“House of the Dragon”.. سلسلة تستحضر “Game of Thrones”

camera iconالأميرة رينيرا والملكة أليسنت في أحد مشاهد مسلسل "House of the Dragon"

tag icon ع ع ع

استطاع مسلسل “House of the Dragon” (بيت التنين) بالعربية، خطف الانتباه مجددًا على مدار الحلقات القليلة الماضية، بعد ركود جزئي استمر خلال الحلقات الافتتاحية، حتى كسرت نهاية الحلقة الثالثة مسار الأحداث البطيء، فاتحة الباب نحو ملحمة تذكّر الجمهور بالعمل الأصلي الذي اقتُبس منه “بيت التنين”، وهو “Game of Thrones” (صراع العروش).

بحلقتين تقريبًا، شكّلتا تمهيدًا دراميًا وأرضية لما سيأتي، فتح العمل باب الصراعات الباردة على مصراعيه، مُدخلًا عائلة “تارغيريان”، التي اعتلت العرش الحديدي حتى وقوع الحرب الأهلية المعروفة باسم “رقصة التنانين”، في أجواء سياسية مشحونة.

والخلاف يتجلى بوضوح بين “رينيرا”، ابنة الملك “فيسيريس” وولية عهده، وبين زوجته “أليسنت”، التي ترى أن لابنها أحقية ولاية العهد، باعتباره ذكرًا، وكون تسمية “رينيرا” ولية للعهد جاءت في غياب ابن ذكر للملك، ما يعني أن السبب صار ملغى.

ولتحافظ “رينيرا” على حكمها المستقبلي، تتجه لبناء التحالفات، في الوقت الذي تخطو فيه الملكة “أليسنت” خطوات من هذا النوع أيضًا، مدفوعة بأحقادها على “رينيرا”، كونها المتسبب الوحيد في نزع والد “أليسنت” من منصبه (مساعد الملك)، إلى جانب فقدان ابن “أليسنت” عينه خلال شجار مع أبناء “رينيرا”.

هذه المشكلات التي تبدو عائلية من الظاهر ستغير وجه الحكم، وستخلق صراعًا على العرش الحديدي يستمر لمئات السنوات، بحروب دموية طاحنة تنخرط بها سبع ممالك وعائلات متنافسة للوصول إلى الحكم المطلق.

ويمكن القول بعد عرض تسع حلقات من العمل، وفي انتظار الحلقة الأخيرة من الموسم الأول، إن “بيت التنين” صار حاملًا لروح العمل الأصلي “صراع العروش” أكثر من أي وقت مضى، على مستوى الحبكة والمستوى الدرامي والسبك القصصي والحوارات، إلى جانب حضور الأبطال، فهناك ما يذكّر مثلًا بـ”الزفاف الأحمر”، وتدريب الأطفال على القتال في “وينترفيل”، حيث حكمت عائلة “نيد ستارك”.

هذه التفاصيل يرى فيها جمهور “HOTD” المخلص عزاء، كون العمل أقفل أبوابه بنهاية مأساوية لأبطال تعلّق بهم الجمهور، إلى جانب النهاية المتسرعة التي لا توازي كمية وكثافة الأحداث ضمن السلسلة الروائية المغذية للعمل “أغنية الجليد والنار”.

وبعد عرض الحلقة العاشرة، سيكون الجمهور أمام انتظار طويل قبل عودة الموسم الثاني، عام 2024، وفق ترجيحات الرئيسة التنفيذية لبرامج “HBO”، فرانشيسكا أورسي، التي استبعدت في وقت سابق تمكّن فريق الإنتاج من التصوير وإنجاز التأثيرات المرئية بحلول نهاية عام 2023، على اعتبار أن الموسم الأول تطلّب أشهرًا من التصوير، وقدرًا هائلًا من أعمال المؤثرات البصرية.

مدّة الحلقة ساعة تقريبًا، وهو من تأليف ريان كوندال، وميجيل سابوسنيك، وجورج أر.أر. مارتن، كاتب العمل الأصلي والسلسلة الروائية “أغنية الجليد والنار” التي يقوم عليها العملان، وهو منتج منفذ في المسلسل المشتق الذي يتشارك العديد من الكتّاب في صياغة سيناريو حلقاته.

“House of the Dragon” من بطولة كل من بادي كونسيدين، وأوليفيا كوك، وإيما دارسي، ومات سميث، وهو أول الأعمال المقتبسة من “Game of Thrones” التي تبصر النور، في ظل تحضيرات أيضًا لعمل آخر يروي تفاصيل أخرى عن الحياة خارج الممالك، شمال السور الجليدي في الشتاء.

شركة “HBO” المنتجة لـ”Game of Thrones” و”House of the Dragon”، بدأت العمل على تطوير سلسلة مشتقة أيضًا عن العمل الأصلي، وتدور أحداثها حول شخصية “Jon Snow” (جون سنو)، وهو أول مشروع تأتي أحداثه بعد المسلسل الأصلي، لا العكس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة