هل سوريا الأرخص عربيًا بسعر البنزين؟

camera iconأطفال سوريون ينتظرون في طابور طويل للحصول على الوقود قرب محطة محروقات في دمشق_ 2021 (AP)

tag icon ع ع ع

عُرضت في حلقة منتج المحتوى المصري، عبد الله الشريف الأخيرة، بعنوان “أين صاحبي حسن”، مقارنة بين مصر وسوريا، تظهر الأخيرة الأرخص عربيًا بسعر ليتر البنزين بحسب بيانات تعود لتشرين الأول 2021.

واعتمد الشريف، في حلقته المعروضة، الخميس 9 من حزيران، إلى بيانات من موقع “غلوبال بترول برايس”، الذي يتتبع بشكل أسبوعي أسعار الوقود بالتجزئة في 150 دولة حول العالم.

وبحسب موقع “غلوبال بترول“، حلت سوريا ثانية كأرخص بلد عربي بسعر لتر البنزين، بعد ليبيا، بينما حلت في المركز الرابع عالميًا (بعد فنزويلا، وليبيا، وإيران).

وحدد الموقع سعر اللتر 0.286 دولار، عبر تقسيم سعر الليتر المدعوم المُحدد وفقها بـ 1100 ليرة على سعر صرف لليرة السورية قريب من السوق السوداء (3850 ليرة للدولار)، علمًا أن النظام السوري لا يعترف إلا بسعر صرف البنك المركزي (2814 ليرة للدولار).

ما الحقيقة الكاملة

بالرغم من أن الموقع عالمي ويُعتبر من المواقع المحايدة، لكن معايير التصنيف لدى الموقع العالمي لم تتطرق إلى محددات رئيسية في سوريا مثل سعر الليتر “غير المدعوم”، وأزمة تأمين المشتقات النفطية، ودخل الفرد وغيرها.

ويبلغ سعر البنزين “المدعوم”، الذي يجب تسلّم كمياته المخصصة للفرد عبر البطاقة الإلكترونية “الذكية” عند وصول رسالة نصية للمستفيد خلال فترات تتجاوز الـ16 يومًا، 1500 ليرة سورية لليتر الواحد.

وفي 5 من نيسان الماضي، أعلنت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات)، عن زيادة الفترة المحددة لتسلّم مخصصات مادة البنزين للسيارات العاملة عليها إلى عشرة أيام للسيارات الخاصة بدلًا من سبعة، وستة أيام للسيارات العمومية بدلًا من أربعة، وعشرة أيام للدراجات النارية، بكمية تعبئة واحدة لم تتغير (25 ليترًا).

ورغم أن قرار الشركة لا ينصّ حرفيًا على تخفيض المخصصات، فإنه يقضي بذلك، بحكم أن المخصصات يجب أن تكفي المستخدمين وقتًا أطول من السابق.

ويواجه السوريون حاليًا أزمة في تأخر الرسائل النصية لمخصصاتهم، وبحسب ما رصدته عنب بلدي، اشتكى مواطنون من تأخر في وصول رسالة توضح لهم إمكانية تسلّمهم الكمية المخصصة لهم من البنزين.

أما البنزين “غير المدعوم”، فقد حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، في 18 من أيار الماضي، سعر مبيع مادة البنزين (أوكتان 90) للمستهلك عبر البطاقة الإلكترونية بـ3500 ليرة سورية و(أوكتان 95) بأربعة آلاف ليرة سورية.

ليتر البنزين “غير المدعوم” المستخدم من أغلب السكان، لمحدودية “المدعوم”، يقابل 0.882 دولار (سعر صرف الدولار في السوق السوداء 3965 ليرة للدولار)، لتصبح سوريا بهذه التسعيرة الـ 28 عالميًا، والـ 12 عربيًا.

كما تهمل الإحصائيات التي تتحدث عن سعر البنزين المنخفض في سوريا (0.286)، معدل الدخل للسوريين، إذ يشكل هذا الرقم (لو كان صحيحًا) أزمة أيضًا للمواطنين السوريين الذين لا يتجاوز متوسط دخلهم الشهري (في القطاع الخاص والعام) 37 دولارًا، بحسب موقع “Salaryexplorer“.

بينما يبلغ متوسط الدخل الشهري في مصر مثلًا حسب ذات الموقع نحو 491 دولارًا، وبمقارنة سعر ليتر البنزين على متوسط الدخل الشهري، تصبح سوريا في مصافي الدول الأغلى سعرًا عربيًا.

وشهدت السنوات الأخيرة في سوريا أزمات عدة ترافقت بنقص مادة البنزين من الأسواق وأزمة “طوابير” على محطات التعبئة، تلاها ارتفاع تدريجي في سعره.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة