خطوات إيجابية في اسطنبول.. هل تنقذ الحبوب الأوكرانية العالم من أزمة غذاء

camera iconالاجتماع الرباعي حول شحن الحبوب من المواني الأوكرانية إلى الأسواق العالمية- 13 من تموز 2022 (الأناضول)

tag icon ع ع ع

أعلنت الجهات المعنية بالاجتماع الرباعي العسكري بين مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، عن إحراز تقدم حول نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وعُقد الاجتماع في “قصر قلندر” باسطنبول، وشاركت فيه وفود عسكرية من تركيا وروسيا وأوكرانيا ووفد من الأمم المتحدة، للتوصل إلى حلول حول قضية نقل الحبوب والمواد الغذائية العالقة في الموانئ الأوكرانية عن طريق البحر بطريقة آمنة.

ردود فعل إيجابية

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر قناته الرسمية في “تلجرام“، الأربعاء 13 من تموز، إن هناك تقدمًا فيما يتعلق بإلغاء حظر الصادرات الزراعية من أوكرانيا عبر البحر الأسود، مشيرًا إلى أن بلاده ستتفق على التفاصيل مع الأمين العام للأمم المتحدة في الأيام المقبلة.

وأضاف زيلينسكي أن الحد من خطورة أزمة الغذاء العالمية مرتبط بإزالة التهديد الروسي للملاحة في البحر الأسود، مؤكدًا أن نجاح استعادة إمدادات الغذاء في السوق العالمي يتطلب جهود دولية.

بدوره قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في بيان نشرته وزارة الدفاع التركية، إن الوفود درست خلال الاجتماع كل التفاصيل المتعلقة بالنقل الآمن للسفن المحملة عن طريق البحر.

كما اعتبر الاجتماع خطوة مهمة للمساهمة في حل أزمة الغذاء والحبوب والمواد الغذائية الأخرى، مؤكدًا أن الاجتماع سار على نجو إيجابي.

خطوط عريضة

وعقد خلال الاجتماع اتفاق على القضايا الفنية الأساسية مثل إنشاء مركز تنسيق في اسطنبول يضم ممثلين عن جميع الأطراف، إلى جانب وضع ضوابط مشتركة عند مخرج الميناء ونقاط الوصول وضمان سلامة الملاحة على طرق النقل، بحسب ما قاله أكار.

وأعلن أكار عن اجتماع للوفدين الروسي والأوكراني في تركيا الأسبوع المقبل لمراجعة كل التفاصيل.

من جهته اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الخطوة التي شهدها العالم في تركيا حول ضمان تصدير آمن ومضمون للمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود، بصيص أمل في “عالم أظلمته الأزمات العالمية”.

كما اعتبر الاجتماع الرباعي خطوة مهمة وجوهرية لتحقيق اتفاق شامل، مشددًا على ضرورة بذل جهود دولية من أجل الشعوب التي تكافح والدول النامية بسبب أزمات غذاء وطاقة وأزمة مالية وفق بيان للأمم المتحدة، الأربعاء 13 من الشهر نفسه.

ويتطلب الاتفاق التزامًا من قبل جميع الأطراف، وفق ما قال غوتيريش، لافتًا إلى أن عدم تحقيق الاتفاق بالكامل يتطلب عدم المبالغة بتقدير الاتفاق الحالي.

مبادرات يعرقلها تبادل اللوم

أوقف “الغزو” الروسي شحنات الحبوب والمواد الغذائية الأوكرانية، ما عرّض الإمدادات الغذائية للخطر في العديد من البلدان النامية، وخاصة في إفريقيا، وأسهم في ارتفاع الأسعار.

ودفعت المخاوف من أزمة غذاء عالمية العديد من الدول للبحث عن حلول لتأمين الشحن الآمن للحبوب المنتظرة في الموانئ الأوكرانية.

وكانت تركيا عرضت توفير ممرات آمنة في البحر الأسود، وعملت مع الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق.

في المقابل تبادل المسؤولون الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأن شحنات الحبوب المتوقفة، وقالت موسكو إن المواني الأوكرانية الملغومة بكثافة تتسبب في التأخير، بينما تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن موسكو لن تستخدم الممرات لشن هجوم، إذا تمت إزالة الألغام البحرية.

كما واصل مسؤولون أوكرانيون إلقاء اللوم على الحصار البحري الروسي في تعطيل الصادرات والتسبب في أزمة غذاء عالمية، إلى جانب تشكيكهم بتعهد بوتين بعدم الاستفادة من ممرات البحر الأسود التي طُهرت لشن هجوم، مشيرين إلى أنه أصر في بداية العام على عدم وجود خطط لـ”غزو” أوكرانيا.

وقبيل المحادثات في اسطنبول، قال دبلوماسي روسي كبير، إن موسكو مستعدة لضمان سلامة الملاحة للسفن التي تنقل الحبوب من المواني الأوكرانية لكنها ستضغط من أجل حقها في فحص السفن بحثًا عن أسلحة، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس”.

وأكد رئيس قسم العلاقات مع المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية، بيوتر إليتشيف، أن الجيش الروسي أعلن مرارًا عن استعداده للسماح بممرات شحن آمنة في البحر الأسود، مشيرًا إلى ان 70 سفينة من 16 دولة ظلت عالقة في المواني الأوكرانية جرّاء منع مغادرتها من قبل السلطات الأوكرانية، وفق قوله.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الحرب أسفرت عن حبس نحو 22 مليون طن من الحبوب داخل أوكرانيا، بينما يتدافع مسؤولون من الأمم المتحدة وأتراك ومسؤولون آخرون للتوصل إلى حل من شأنه إفراغ الصوامع في الوقت المناسب للحصاد المقبل في أوكرانيا.

مخاوف من أزمة غذاء عالمية

يأتي ذلك وسط مخاوف من أزمة غذاء عالمية جرّاء توقف توريد الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا وتفاقم الضغوط التضخمية على مستوى العالم.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في 29 من حزيران الماضي، “يحتاج الناس إلى الحصول على طعام ميسور التكلفة ومغذٍّ”، محذرًا من أزمة جوع حول العالم وآثارها على الصحة البدنية والعقلية.

ووفق بيان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 18 من أيار، تسببت الحرب في أوكرانيا بقلب الانتعاش الاقتصادي الهش بعد جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد 19)، ما أسفر عن أزمة إنسانية مدمرة في أوروبا، وزيادة أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وتفاقم الضغوط التضخمية على مستوى العالم، وفق توقعات الأمم المتحدة.

وأشار البيان لاحتمالية نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.1% في عام 2022، وهي دون توقعات الأمم المتحدة الصادرة في كانون الثاني 2022، التي قدرت النمو المحتمل بـ 4%.

كما أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، عن قلقها من تهديد الحرب للإمدادات الغذائية للعديد من الدول النامية، وأشارت إلى أنها قد تؤدي إلى تفاقم الجوع لما يصل إلى 181 مليون شخص.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم منذ “الغزو” الروسي، الذي قطع صادرات أوكرانيا من الحبوب وخفض شحنات القمح والنفط من روسيا، ويصدر البلدان معًا حوالي 30% من القمح العالمي، و75% من زيت عباد الشمس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة