الغيرة عند الأطفال.. كيف نتخلص منها؟

tag icon ع ع ع

تهاني مهدي

الغيرة شعور يرتبط بنمو العلاقات، فالطفل منذ ولادته يبدأ ببناء علاقة بينه وبين أمه، وبعد سبعة أشهر تتوطد العلاقة، فتصبح أمه بنظره ملكه ووجودها يوفر له الأمان وابتعادها يؤدي إلى غياب هذا الأمان، فيشعر بالغيرة عندما يحاول أحد أن ينافسه عليها ويأخذ مكانه. وهي كشعور إنساني، طبيعي، قليله يشكل دافعًا للمنافسة والانطلاق، وكثيره يؤدي إلى نتائج غير جيدة إذا ما تم التعامل معها بشكل غير جيد. فجميعنا يعرف قصة النبي يوسف وما فعله به إخوته عندما شعروا أن أباهم يحبه أكثر منهم، فدبّت الغيرة في نفوسهم وقرروا التخلص منه.

متى يبدأ شعور الغيرة وكيف يظهر؟

تبدأ الغيرة عندما يرى الطفل طفلًا آخر في حضن والدته، فلو رأى الطفل انصراف اهتمام والديه عنه ولو بشكل جزئي إلى طفل آخر تبدأ مشاعر الغيرة بالظهور.

وقد تكون هذه المشاعر واضحة يستطيع الوالدين أن يشعرا بها، كالاعتداء على الطفل بالضرب أو توجيه الشتائم والكلمات العدوانية له. وقد تكون خفية تظهر بسلوكيات يخفي وراءها مشاعره الحقيقية، كتحطيم الأشياء والحزن وضعف النشاط، وقد يلجأ إلى أنماط سلوكية طفلية (نكوص) كأن يتبول ليلًا، أو يشرب الحليب من الزجاجة، وقد ينام في سرير الطفل.

هذه الأساليب يظهرها الأطفال في السنوات الأولى، وعندما يبلغ الطفل العاشرة يختلف أسلوبه في التعبير عن الغيرة ويتحول إلى أسلوب أكثر نضجًا.

عشرة أشياء تجعل الطفل غيورًا

تتعدد أسباب الغيرة، إلا أن جميعها يدور حول محور الشعور بالأمان.

1 – قدوم المولود الجديد: فانشغال الأم بالمولود الجديد واهتمامها به، يشعر الطفل بأن هنالك من أتى وأخذ مكانه واستحوذ على حب والديه واهتمامهم.

2 – الغيرة بسبب الإعاقة الجسدية: تظهر بسبب شعوره  بالحرمان مما يتمتع به غيره من صحة جسدية وأجسام سليمة.

3 – المقارنة بين الأبناء: قد يقارن الوالدان بين أبنائهم بجوانب عديدة كالتفوق والذكاء، دون دراية بما لذلك من آثار سلبية على نفسياتهم قد تؤجج الغيرة بينهم بصورة ممزوجة بالحقد والكراهية.

4 – تحميل الوالدين للابن الأكبر مسؤوليات كثيرة: إن قيام الوالدين بتحميل ابنهم الأكبر مسؤوليات كثيرة تفوق طاقته قد تدفعه للنكوص إلى سلوكيات طفلية للحصول على مايحظى به إخوته الأصغر سنًا.

5 – تدليل الوالدين للابن الأكبر والاهتمام به: تظهر هذه المشاعر عند الاهتمام بالابن الأكبر، وتمليكه صلاحيات لايملكها غيره.

6 – تفضيل الذكر على الأنثى: كثيرًا ما يفضل الذكر على الأنثى في مجتمعاتنا، فنجده يخطئ ولا يعاقب ويقدم له ما لا يقدم للبنت، مما يسبب لها الغيرة ممزوجة بالحزن والكراهية لأخيها ولكل من يهتم به.

7 – ضعف الثقة بالنفس: إن عدم تقدير الطفل لإمكاناته وقدراته يؤدي إلى شعور الغيرة، لأنه ينظر دائمًا لما هو عند غيره ويتمنى أن يكون له.

8 – وقوع الظلم على الطفل: كأن تؤخذ أشياؤه دون إذنه، وتعطى لإخوته أو ترمى.

9 – كما قد تظهر غيرة عند الأخ الصغير تجاه أخيه الأكبر عندما يلاحظ أن والديه يدللانه ويشتريان له كل جديد بينما يعطونه كل ما لم يعد يلزمه كالثياب أو الكتب أو الألعاب وغيرها.

10 – الأنانية: كلما زاد حب الطفل لنفسه تولدت الغيرة.

كيف نتعامل مع الغيرة؟

على الوالدين القيام ببعض الإجراءات الوقائية للتخفيف من احتمال حدوث الغيرة، واستثمارها بشكل إيجابي، إن لوحظت، كما أن تحديد السبب في حدوثها يساعد في التغلب عليها، فتتنوع أساليب التعامل بحسب المسبب.

وهذه مجموعة من الأساليب التي يمكن أن يتبعها الأهل:

1 – إشباع حاجات الأبناء للحب والاهتمام.

2 – عدم المقارنة بين الأبناء.

3 – تنمية الثقة بالنفس عندهم.

4 – المساواة في المعاملة بين الذكر والأنثى.

5 – العمل على توعية الابن الأكبر وزيادة نضجه بتوكيله مهمة رعاية أخيه الأصغر وزرع مفهوم القدوة في نفسه.

6 – تعليم الطفل مفاهيم كتقبل الهزيمة والنصر ومشاركة الآخرين له في الحب وغيرها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة