القبار.. نبات شوكي يشكل فرصة عمل لنازحات في إدلب

camera iconموسم قطف نبات القبار في إدلب 28 من آب 2022 (عنب بلدي- هدى الكليب)

tag icon ع ع ع

تستيقظ علياء البرهان (27 عامًا)، كل صباح لتجول المنطقة المحيطة بمخيمها، الواقع في جبال “أطمة” الحدودية، بحثًا عما حملته نباتات القبار من ثمار جديدة تسرع لقطافها قبل وصول الآخرين إليها، وقبل ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت لمستويات عالية.

وتعتبر علياء موسم قطاف القبار فرصتها السنوية لجمع بعض المال الناتج عن قطافه وبيعه لجلب وقود الشتاء، الذي سرعان ما يحل على الأبواب مع نهاية موسم قطاف القبار في كل عام.

قالت علياء، لعنب بلدي، إن القبار نبات شوكي وقطافه ليس بالأمر السهل نظرًا للأشواك الكثيرة المحيطة به، والتي تخترق يديها وتسهم في اهتراء ملابسها، لكنه يبقى أفضل الحلول الممكنة للعاطلين عن العمل ممن ضاقت بهم سبل الحياة ونهش الجوع أجساد أطفالهم، على حد تعبيرها.

ما هو القبار؟

ونبات القبار أو ما يعرف بـ”الشفلح”، هو عبارة عن شجيرات صغيرة ممتدة ومنبسطة تلفت الأنظار، تعيش في البيئة الجافة وتتحمل الجفاف الشديد.

وينتشر نموها في منطقة المنحدرات وسفوح التلال الصخرية وأطراف الجبال وجوانب الطريق، لون أوراقها أخضر فاتح وأزهارها بيضاء وثمارها حمراء قرمزية، تذبل وتختفي ألوانها في برد الشتاء القارس، إلا أنها تعود للحياة من جديد لتزهر وتنمو في باقي فصول السنة.

ولهذه الشجيرات الصغيرة التي يتراوح طولها بين متر ومترين منظر جميل، عندما تزهر وتكتسب أزهارها اللون الأبيض والبنفسجي وتنبعث منها روائح عطرة وجذابة.

عائلات بأكملها تنشط في البحث

تخرج فهيمة الصبور (33 عامًا) وهي نازحة من بلدة كنصفرة ومقيمة في مخيمات تل الكرامة شمالي إدلب بصحبة أبنائها الثلاثة للبحث عن نباتات القبار وقطاف ثمارها، في رحلة يومية محفوفة بالمخاطر المتمثلة بالتعرض للسعات الحشرات والأفاعي ومخلفات الحرب.

تعمل فهيمة في جني القبار منذ نزوحها الذي قارب عامه الثالث، واختارت هذه المهنة لمساعدة زوجها الذي قلما يجد فرصة عمل بعد إصابته في قدمه اليسرى جراء قصف سابق لقريتهم، وعدم قدرته على القيام بالأعمال الشاقة والمتعبة.

وتجمع فهيمة في اليوم ما يقارب النصف كيلو غرام من نبات القبار الذي تبيعه بمبلغ 50 ليرة تركية (2.5 دولارًا تقريبًا)، ما يعود عليها وعلى أطفالها بقوت يومهم.

وتختار فهيمة نباتات القبار قبل تفتحها، وهي المرغوبة للبيع، بينما لثمار القبار المتفتحة طعم يشبه طعم “العسل”، وهي تؤكل مباشرة بعد أن تفتح أزهارها ويتم تخليلها لتصبح طبقًا غنيًا ذا طعم لاذع يزين مائدتها.

ويشكل نبات القبار فرصة عمل للكثيرات في ظل قلة الفرص والفقر والنزوح، وجمعها وبيعها لا تحتاج إلا لبعض الجهد في عملية البحث عنها وجمعها، والإقبال كبير على شرائها من قبل التجار نظرًا لفوائدها الطبية العالية.

وعن تلك الفوائد قالت خبيرة الأعشاب، سمر الأحمد، (37 عامًا) لعنب بلدي، إن نبات القبار يحتوي على عدة فيتامينات أبرزها  فيتامين “B12″ و”النياسين” وفيتامين “k” وفيتامين “A” وفيتامين “H”.

وتستخدم في علاج أمراض عديدة أهمها تخفيض مستوى السكر والكوليسترول في الدم، وتعمل على تخفيف الوزن، كما تحتوي على كمية جيدة من فيتامين “K” والذي يساعد على زيادة كثافة العظام، ويقلل من الأمراض المتعلقة بالعظام كهشاشة العظام والتهاب المفاصل.

وأشارت الخبيرة إلى أهمية ثمار القبار في الحماية من الحساسية، فقد وجد أن لهذه العشبة آثار مضادة للحساسية مثل مضادات الهيستامين، لذلك تعد علاج فعال لأمراض الحساسية مثل الطفح الجلدي والربو وغيرها.

عدا عن فوائد القبار في علاج أنواع السرطان والأمراض الجلدية والبشرة، ورفع المناعة في الجسم وصحة الجهاز الهضمي والتنفسي وفقر الدم، بحسب الأحمد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة