السكّر يضع المربى على قائمة الكماليات بدرعا

محل لبيع المواد الغذائية في ريف درعا الغربي في 18 من آب 2022 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconمحل لبيع المواد الغذائية في ريف درعا الغربي في 18 من آب 2022 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حليم محمد

تعتبر صناعة المربيات من الطقوس والعادات الصيفية لنساء محافظة درعا، في موسم نضوج الفاكهة، لتكون تلك المربيات حاضرة على موائد الإفطار خلال فصل الشتاء.

ومن أبرز أنواع المربيات المصنوعة يدويًا في درعا، مربى العنب، والتين، والتفاح، والمشمش، إلا أن هذه الصناعة شهدت تراجعًا متزايدًا في العام الحالي، إذ تزامنت فترة صنعها مع ارتفاع أسعار السكّر الذي يدخل بشكل رئيس فيها، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.

السكّر صاحب القرار

قررت هناء (30 عامًا) عدم صناعة المربى في العام الحالي، مع زيادة تكلفته إثر غلاء السكّر، موضحة أنها كانت تصنع كل عام ما لا يقل عن 15 كيلوغرامًا من مربى العنب، وعشرة كيلوغرامات من مربى التين، وكذلك مربى التفاح.

وقالت السيدة لعنب بلدي، “سابقًا كانت أسعار الفاكهة تتحكم بكمية صناعة المربى، أما في العام الحالي فأصبح السكّر العامل الرئيس باتخاذ قرار صناعته أو عدمه”.

وتعتمد هناء على صنع المربيات، باعتبارها مؤونة مناسبة التكاليف لعائلتها المؤلفة من ستة أشخاص، مضيفة أن دخل زوجها الشهري العامل في تربية الأغنام والماعز لا يمكنها من شراء بدائل باتت “مكلفة”، لتضعها لأسرتها على مائدة الإفطار.

ووصل سعر كيلو السكّر بالسوق المحلية إلى نحو خمسة آلاف و500 ليرة سورية، وسط توقعات بزيادته أكثر.

وفي 4 من آب الحالي، حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري أسعارًا جديدة لبيع مادة السكّر للمستهلك، إذ وصل سعر مبيع الكيلو الواحد من السكّر “الدوكما” إلى ثلاثة آلاف و700 ليرة، كما حددت سعر مبيع الكيلوغرام الواحد من السكّر “المعبأ” بثلاثة آلاف ليرة، بدلًا من أربعة آلاف و400 ليرة.

ومنذ شباط الماضي، وتزامنًا مع “الغزو” الروسي لأوكرانيا، تشهد مناطق سيطرة النظام قلة في توفر مادة السكّر بأسعارها “المدعومة”، وسط قلة وجودها في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة عن الأسعار التي تحددها وزارة التموين.

الكماليات في ازدياد

سلمى (35 عامًا)، وهي من سكان ريف درعا الغربي، قالت لعنب بلدي، إن من أبرز الأولويات الحالية لمعظم العائلات “الاقتصاد بالسكّر”، معتبرة أن الظروف الحالية لا تعتبر مناسبة أبدًا لصنع مادة المربى.

وأضافت سلمى، التي تمتهن الخياطة لتأمين مصروف عائلتها المكوّنة من خمسة أفراد، “كل عام نرفع لجدول الكماليات بندًا جديدًا، وفي العام الحالي المربى أحد هذه البنود”.

بينما قررت مي (25 عامًا) صناعة عشرة كيلوغرامات من مربى العنب، وهي نصف الكمية التي كانت تقوم بإعدادها في سنوات خلت.

ويصل سعر كيلو العنب بالسوق المحلية إلى نحو ألف ليرة سورية، وسعر كيلو التين إلى خمسة آلاف ليرة، والمشمش إلى نحو ثلاثة آلاف ليرة.

وتختلف كمية السكّر في صناعة المربى باختلاف درجة حلاوة الفاكهة، إذ يحتاج كل كيلوغرامين من التفاح إلى كيلو سكّر، بحسب السيدات اللواتي قابلتهن عنب بلدي.

بينما يحتاج مربى العنب إلى كيلوغرام واحد من السكّر لكل ثلاثة كيلوغرامات من العنب، كذلك التين يحتاج إلى نفس الكمية تقريبًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة