في يوم الأرض.. ما التحديات التي يشهدها الكوكب وأين سوريا منها؟

camera iconجفاف سد "الدويسات" في إدلب شمال غربي سوريا (AFP)

tag icon ع ع ع

بدأ أول يوم للأرض في مثل هذا اليوم، 22 من نيسان، من عام 1970 في الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل مؤسسه السيناتور الأمريكي، جايلورد نيلسون، بعدما شهد آثار حادثة التسرب النفطي في ولاية كاليفورنيا عام 1969.

وصار هذا اليوم عالميًا في ذكراه الـ20 عام 1990، حين احتشد 200 مليون شخص في 141 دولة، لطرح القضايا البيئية في المسرح العالمي، وهو ما مهّد لقمة الأرض للأمم المتحدة عام 1992 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

وتواجه الأرض اليوم تحديات متعددة من أجل الحفاظ على بيئة نظيفة، أبرزها مشكلة تغيّر المناخ، وهو ما سلّط محرك البحث “جوجل” الضوء عليه اليوم، عبر عرضه لقطات من آثار تغيّر المناخ في مناطق مختلفة من العالم على صفحة المحرك الرئيسة.

ما آثار تغيّر المناخ؟

تُعرف الأمم المتحدة تغيّر المناخ بالتحولات الطويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، ويمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، ولكن منذ القرن الـ19، أصبحت الأنشطة البشرية هي المسبب الرئيس لتغيّر المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط والغاز) الذي ينتج غازات تحتبس الحرارة.

ومع ارتفاع تركيز الغازات الدفيئة، ترتفع درجة حرارة سطح الأرض، وهو ما يؤدي إلى ذوبان الثلوج في القطب الشمالي وقمم الجبال بسرعة مضاعفة على الأقل عن المتوسط ​​العالمي، ما يتسبب بارتفاع منسوب المياه في البحار، وتعريض المدن الساحلية والجزر لخطر الزوال.

وباستخدام صور الفاصل الزمني الحقيقي من موقع “جوجل إيرث”، للمدة الزمنية بين 1986 و2020، يُلاحظ تراجع الغطاء الجليدي المغطى لقمة جبل كليمنجارو في تنزانيا، وهو الجبل الأكثر ارتفاعًا في إفريقيا، وتبدو الصورة أوضح في غرين لاند أكبر جزيرة في العالم، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع ذوبان الجليد البحري والصفائح الجليدية في الجزيرة، بحسب لقطات أُخذت بين 2000 و2020.

تمتص المحيطات 93% من حرارة تغيّر المناخ، وفي أواخر عام 2014، لوحظت رؤية التغيرات في الشعاب المرجانية حول العالم، وخاصة ظاهرة ابيضاض المرجان وانحداره، ويحدث ذلك عندما تصبح درجات حرارة الماء شديدة السخونة لفترة طويلة، ما يعرّض الحياة البحرية والشعاب المرجانية للمخاطر، كما في لقطات عرضتها “جوجل” لانحدار في الشعب المرجانية في أستراليا خلال فترة ثلاثة أشهر.

ومن آثار التغيّر المناخي زيادة الجفاف البيئي على حساب المساحات الخضراء كالغابات، إذ أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى اختلال في النظام البيئي عن طريق التأثير المباشر للاحترار على خنافس اللحاء، في زيادة معدلات تكاثر الخنافس، وبالتالي زيادة في معدل وفيات الأشجار المضيفة في أثناء الجفاف، وتعرض الشركة الأمريكية لقطات لغابات هارز في ألمانيا في الفترة بين 1995 و2020، كنموذج على هذه الظاهرة.

أين سوريا من تغيّر المناخ؟

الوضع البيئي والمناخي في سوريا يعاني من عدة مشكلات ظهرت في عدة تقارير وأخبار دولية وعالمية ومحلية، آخرها تحذير صندوق النقد الدولي من تداعيات تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ على النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط.

أظهر تحليل البيانات، التي تغطي القرن الماضي، أن درجات الحرارة في المنطقة ارتفعت بمقدار 1.5 درجة مئوية، أي ضعف الزيادة العالمية التي بلغت 0.7 درجة مئوية، إلى جانب الشح بكميات الأمطار التي تهطل على المنطقة.

وفي 20 من شباط الماضي، أفاد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، حول أثر الحرب وتغيّر المناخ على الأراضي الزراعية في سوريا، أن تغيّر المناخ ظهر في رغيف الخبز الذي صار لونه أصفر شاحبًا بدلًا من الأبيض النقي التقليدي.

كما أسفرت موجات الجفاف الطويلة والأنهار الجافة عن زعزعة الاستقرار خاصة في المناطق التي دمرها تنظيم “الدولة الإسلامية” والنزاع المسلح، وفق الصحيفة.

وخلال آذار الماضي، شهدت سوريا عدة منخفضات جوية متتالية، ترافقت بعواصف رياح، أدت إلى أضرار “كبيرة” في عدة قطاعات، منها الزراعة التي ضرب الصقيع عدة مواسم للخضراوات فيها، كما تسببت العواصف الريحية بالعديد من الأضرار المادية، إثر سقوط قطع حديدية على ممتلكات المواطنين في مناطق سيطرة النظام السوري.

وأدت في مناطق شمال غربي سوريا إلى إصابة عدة أشخاص جراء انهيار مساكن مؤقتة يقطنون فيها، وخلّفت أضرارًا في عدد من المخيمات والتجمعات السكنية، بحسب بيان لـ”الدفاع المدني السوري” حينها.

وشهدت سوريا خلال العامين الأخيرين موجة حرائق في عدّة محافظات، منها اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، إذ اعتبرت حرائق عام 2020 الأكبر في تاريخ سوريا، وفقًا لما أكدته وزارة الزراعة، ووصل عددها إلى 171 حريقًا، وأدت إلى وفاة أربعة أشخاص وإصابة 87 آخرين بحالات اختناق.

وأثّرت الحرائق بشكل مباشر على قاطني القرى التي اندلعت فيها من حيث الخسائر الكبيرة في البيوت البلاستيكية والأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة والفواكه، إضافة إلى احتراق ممتلكات المواطنين.

وحذرت منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.

كما ذكر تقرير سابق نشرته قناة “DW” الألمانية، في 22 من كانون الأول 2021، أن التغيّر المناخي الذي تشهده درجة حرارة الأرض، وبالأخص منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، سيهدد بـ”موجات لجوء جديدة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة