أحلام مورينيو وأسماك القرش الفاشلة

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

كلمات استفزازية واستعدادية أطلقها مدرب نادي روما الإيطالي، السيد جوزيه مورينيو، قبل أيام، بخصوص الأندية التي ستهبط من دوري أبطال أوروبا بعد نهاية دور المجموعات باتجاه الدوري الأوروبي في أدواره الإقصائية، إذ وصفها بأسماك القرش الفاشلة، لأنه يعتبر نفسه صاعدًا من دوري المؤتمر الأوروبي كبطل أول للمسابقة في الموسم الماضي، وحاليًا بدأت حربه في الدوري الأوروبي، وبالتأكيد سيتواجه مع أسماك القرش الفاشلة.

وقد وضعت الصحف والمواقع الرياضية الكبرى أكثر من سيناريو لأسماك القرش وطريقها، قبل انطلاق الجولة الخامسة في دور المجموعات، وقبل وضوح صورة بعض الفرق الكبرى التي سقطت في هاوية الدوري الأوروبي بشكل مفاجئ، ولكن السيد جوزيه مورينيو وعلى ما يبدو كان متفائلًا بالمواجهات المقبلة مع أسماك القرش، التي بدأ باستفزازها قبل ضمانه بطاقة التأهل من مجموعته في الدوري الأوروبي.

وفعلًا، فالبطولة التي تضم روما والمان يونايتد ومارسيليا وأرسنال ولاتسيو وسوسيداد، تستعد لاستقبال أندية برشلونة ويوفنتوس وأتلتيكو مدريد وإشبيلية وأياكس أمستردام، ولربما ميلان أيضًا، وهنا يكتمل مشهد الضيافة في الدوري الأوروبي.

وباختصار، فإن هبوط بعض الفرق الكبرى من دوري الأبطال باتجاه الدوري الأوروبي كان عاديًا، ولكن سيناريو هبوط أندية برشلونة ويوفنتوس وأتلتيكو مدريد الذي كان صادمًا ومفاجئًا، يفتح باب التساؤلات التي لا تنتهي والاستفسارات التي تحتاج إلى شرح وتبرير مكثف. ما جدوى الفترات الانتقالية التي دخلتها بعض الأندية؟ وما فائدة مشاريع الشباب الجديدة وخطط النهوض الاقتصادي؟

إذا لم تكن ترغب بترشيح هذه الفرق إلى مربع الكبار أو إلى النهائي في دوري الأبطال، فهذا معقول وكلام يجب أن يلقى آذانًا صاغية، بحسب فوراق جودة وتحضير فرق كبرى واستقرارها منذ سنوات، على حساب تخبط أسماك القرش الفاشلة، ولكن أن يخرجوا من دور المجموعات، لماذا؟

هل باتت كرة القدم قاسية إلى هذا الحد، أم أن عودة أليغري باتجاه السيدة العجوز كانت الخطأ الأكبر لإدارة السيد أنيللي؟ هل أضحت كرة القدم عادلة بحق الفرق المجتهدة، أم أن تصريحات الشاب بيدري لاعب وسط برشلونة بأن فريقه لا يستحق بطاقة التأهل عين الصواب؟ هل أصبحت كرة القدم لا تعترف بالفوارق بين تحضيرات الأندية والصفقات والنجوم والمحترفين، أم أن “فشة قهر” السيد سيميوني عندما قال إنه يمر بأصعب وأسوأ أيامه في أتلتيكو مدريد هي الحقيقة عينها؟

تستطيع أن تجزم من الآن بأن لا فريق مجتهد سيكون على منصة الشامبيونزليغ في المباراة النهائية، لربما يكون اللقب لفريق مدجج بالنجوم، لكنه لم يسجل ولا نجمة في تاريخ الأبطال كباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، والمنطق يدور في فلك ريال مدريد وليفربول وبايرن ميونيخ وتشيلسي، لكن، ماذا تستطيع أن تقول في حرب اليوروباليغ هذا الموسم، موسم أسماك القرش المجهزة والفاشلة.

وبالتأكيد، ومع كل المنافسة التي قد نشهدها بعد المونديال في الدوري الأوروبي، فمن الطبيعي أن نتأكد أيضًا بأن أسماك القرش ترغب بالعودة سريعًا إلى المحيط الأكبر في دوري أبطال أوروبا، مهما بلغت مغريات وقوة بحيرة الدوري الأوروبي.

تتبقى أحلام السيد جوزيه مورينيو، الذي اعتادت الصحافة في العالم تصريحاته الغريبة والمثيرة للجدل والمضحكة في بعض الأحيان، أحلامه التي بدأت مع روما في دوري المؤتمر وصعد بها ليحاول الوصول إلى لقب الدوري الأوروبي، ثم يعود إلى دوري الأبطال، لكن يبدو أيضًا أن أحلام مورينيو تحتاج إلى قوة ومنافسة في الدوري الإيطالي فقط، لأن أسماك القرش الجاهزة والفاشلة لن تسمح له بقطعة من كعكة التراضي في اليوروباليغ.

أحلامًا سعيدة يا سيد مورينيو.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة