مجزرة سجن “تدمر”.. نصف ساعة من الدم

tag icon ع ع ع

يخضع سجن “تدمر” العسكري للشرطة العسكرية، وقد بدأ العمل فيه منذ ستينيات القرن الماضي، وحدثت فيه مجزرة شهيرة بحق المعتقلين من “الإخوان المسلمين”.

وارتكبت فرقة “سرايا الدفاع” التابعة لرفعت الأسد شقيق رئيس النظام السوري السابق، حافظ الأسد، مجزرة في السجن بحق المعتقلين، في 27 من حزيران 1980.

وكان البلد حينها يعيش اضطرابات عنيفة أطلقت شرارتها جماعة “الطليعة المقاتلة”، وشارك فيها إسلاميون ضد قوات النظام السوري.

وبحسب كتاب “السجون المتخمة.. تفككات في منظومة سجون الأسد”، فإن السبب المباشر للمجزرة هو محاولة اغتيال فاشلة من قبل الإسلاميين، فكان رد الفعل بانتقال مجموعة من عناصر “سرايا الدفاع” بالمروحيات إلى سجن “تدمر” الصحراوي، ودخولهم السجن بعد أن كان مدير السجن قد عزل السجناء المطلوب قتلهم، وهم من تنظيم “الإخوان المسلمين”، في مهاجع معيّنة.

ثم بدأت المجزرة بإطلاق النار الكثيف على السجناء داخل المهاجع، ورمي القنابل اليدوية عليهم، بحسب الكتاب (صفحة 64)، في عملية استمرت لمدة نصف ساعة، كان يُسمع فيها صيحات “الله أكبر” ما قبل الموت مترافقة مع دوي الانفجارات وأزيز الرصاص.

اقرأ أيضًا: “سجون متخمة”.. محاولة لتفكيك منظومة السجن السياسي في سوريا

قُتل خلال هذه العملية جندي واحد من “سرايا الدفاع”، بعد أن تمكّن أحد السجناء من الحصول على بندقيته وإطلاق النار عليه قبل أن يردوه الآخرون قتيلًا.

تشويش.. اعترافات

حاول النظام حينها أن يغطي على العملية، حتى إنه عزل باقي السجناء عن مكان حدوث المجزرة، قبل وصول قوات “سرايا الدفاع”، ولم يكن لمن بقي حيًا أن يعرف ما حدث تمامًا إلا من خلال أصوات إطلاق النار والتكبيرات، لكن الأخبار وصلت إلى الناس خارج السجن بشكل ما عبر الأحاديث وتناقل الإشاعات.

أما الحدث الأهم الذي فضح هذه المجزرة فهو اعترافات العنصر عيسى فياض، وهو ممن شاركوا في المجزرة، وقد اُعتقل في الأردن بعد أن كان في مهمة لاغتيال رئيس الوزراء الأردني حينها عام 1981.

اقرأ أيضًا: “الطليعة المقاتلة”.. قصة جماعة نفذت سلسلة اغتيالات ضد النظام في سوريا

وصف السجن

وفقًا لشهادات عدة عبر أدب السجون السوري، مثل رواية “ماذا وراء هذه الجدران”، للكاتب السوري راتب شعبو، كان هناك محكمتان ميدانيتان في سجن “تدمر”، ولم تكن المحاكمة أكثر من نطق الحكم الجاهز على المتهم.

وقد أصدرت المحكمة عددًا من أحكام الإعدام، خصوصًا بين عامي 1980 و1985، وكان يُمنع على السجناء أن ينظروا في وجه عناصر الشرطة، وكان عليهم أن يلتزموا بإبقاء رؤوسهم موجهة إلى الأرض عندما يتكلمون مع أحد العناصر.

كما كانت العصابة على العيون شيئًا لا يفارق السجناء، حتى إنها فُرضت على السجناء في أثناء النوم بعد عام 1988، مع منع الحركة خلال النوم أيضًا.

ويتميز سجن “تدمر” الصحراوي بوجود نافذة تدعى “شراقة” في سطح كل مهجع، ما يسمح للحارس، وهو عنصر مجند في الشرطة العسكرية، أن يراقب السجناء منها في أثناء نوبة الحراسة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة