الاثنين 18 من نيسان، أن المفوضية وشركاءها لا تشجع أو تسهّل إجراءات العودة للسوريين في العراق، نظرًا إلى الظروف الحالية في سوريا التي لا تساعد على العودة الطوعية بأمان وكرامة، بل تتمثل استراتيجيتها في إدماج اللاجئين وتعزيز دورهم في المجتمع.

وأحصت المنظمة عودة نحو ثلاثة آلاف و400 لاجئ سوري عام 2021، بناء على مقابلات مع موظفي المفوضية، وتسليم وثائق الإقامة الخاصة بهم والتي تمكّنهم من البقاء كلاجئين، قبل الانتقال إلى نقطة عبور “فيشخابور” الحدودية، التي تعتبر نقطة الخروج الرسمية الوحيدة عن طريق البر للاجئين الراغبين في العودة إلى سوريا.

ودفعت التحديات في الحصول على إذن للسوريين للذهاب في زيارات قصيرة مؤقتة بالعديد من العائلات إلى اختيار العودة الدائمة، إذ إن الزيارات مقيّدة فقط لأغراض الزيارة المحددة، ويُسمح بها على أساس كل حالة على حدة من قبل السلطات، والأفراد الذين يرغبون في العودة إلى إقليم كردستان العراق بعد زيارتهم إلى سوريا عبر عودتهم الطوعية، يقابَل طلبهم بالرفض، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى ملاحظة موظفي المفوضية خلال مقابلات العودة للسوريين، ظهور نمط للنساء اللواتي سافر أزواجهن إلى بلد ثالث بحثًا عن فرص حياة أفضل للأسرة، غير راغبات في البقاء في إقليم كردستان العراق مع أطفالهن بمفردهم، لذا يعودون إلى سوريا لانتظار عملية لم شمل الأسرة مع أزواجهن.

وأفاد التقرير بوجود العديد من العائلات التي عادت إلى سوريا، لاستكمال الوثائق المطلوبة، مثل شهادات الميلاد للأطفال المولودين أو للأشخاص المسجلين لدى المفوضية، لكنهم فشلوا في الحصول على تصريح الإقامة المطلوب خلال إقامتهم في إقليم كردستان العراق.

ملاحظات تقارير سابقة

وخلال استطلاع أجرته المفوضية في أوائل عام 2022، شمل 462 سوريًا يعيشون في العراق، لاحظ التقرير انخفاض النية للعودة إلى سوريا من 4.4% في استطلاع 2021، إلى 0.3%، بسبب تدهور الأوضاع شمال شرقي سوريا، حيث ينحدر معظم اللاجئين المقيمين في العراق، إلى جانب المخاوف المستمرة بشأن السلامة والأمن، ونقص فرص كسب العيش، ومحدودية الوصول إلى المأوى والخدمات الأساسية داخل سوريا.

وذكرت الوكالة الدولية، أن حركة العودة الطوعية شهدت انخفاضًا مستمرًا منذ أوائل عام 2020، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية في سوريا، أو الإغلاق الجزئي للحدود بسبب القيود المفروضة لمنع انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

وردًا على موجة التطبيع مع النظام السوري التي شهدها عام 2021، مع إجبار بعض الدول اللاجئين على العودة أو حرمانهم من اللجوء على الفور، أُصدرت سلسلة من التقارير من قبل مجموعات المناصرة، مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة “هيومن رايتس ووتش“، سلّطت الضوء على الانتهاكات التي قد يواجهها السوريون عند عودتهم.

ونشر معهد “الشرق الأوسط للأبحاث” استطلاع رأي، في 22 من شباط الماضي، لـ300 عائد إلى سوريا في جميع مناطق السيطرة الأربع، أفاد 41% من عينة العائدين بأنهم لم يعودوا إلى سوريا طواعية، في حين قال 42% إن عوامل عدة لعبت دورًا أكبر في قرارهم، وتضمنت هذه العوامل سوء الأوضاع المعيشية في المناطق المضيفة، والوضع الأمني ​​غير المستقر، وعدم القدرة على مواصلة الدراسة.

ويشير الاستطلاع إلى أن جزءًا كبيرًا من الذين يبلغون بأنفسهم عن عودتهم على أنها طوعية، لا يزالون لا يستوفون تعريف الأمم المتحدة للعودة الطوعية، بعد أن تم دفعهم من خلال أشكال مختلفة من الإكراه أو القوة للخروج من مكان نزوحهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة