ريف حلب.. سكان مخيم “يازي باغ جبل” يشتكون “اقتطاع المعونة”

خيام للنازحين في مخيم "يازي باغ جبل" قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي- 26 كانون الأول 2022 (عنب بلدي)

camera iconخيام للنازحين في مخيم "يازي باغ جبل" قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي- 26 من كانون الأول 2022 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“إذا كانت العائلة مكوّنة من عشرة أشخاص يتسلّمون ربطة خبز، وإذا كانت من شخصين يتسلّمان ربطة أيضًا”، عبارة لخّص فيها محمد سالم الياسين أحد القاطنين في مخيم قرب قرية يازي باغ التابعة لمدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، غياب آلية توزيع الدعم والمساعدات في المخيم.

ولا تقتصر هذه العشوائية على توزيع مادة الخبز، إذ تحصل العائلات في مخيم “يازي باغ جبل” التي يصل عددها إلى 900 عائلة، على سلّة مساعدات غذائية بشكل شهري، لكن انخفض وزنها إلى 25 كيلوغرامًا بعد أن كان 75 كيلو، بحسب شهادات حصلت عليها عنب بلدي من خمس عائلات تقطن المخيم، بعدد أفراد مختلف ومن مناطق نزوح متعددة.

ولا يشمل الاقتطاع أو التخفيض من المعونة صنفًا دون غيره، إنما يشمل جميع أصناف السلّة، ومنها الأرز والسكر والعدس والزيت النباتي والطحين والبقوليات.

شكوى من العائلات ومخاوف من شتاء قاسٍ، قوبلت من إدارة المخيم بأن المساعدات لم تتغير، وأبدت تعاونها بتلبية الاحتياجات قدر المستطاع.

جهود لا تلبي الحاجة

تحصل كل عائلة في المخيم على ربطة خبز مجانًا، وعلى نفس الكمية من الدعم والمساعدات بغض النظر عن عدد أفرادها، وفق ما ذكره الشاب لعنب بلدي.

وحصلت العائلات القاطنة في المخيم على دعم بمبالغ مؤخرًا، لكن المخيم لا يزال يشهد افتقارًا للدعم المقدم مقارنة بالمخيمات القريبة منه، واقتطاعًا من السلة الشهرية المخصصة للعائلات، إذ تسلّمت بعض المخيمات القريبة بعض المساعدات من مواد تدفئة وخيام جديدة وعوازل للخيام ومواد نظافة.

وحمّلت العائلات التي قابلتها عنب بلدي مسؤولية نقص الدعم وانخفاض وزن السلة لإدارة المخيم التي تدير آلية توزيع المساعدات، وسبق أن وعدت إدارة المخيم العائلات بالنظر في شكواهم ومطالبهم لكن لم تحصل أي استجابة.

مدير المخيمات العشوائية في المنطقة، علي حلاق، أوضح لعنب بلدي أن عائلات المخيم تسلّمت منذ 20 يومًا 150 دولارًا أمريكيًا لكل عائلة، وسبق أن تسلّمت مواد نظافة، ونفى حصول أي تغيير في قيمة الحصة أو السلة الغذائية، مؤكدًا أنها ثابتة، ومن يحددها هي المنظمة أو المسؤول عن مشروع الدعم (الداعم).

وتنقسم مخيمات المنطقة، وفق حلاق، إلى مخيم “يازي باغ القطاع الأول”، ويضم 365 عائلة، و”يازي باغ القطاع الثاني”، ويضم 431 عائلة، و”القطاع الثالث”، ويضم 475 عائلة، و”القطاع الرابع”، ويضم 447 عائلة، ويضم “القطاع الخامس” 720 عائلة، ومخيم “يازي باغ جبل” 905 عائلات، ومخيم “سفيرة جبل” يضم 200 وعائلتين، ومخيمات “معرين” 1360 عائلة.

خيام للنازحين في مخيم "يازي باغ جبل" قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي- 26 كانون الأول 2022 (عنب بلدي)

خيام للنازحين في مخيم “يازي باغ جبل” قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي- 26 من كانون الأول 2022 (عنب بلدي)

مخاوف من شتاء قاسٍ

“نحن في الشتاء والعائلات متعبة والمخيم وضعه مأساوي”، قال الشاب محمد سالم الياسين لعنب بلدي، موضحًا أن مخاوف قاطني المخيم تزداد مع كل هطول للأمطار، خاصة بعد أن ذاقوا مرارة وقسوة الشتاء العام الماضي، الذي مرّ دون تقديم أي مساعدات أو عوازل أو مواد تدفئة.

حال الشاب وعائلته المكوّنة من ثمانية أفراد مشابهة لعائلات عديدة قاطنة في المخيم، تحدثت إليها عنب بلدي، وطالبت بتأمين الدعم المتاح حتى لو كان طارئًا وإسعافيًا ومؤقتًا.

وتناشد عائلات المخيم الجهات المعنية من أجل النظر في وضعهم وسط مخاوف تتجدد مع فصل الشتاء المقبل مطالبة بتأمين أبسط المستلزمات من أدوات تدفئة وشوادر لتدعيم الخيام وعوازل لمنع دخول المياه إليهم.

ولفتت العائلات التي تحدثت معها عنب بلدي إلى أن الخيام الموجودة قديمة، ولا تتوفر فيها متطلبات التدفئة، وتضرر عديد منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة

فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في الشمال السوري ذكر، في 18 من تشرين الثاني 2022، أنه خلال فصل الشتاء الماضي سببت العواصف المطرية والهطولات الثلجية أضرارًا ضمن 611 مخيمًا.

وأدت إلى تضرر 248 ألفًا و732 مدنيًا، وتسببت بتهدم ثلاثة آلاف و245 خيمة، وتضرر خمسة آلاف و811 خيمة، إضافة إلى الأضرار التي سجلت مع بداية الهطولات المطرية على المنطقة منذ بداية الشتاء الحالي.

ولفت الفريق إلى أن جميع الحلول التي تقدم في المرحلة الحالية أو ضمن أي خطة مستقبلية محكوم عليها بالفشل، كون المخيمات تجاوزت العمر الافتراضي لها.

كما تتوقع الأمم المتحدة أن تشهد سوريا واحدًا من أقسى فصول الشتاء هذا العام، بسبب نقص الوقود والطاقة، وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وقال المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، في 10 من تشرين الأول 2022، إن حوالي ستة ملايين شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدة إنسانية للتصدي لظروف الشتاء القاسية، بزيادة قدرها 33% مقارنة بعام 2021.

اقرأ أيضًا: “كراتين” الدعم لا تسد رمق الشمال


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في ريف حلب ديان جنباز




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة