باكستان.. عمران خان مبعد من تولي منصب عام لبيعه هدايا حكومية

Imran Khan

camera iconرئيس الوزراء السابق، عمران خان، يخاطب أنصاره للضغط على الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة في لاهور- باكستان 13 من آب 2022 (AFP)

tag icon ع ع ع

استبعدت لجنة الانتخابات الباكستانية رئيس الوزراء السابق، عمران خان، اليوم الجمعة 21 من تشرين الأول، من الترشح لمنصب عام، ما يفقده مقعده في البرلمان بموجب الحكم.

واتهمت اللجنة خان بإساءة استخدام منصبه في الفترة بين 2018 و2022، ببيع هدايا حكومية قدمتها له دول أخرى، وإخفائه الأرباح التي جناها من سلطات الضرائب.

وتبلغ قيمة الهدايا أكثر من 140 مليون روبية باكستانية (635 ألف دولار)، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.

بدوره، قال وزير العدل الباكستاني، أعظم نذير طرار، إن اللجنة وجدت خان مذنبًا في التهم الموجهة إليه، وأوضح حرمانه من الأهلية لتولي مناصب عامة لمدة خمس سنوات.

وأضاف طرار، “لم يكذب خان على لجنة الانتخابات فقط بعدم التصريح بأصوله الدقيقة ومصادر دخله، بل كذب أيضًا على شعب باكستان”، واصفًا بيع الهدايا بأنه عمل غير أخلاقي وإحراج دبلوماسي.

وتأتي الخطوة قبل أيام من إعلان خان عن مسيرة مهّد لها سابقًا في العاصمة إسلام أباد، لإجبار حكومة رئيس الوزراء الحالي، شهباز شريف، على إجراء انتخابات مبكرة.

وكانت حكومة شريف قدمت التماسًا إلى لجنة الانتخابات، طالبت فيه باتخاذ إجراء ضد خان بتهم بيعه هدايا الدولة التي تلقاها من رؤساء دول أخرى عندما كان في السلطة بشكل غير قانوني، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“.

أنصار خان وتحديد المصير

قال محامي خان، فيصل تشودري، إنه سيقدم طعنًا إلى المحكمة العليا، نظرًا إلى أن محكمة لجنة الانتخابات ليس لها اختصاص في القضية، مؤكدًا أنه “أمر غير دستوري”.

وللقضاء الباكستاني تاريخ من التسييس والانحياز إلى جانب صراعات السلطة بين الجيش والحكومة المدنية والسياسيين المعارضين، وفقًا لمنظمة “فريدوم هاوس” (Freedom House) التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها.

إقرأ أيضًا: رجل الفساد شهباز.. سرق المضرب من خان وبكى منصبه لعقود

وحث وزير الاتصالات السابق، والمتحدث باسم حزب خان “حركة إنصاف”، فؤاد تشودري، أنصاره على الخروج إلى الشوارع من أجل “الإطاحة” بالحكومة.

واستجابة لذلك، تجمّع أنصار خان في العاصمة ومدن أخرى، وأغلقوا الطرقات احتجاجًا على القرار، كما وردت أنباء عن اشتباكات بين شرطة العاصمة وشرطة إقليم خيبر بختون التابعة لعمران خان.

منذ بداية العام الحالي، سعت المعارضة للإطاحة بخان، عبر اتهامه بسوء الإدارة الاقتصادية مع ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة الباكستانية.

وانتهت الخلافات التي أدت إلى اضطرابات سياسية بسحب الثقة من خان، وانتخاب البرلمان الباكستاني النائب المعارض وزعيم حزب “الرابطة”، محمد شهباز شريف، خلفًا له.

وبذلك، انضم خان (69 عامًا)، نجم رياضة “الكريكيت” السابق، إلى قائمة مطولة من رؤساء الوزراء الباكستانيين المنتخبين، الذين فشلوا في استكمال فترة ولايتهم.

ولم يكمل أي رئيس وزراء في باكستان فترة ولايته كاملة، منذ الاستقلال عن القوة الاستعمارية “بريطانيا العظمى” عام 1947.

https://youtu.be/cumw9IyLCXA

هل يعود خان؟

منذ الإطاحة به، اتهم خان شهباز شريف والولايات المتحدة بالوقوف وراء ما أسماه بـ”المؤامرة”، بينما نفت وزارة الخارجية الأمريكية أي تورط في السياسة الداخلية لباكستان.

وينظم حزب “الإنصاف” احتجاجات حاشدة مستمرة، لمنع اعتقال خان عقب توجيه عدة تهم له بالإرهاب، وللضغط على الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة.

ولم يُعتقل خان منذ خلعه من منصبه في نيسان الماضي، رغم توجيه تهم “أقل خطورة” بحقه، في حملته الأخيرة ضد الحكومة التي وصفها بـ”حكومة مستوردة يقودها محتالون”.

وصل خان إلى السلطة بعد فوزه بانتخابات 2018، وتوعّد بكسر حكم الأسرة في باكستان، لكن خصومه زعموا أنه فاز في الانتخابات بمساعدة الجيش الذي حكم البلاد لنصف تاريخها الممتد 75 عامًا.

وتخشى الحكومة الباكستانية وقوات الأمن أن تؤدي شعبيته إلى جذب الملايين إلى الشوارع، ما يؤدي إلى مزيد من الضغط على الدولة البالغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، في وقت تكافح فيه لتأمين خطة إنقاذ عاجلة بقيمة 16 مليار دولار، للتعافي من آثار الفيضانات الأخيرة التي ألحقت ضررًا بقيمة 32 مليار دولار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة