بريطانيا.. الحكم على والد شابين قُتلا في صفوف “النصرة” لتحريضه على “الجهاد بالسيف”

camera icon"أبو بكر دغايس" يتحدث من منزله حول مقتل ابنه في سوريا- 21 من نيسان 2014 (AP)

tag icon ع ع ع

حكمت المحكمة الجنائية المركزية البريطانية في أولد بيلي بالسجن لأربع سنوات على والد شابين “جهاديين” قُتلا في سوريا، خلال قتالهما إلى جانب تنظيم “جبهة النصرة”.

جاء ذلك خلال محاكمة “أبو بكر دغايس” (53 عامًا) بتهمة التحريض على “الجهاد بالسيف” من خلال خطاب ألقاه في مسجد “برايتون”، وفق بيان نشرته “دائرة الادعاء الملكية” في بريطانيا (CPS)، الخميس 21 من نيسان.

وقال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في “CPS”، نيك برايس، إن دغايس شجع على العنف باسم الدين خلال الخطاب الذي ألقاه في مسجد أمام الشباب، معتبرًا الخطاب الذي ألقاه “خطرًا” ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة.

كما اعتبر القاضي المسؤول عن المحاكمة، نايجل ليكلي، أن وجود العديد من الأطفال بين جمهور الخطاب يؤكد وجود دعوة لـ”الإرهاب” من قبل دغايس، بحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية.

في المقابل، واصل المدان رفض التهمة الموجهة إليه، معتبرًا خطابه تشجيعًا على تطبيق أحد مفاهيم الإسلام وليس دعوة لارتكاب الجرائم.

تأتي العقوبة بعد خطاب ألقاه دغايس في كانون الثاني 2020، ادّعى فيه أن “الجهاد بالقتال بالسيف” أمر إلزامي على المسلمين.

دوره في “جهاد” ابنيه

قتل عبد الله دغايس (18 عامًا)، وشقيقه جعفر (17 عامًا) في عام 2014، بعد انضمامهما إلى “جبهة النصرة”.

وبعد نبأ مقتل عبد الله، قال والدهما لصحيفة “إندبندنت ” في 21 من نيسان 2014، إن ابنه “شهيد” مات “من أجل قضية عادلة”، موضحًا أنهما “ذهبا لمساعدة أولئك الذين يقصفهم الأسد يوميًا ويُقتلون بسبب قصفه وغاراته الجوية وجنوده من أجل لا شيء سوى طلب حريتهم”.

وشدد دغايس على أن الأخوين ذهبا إلى سوريا “بمحض إرادتهما” ودون موافقة والديهما، مضيفًا “أتمنى أن تكون هذه نية عبد الله، وآمل أن يكافَأ ويكون في سلام الآن”.

وكانت أسرة الشابين الليبيين معروفة للسلطات المحلية في برايتون بممارسة العنف المنزلي، إذ جُرّم دغايس الأب بتهمة تعنيف زوجته، كما وُضع أبناؤه تحت خطط الحماية جرّاء شكاوى حول منعهم من الدراسة بشكل صحيح من قبل والدهم.

ورغم اطلاع السلطات البريطانية على توجه الشابين وأشقائهما لنشر الفكر “المتطرف”، فشلت في توقع مشاركة الشابين بالأعمال “الجهادية”، وفق مراجعة نشرها مجلس حماية الأطفال المحلي في برايتون وهوف.

وفي كانون الأول 2012، أدرجت واشنطن “جبهة النصرة” (الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”) على لوائح “الإرهاب”، ووافقتها دول مختلفة.

وعقب فك الارتباط بـ”القاعدة” وتغيير اسم الفصيل إلى “جبهة فتح الشام”، أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، مايكل راتني، في 12 من آذار 2016، أن “الجبهة كيان إرهابي”.

وتعمل السلطات الأمنية في بريطانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي على اعتقال ومحاكمة من يثبت ضلوعهم بعمليات “إرهابية” أو جرائم حرب في سوريا، سواء كانوا في صفوف مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة أو مقاتلي النظام السوري، كما تواصل بريطانيا اعتقال الأشخاص الذين يشتبه بانتمائهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة