أجواء حماسية وشوارع مزدحمة بالمشجعين

مونديال قطر ينعش صالات العرض والمقاهي بإدلب

camera iconأشخاص يشاهدون مباريات كأس العالم في إحد مقاهي إدلب-14 من كانون الأول 2022(عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – أنس الخولي

“تتجول في شوارع مدينة إدلب الساعة الـ12 ليلًا، لتراها مزدحمة بالمشجعين، وكأنك في دوار الساعة بلوسيل (دوار في الدوحة عاصمة قطر) وليس في إدلب”، بهذه الكلمات وصف حسن عبدان (31 عامًا) أجواء كأس العالم في إدلب.

وقال حسن لعنب بلدي، إن مشهد المقاهي الفارغة غاب عن إدلب منذ بداية كأس العالم، خصوصًا في ظل حضور المنتخبات العربية وتأهل أحدها إلى نصف النهائيات، ما دفع المزيد من السوريين للاهتمام بمتابعة المباريات.

شهدت مقاهي إدلب إقبالًا كبيرًا لم تشهده من قبل، كما توجه بعض المستثمرين لافتتاح صالات مخصصة لمتابعة المباريات، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

إقبال كبير وأجواء “حماسية”

تختلف الأسباب التي تدفع الشباب لحضور المباريات في المقاهي والصالات عوضًا عن منازلهم، إذ يتوجه بعضهم لحضورها بحثًا عن الأجواء الحماسية، بينما يرى آخرون أنه بديل جيد عن التوقف المستمر للمباريات بسبب ضعف شبكة الإنترنت.

واختار طارق طقطيقة (20 عامًا) التوجه إلى المقاهي برفقة أصدقائه لتجنب إزعاج الجيران، مشيرًا إلى أنه لا يكون قادرًا على ضبط حماسته خلال المباريات.

كما يفضّل طارق وأصدقاؤه المقاهي للمشاهدة على شاشات كبيرة وبدقة جيدة، ولعدم انقطاع الإنترنت ووجود عدد كبير من المشجعين، ما يجعل متابعة المباريات أكثر متعة، وفق تعبيره.

ويرى سامر اليوسف (27 عامًا) أن كأس العالم كانت فرصة للهرب من الظروف القاسية التي يعيشها معظم سكان المنطقة.

ويحضر سامر المباريات برفقة أصدقائه في المقاهي، رغم أنه ليس من هواة كرة القدم، لكن “اللمة الحلوة” والأجواء “الحماسية”، سبب كافٍ ليكون مهتمًا بمتابعة المباريات.

من المستفيد؟

وفرت العديد من المطاعم والمقاهي في مدينة إدلب شاشات لعرض مباريات كأس العالم، باعتبارها فرصة لتحقيق مكاسب مادية جيدة في ظل الإقبال الكبير على متابعة المباريات.

خالد الحموي صاحب مشروع مقهى “أم النواعير” قال، إن معظم أصحاب المقاهي يعانون قلة ارتياد الزبائن، جراء الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

وأضاف أنه خصص صالة المقهى لعرض المباريات التي غيّرت حال معظم المقاهي، وكانت سببًا بجلب عشرات الزبائن يوميًا.

ورغم أن حضور المباريات مجاني، خلقت بطولة كأس العالم فرصة لأصحاب المقاهي لتحقيق مكاسب، وفق ما قاله خالد.

ويرى أن هدفه من عرض المباريات لا يقتصر على تحقيق أرباح مؤقتة، إذ يمكن أن يكون هذا الشهر فرصة للترويج والتسويق لمشروعه، في إشارة إلى المقهى الذي يملكه.

من جهته، قال وسيم حبوش (30 عامًا)، وهو مستثمر في مدينة إدلب، إنه افتتح صالة لعرض مباريات كأس العالم في إدلب، باعتبار البطولة فرصة لتحقيق ربح جيد.

ويتفاوت إقبال الشباب على الحضور من مباراة لأخرى، بحسب الفرق وتوقيت المباريات، إذ يعتبر الإقبال مساء أكبر من غيره، وفق ما ذكره وسيم.

الأوضاع الاقتصادية عائق

وبينما اختار العديد من الشبان التوجه إلى المقاهي لمتابعة المباريات، حدّت الظروف الاقتصادية من قدرة آخرين على متابعتها.

وقال عبد الكريم سرحان أحد سكان مدينة إدلب، “أنا بدمي الطابة، بس (لكن) ما عندي فرصة تابع المباريات دائمًا”، منتقدًا ارتفاع تكاليف مشاهدة المباريات في المقاهي والصالات المخصصة لذلك.

وأضاف الشاب أنه سيضطر لمتابعة المباريات إلى دفع نصف دخله اليومي، الذي يبلغ نحو 60 ليرة تركية، بينما تبلغ تكلفة متابعة المباريات في الصالات الرياضية نحو 30 ليرة، وفق قوله.

من جهته، قال محمد العلي أحد سكان إدلب، إنه مجبر على زيارة أصدقائه أو أحد جيرانه، بسبب ضعف شبكة الإنترنت في منزله، وعجزه عن تأمين تكلفة متابعة المباريات في المقاهي والصالات.

“دخلي يوميًا 30 ليرة، ورغم رغبتي الكبيرة بمتابعة المباريات، لا أستطيع تحمّل تكاليف ذلك”، حسب محمد.

وتبلغ تكلفة دخول صالات عرض المباريات نحو 30 ليرة تركية، بينما تقتصر تكلفة متابعة المباريات في المقاهي على أجرة “فتح الطاولة” وتبلغ عشر ليرات تركية، وثمن طلبات الزبون.

ويعتمد بعض سكان إدلب على الاشتراك بتطبيق “IPTV”، المخصص لفتح القنوات المشفرة بشكل “غير قانوني”، من خلال تقاسم تكلفة الاشتراك التي تتراوح بين 15 و25 دولارًا سنويًا.

في حين يبلغ الحد الأدنى لأجور عمال المياومة (على اعتبار أن نسبة 85% من العاملين في شمال غربي سوريا هم من الفئة المذكورة) 60 ليرة تركية (3.22 دولار أمريكي).

وبحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية، يبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 18.6 ليرة تركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة