الأمم المتحدة توثّق انتهاكات سجن “غويران” في الحسكة

camera iconأحد مباني سجن "غويران" في الحسكة بعد مواجهات عسكرية بين قسد ومقاتلي تنظيم الدولة الموجودين في السجن- 26 من كانون الثاني 2022 (هاوار)

tag icon ع ع ع

أصدرت اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن سوريا، التابعة للأمم المتحدة، تقريرها حول نتيجة تحقيقها بانتهاكات في سوريا منذ مطلع العام وحتى أيلول الحالي، تضمّن جملة من الانتهاكات شهدتها أحداث سجن “غويران” في الحسكة.

ووثّقت اللجنة عبر تقريرها الصادر اليوم، الأربعاء 14 من أيلول، وترجمته عنب بلدي، فرار عدد غير معروف من مقاتلي التنظيم من السجن مع بدء المواجهات في كانون الثاني الماضي.

وأسفرت المواجهات عن نزوح ستة آلاف مدني من أحياء الزهور والتقدم وغويران الشرقية، وفي نهاية المطاف، نجح هجوم مضاد، أُطلق عليه اسم “مطرقة الشعب”، شنته “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم من أمريكا، بحسم المواجهات لمصلحتها.

ووثّق التقرير أضرارًا لحقت بالمرافق المدنية إثر غارات جوية نفذتها قوات التحالف الدولي في المنطقة، إضافة إلى أسلحة ثقيلة أخرى، بما في ذلك دبابات “T-62” تابعة لـ”قسد”، وطائرات “F-16” ومروحيات “أباتشي” ومركبات “برادلي” القتالية الأمريكية.

وشهدت جميع الأحياء المحيطة بالسجن تقريبًا اشتباكات، في حين أكدت صور الأقمار الصناعية وقوع أضرار أو دمار في 40 مبنى مدنيًا بالأحياء المجاورة للسجن، عبر جرافات عسكرية.

اقرأ أيضًا: سجن “غويران” يوسّع أسواره في محافظة الحسكة

انتهاكات طالت جثثًا

نقل تقرير اللجنة الدولية عن شهود عيان أنهم شاهدوا عشرات الجثث للمحتجزين توضع في شاحنة وتُنقل نحو الصحراء، فضلًا عن جثث أطفال قتلى يرتدون ملابس السجن.

وبحسب المعلومات الرسمية الصادرة عن “قسد”، فإن ما يقرب من 500 شخص قُتلوا إثر المواجهات، من بينهم 120 من موظفي السجون ومقاتلين منها، إضافة إلى 374 من السجناء ومقاتلي التنظيم، وأربعة مدنيين.

التقرير الأممي أشار إلى أن موظفين داخل السجن قُتلوا على يد التنظيم و”شُوهت جثثهم”، إذ قال رجل يبحث عن قريب له كان يعمل حارسًا في سجن “غويران”، إنه قضى ثلاثة أيام يبحث بين جثث مشوهة للتعرف على قريبه.

في حين تعرض قسم من هذه الجثث للحرق، ولم يكن لدى بعضهم رؤوس أو أيدٍ أو أقدام، ونقل التقرير عن الشاهد الذي لم يسمِّه، أن التجربة كانت “رهيبة”.

وفي حين لجأ مقاتلو التنظيم إلى المناطق السكنية المحيطة بالسجن، ما عرّض المدنيين للمخاطر، تسببت قوات التحالف الدولي و”قسد” خلال العمليات العسكرية بدمار كبير للممتلكات المدنية.

وأشار التقرير إلى أن الأسر القاطنة في تلك الأحياء لم تتلقَّ بعد أي مساعدة في إعادة بناء وإصلاح ممتلكاتها المتضررة أو تعويضاتها حتى اليوم.

واعتبر التقرير أن احتجاز مئات الأطفال في هذه السجون من قبل “قسد” والتحالف داخل مرفق عسكري يُحتمل أن يتعرض لهجوم، يعتبر انتهاكًا لأبسط حقوقهم الأساسية.

ما أحداث “غويران”

مساء 19 من كانون الثاني الماضي، شهد حي غويران بمحافظة الحسكة مواجهات عسكرية بين خلايا لتنظيم “الدولة” تسللوا إلى محيط سجن “غويران”، وهو أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين في التنظيم.

ومع مرور الوقت، تطورت المواجهات مع تمكّن العشرات من السجناء من تجاوز أسوار السجن والانضمام إلى الخلايا التي تمركزت في الأحياء المحيطة بالمنطقة مثل حي الزهور وحي المقابر، إذ استخدمت خلايا التنظيم مع بداية المواجهات سيارة مفخخة فجّرتها على البوابة الرئيسة للسجن.

استمرت المواجهات حتى اليوم الثاني، الأمر الذي دعا “قسد”، صاحبة النفوذ في المنطقة، إلى فرض حظر تجول في مدينة الحسكة خوفًا من تسلل عناصر التنظيم إلى خارجها.

وبعد مرور نحو 20 يومًا على المواجهات، أعلنت “قسد” عن تمكنها من السيطرة على الوضع، دون الإشارة إلى أعداد من تمكنوا من الفرار من السجن.

بينما قال التنظيم في روايته حينها، إن أكثر من 800 عنصر من تنظيم “الدولة” تمكنوا من الخروج من السجن على دفعات خلال أول يومين من المواجهات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة