بعد خيارات الأسد.. معضمية الشام تواجه الحرب والحصار

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – داريا

دخلت مدينة معضمية الشام فعليًا في حصار مفروض من قبل نظام الأسد، بعد أن عادت لجنة التفاوض فيها برسالة واضحة من وفد النظام: إما الاستسلام وتسليم المدينة أو حرب مفتوحة بدأت فعليًا منذ 12 يومًا بإغلاق الطريق الوحيد الذي يصلها بالعاصمة.

وخرجت لجنة التفاوض، الأربعاء 6 كانون الثاني، للاجتماع مع وفد النظام برئاسة رفيق لطف، وبعد اجتماع مطول كان معولًا عليه فتح الطريق إليها مرة أخرى، عادت اللجنة بخيارين، كما أفاد محمد المعضماني، عضو المكتب الإعلامي في المدينة، “الاستسلام أو اقتحام المدينة، وأن الحصار سيكون شاملًا، ولن يكون هناك أي مبادرات مقبلة تفضي إلى فتح الطريق”.

آثار الحصار بدأت بالظهور في المعضمية بعد مرور 12 يومًا على إغلاق معبرها، فنفدت مؤن الكثير من الأهالي، بحسب المعضماني، عازيًا ذلك لسماح قوات الأسد بمرور كميات قليلة من المواد الغذائية التي لا تصلح للتخزين، وعدم السماح بمرور المحروقات والطحين حين كان المعبر مفتوحًا.

وقال عضو المكتب الإعلامي إن الوضع الإنساني بات صعبًا في معضمية الشام، فارتفعت أسعار المواد الغذائية والمحروقات إلى مستويات عالية، “كيلو السكر بـ 2000 ليرة سورية، وليتر المازوت بـ 4 آلاف إن وجد”، موضحًا أن الوضع الطبي في المدينة ليس بأفضل أحواله أيضًا، حيث تفتقد مشافيها ومراكزها الصحية لعدد من الأدوية، مع منع قوات الأسد خروج مرضاها للعلاج.

وسيم الأحمد، عضو المجلس المحلي لمعضمية الشام، شدد على أن قرار الأهالي هو رفض طلبات نظام الأسد وتسليم المدينة له، وأضاف لعنب بلدي “المعضمية من المدن السبّاقة في الحل السياسي، وفضلته منذ عامين، لكن النظام لم يف بوعوده ولم يلتزم بالاتفاق المبرم بيننا، ولم يراع ذمة أو ضميرًا مع الأطفال والنساء”، مشيرًا إلى أن المطلب الوحيد للأهالي هو تحييدهم عن الحرب وفتح الطريق.

وأوضح محمود أبو قيس، المتحدث باسم لواء الفتح المبين العامل في المدينة، أن النظام يعمل منذ نحو شهرين على فصل مدينتي داريا والمعضمية عن بعضهما، خلال حملة عسكرية واسعة وقصف غير مسبوق بالبراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة دوليًا تسببت بسقوط 12 شخصًا وإصابة آخرين، في خرق واضح للهدنة الموقعة مع فصائلها.

واعتبر أبو قيس أن سياسة التجويع باتت معتمدة لدى قوات الأسد، لا سيما بعد فشله عسكريًا في تطويع مدينتي معضمية الشام وداريا، وهذا ما شاهدناه مؤخرًا في مضايا والزبداني حين فشل في اقتحامهما والسيطرة عليهما، مؤكدًا التزام الجيش الحر في معضمية الشام بوقف إطلاق النار حتى اللحظة، حرصًا على حياة وسلامة المدنيين.

45 ألف مدني في معضمية الشام المحاذية للعاصمة دمشق، ينتظرون مصيرًا مشابهًا لما يحدث اليوم في مضايا إلى الشمال منها من جوع وموت يومي إثر الحصار الخانق، وسط نداءات مجلسها المحلي وناشطيها بضرورة تدخّل الأمم المتحدة والجهات الدولية لإيقاف سياسة التجويع المتبعة ممن قبل الأسد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة