“قسد” تفرض الدورات “المغلقة” بالإكراه وتهدد بفصل الرافضات

camera iconمقاتلة من "وحدات "حماية المرأة" التابعة لـ"قسد" شمال شرقي سوريا (قوات سوريا الديمقراطية/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

رفضت سناء الدرويش (30 عامًا)، وهي معلمة في مدرسة قرية محيميدة، بريف دير الزور الغربي، حضور دورة “مغلقة”، تقيمها “الإدارة الذاتية” عادة للنساء والرجال العاملين في المؤسسات التابعة لها.

وقالت سناء لعنب بلدي، إن مدة الدورة هي 30 يومًا، يجب أن تنقطع خلالها كليًا عن محيطها الاجتماعي، وحتى عن وسائل الاتصال، وهو أمر صعب على النساء السوريات في مجتمع محافظ، لذلك قررت رفض الذهاب.

وأشارت إلى أن معظم العاملات من الإناث في منطقتها رفضن حضور الدورة، وعلى إثرها هُددن بالفصل، وبعضهن فُصلن بالفعل، وتعددت الأسباب بين تربية الأطفال وصعوبة الابتعاد عنهم، أو طبيعة العوائل المحافظة التي ترفض بقاء النساء أو الفتيات لفترة طويلة خارج منازلهن.

وتفرض “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، المظلة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على العاملين لديها حضور الدورات “الفكرية المغلقة” في الأكاديميات والمؤسسات التعليمية التابعة لها.

وتختلف مدة الدورة بين مكان وآخر، لكن مدتها على الأغلب تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، تختار “الإدارة الذاتية” خلالها عددًا من العاملين لديها من كلا الجنسين، لتخضعهم لهذه الدورة.

ووفقًا لأحد العاملين في “الإدارة الذاتية”، وكان حاضرًا إحدى تلك الدورات، فإن معظم دروس الدورات هي من فلسفة عبد الله أوجلان، الزعيم الكردي المعتقل في تركيا، إضافة إلى فلسفة الوجود، والمجتمع الطبيعي، والأمة الديمقراطية، والتاريخ.

العامل (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، أضاف أن معظم من خضعوا للدورة، أُجبروا على الابتعاد عن عائلاتهم، إلا في أوقات الزيارة التي تحدد مدتها وموعدها من قبل إدارة الدورة نفسها.

بعض الدروس الفكرية تتعارض مع العقيدة الإسلامية، بحسب رأي أشخاص ممن حضروا هذه الدورات، من خلال طرح بعض “المفاهيم الفلسفية الريبية”، إذ يصعب على معظم الحاضرين فهمها ومناقشتها، ولا سيما التي تتصل بخلق الإنسان ووجود الكون والله ونظرية “التطور” (نظرية الاصطفاء الطبيعي لدارون).

لماذا تتمسك “الإدارة” بالدورات

يرى مسؤول في “مجلس الرقة المدني”، أن من حق “الإدارة الذاتية” إجبار العاملين لديها على حضور الدورات “المغلقة” حتى النساء، لدفع الموظفين نحو تبني “مشروعها الديمقراطي”، و”التخلي عن الأفكار القومية لـ(البعث)، أو الأفكار المتشددة” التي خلفها تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأشار المصدر (تحفظ على اسمه كونه لا يملك تصريحًا بالحديث لوسائل الإعلام) إلى أن معظم الرافضين لحضور الدورات الفكرية “المغلقة” هن من النساء، ويعود ذلك للعقلية المحافظة لسكان المنطقة، وهذا الأمر لا يعني “الإدارة الذاتية”، ومن واجب العاملين لديها تبني أفكارها أو ترك العمل وإفساح المجال لغيرهم.

ومطلع أيلول الحالي، قررت “لجنة الصحة” في “مجلس دير الزور المدني” توقيف راتب إحدى العاملات لديها، بسبب رفضها التوجه للدورة “المغلقة”، وهددت بفصلها بشكل نهائي في حال استمرت بالرفض، بحسب حسابات إخبارية محلية على مواقع التواصل.

إقرأ أيضًا: “الإدارة الذاتية”.. دورة “مغلقة” لمعلمات عربيات حول فكر “أوجلان” تحت طائلة الفصل  

موظف من المكوّن العربي في “هيئة التربية والتعليم”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، في وقت سابق، إن جميع القرارات التي تخص هذا النوع من الدورات تأتي إلى “هيئة التربية” ممن يُسمون بالـ”كادرو”، وهم من قيادات حزب “العمال الكردستاني”، وغالبًا لا يحملون أي مؤهل علمي، ولهم صفة عسكرية “بحتة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة