تقرير الأمم المتحدة الاقتصادي حول العام 2013 =الآثار الغير مباشرة للأزمة في سوريا على دول الجوار والتجارة البينية

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 49 – الأحد – 27-1-2013

16

استعرضنا في العدد السابق ما ورد في التقرير الاقتصادي السنوي للأمم المتحدة «الحالة والتوقعات الاقتصادية في العالم لعام 2013» حول حول الأثر الاقتصادي للأزمة في سوريا على الاقتصاد السوري الذي واجه أضرارًا جسيمة، وتعرض لضغوط كبيرة على الليرة السورية والقطاع السياحي، كما فقدت الخزينة العامة جزءًا هامًا من مواردها. وخلص التقرير بهذا الخصوص إلى أنه ورغم كل ذلك، فإن الاقتصاد السوري يُبدي قدرًا من المرونة والثبات والقدرة على الاستمرار.

سنتوقف اليوم عند الجانب الثاني من الآثار التي تحدث عنها التقرير وهي الآثار على دول الجوار والتجارة البينية. إذ كان للوضع في سوريا تأثير سلبي على اقتصادات دول الجوار لاسيما على قطاع التجارة الخارجية. إذ شهد كل من الأردن ولبنان تراجعًا في تدفق الاستثمارات وحركة قدوم السياح، في حين ارتفعت تكاليف التمويل في دول الجوار. ومع تراجع التجارة البينية بين سوريا ودول الجوار، فقد استفاد كل من لبنان وتركيا من الوضع في سوريا، حيث استفادا أساسًا من حركة عبور البضائع (الترانزيت).

«عدم الاستقرار السياسي وتدهور الوضع الأمني كان له تأثيره على تقييم المخاطر في المنطقة بأسرها، لاسيما على دول العراق والأردن ولبنان. إذ توقف كل من تدفق الاستثمار وحركة السياح، واللذان يمثلان المحرك الرئيسي للتوسع الاقتصادي الذي شهدته كل من الأردن ولبنان مؤخرًا. ومع ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية في المنطقة، كان على البنك المركزي الأردني أن يرفع أسعار الفائدة وأن يبيع جزءًا من احتياطياته من العملات الأجنبية للحفاظ على قيمة الدينار الأردني. كذلك فإن الدينار العراقي قد تراجع أمام الدولار الأمريكي. ارتفاع تكاليف التمويل وضعف العملات أبقى تكاليف التمويل في تلك البلدان مرتفعة، رغم أن هذه التكاليف قد انخفضت في مناطق أخرى في المنطقة.

كما أثرت الأزمة السورية على التجارة البينية لدول المنطقة، فتدفقات التجارة الثنائية بين سوريا ودول الجوار تراجعت بشكل كبير خلال النصف الأول من عام 2012، باستثناء لبنان الذي تمر عبره حصة متزايدة من المستوردات السورية المتوجهة إلى دمشق والمنطقة الجنوبية من سوريا. تجارة المرور (الترانزيت) عبر الأراضي السورية توقفت تقريبًا، لتنتقل إلى طرق أخرى، ولتتشكل شراكات وشبكات تجارية جديدة.

التغير السنوي في تدفق السلع التجارية

خلال الفترة كانون الثاني – تموز لعامي 2011 و 2012

الأردن

لبنان

سوريا

تركيا

العراق

14.2  –

3.2  –

غ م

37.2

الأردن

14.6

51.6  –

30.2

لبنان

19.0

14.4  –

17.1

سوريا

17.6  –

28.5

67.4  –

تركيا

102.2

35.3  –

82.9  –

ربما تكون تركيا قد استفادت أكثر من غيرها من إعادة تشكيل التدفقات التجارية في المنطقة. الصادرات العراقية إلى لبنان وتركيا ازدادت كذلك، في حين أنه وعلى العكس من ذلك فإن صادرات الأردن يبدو أنها تعاني من التدهور الأمني على طول حدودها مع سوريا. التبادل التجاري لسوريا الثنائي مع تركيا لم يشهد أي نمو، ولا حتى في حدوده الدنيا.

إن العنف المسلح لفترة طويلة يؤثر على التركيبة الاجتماعية الحساسة في سوريا. في حين أن التدمير المستمر لرأس المال المادي والبشري في سوريا سيعقّد جهود إعادة إعمار البلد وخلق شكل جديد من أشكال التماسك الاجتماعي، كذلك فإن الأزمة السورية قد فكّكت تدريجيًا وأعادت تشكيل شبكات التجارة والمعرفة في المنطقة مع آثارها المحتملة طويلة الأمد.»

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة