مقاطعة الوالدين وعدم طلب إذنهم

مشاكل سلوكية لدى الأطفال يجب عدم تجاهلها

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي

قد يكون طفلك متحمسًا ليخبرك أمرًا، أو يطرح عليك سؤالًا، لكن السماح له بمقاطعتك يجعله غير قادر على تعلم كيفية مراعاة مشاعر الآخرين، أو إشغال نفسه وملء وقته عندما تكون أنت مشغولًا وغير قادر على الانتباه له.

وكنتيجة لذلك فإن الطفل سوف يعتقد بأن له الحق بالحصول على انتباه الآخرين له دائمًا، ولن يكون قادرًا على تحمل الإحباط نتيجة عكس ذلك.

كيف أحدّ من مقاطعة ابني لحديثي؟

في المرات المقبلة عندما تكون على وشك إجراء مكالمة أو زيارة صديق، قل لطفلك سابقًا بأنه يجب أن يلتزم الهدوء وعدم مقاطعتك. بعد ذلك اسمح له باللعب بلعبة مفضلة عنده، أو القيام بأي نشاط يحبه. هنا انتبه، في كل مرة يبدأ بهز ذراعك لكي تنتبه له، ما عليك إلا أن تقوم بالإشارة إلى كرسي ما، لكي يجلس بهدوء حتى تنهي كلامك ومن ثم يمكنك أن تستجيب لما يريد.

يجب أن يتعلم أنه لن يحصل على ما يريد، وأنك لن تقوم بالاستجابة له في كل مرة يقوم بمقاطعتك.

أيضًا، علّمه أن يقول “بعد إذنك” إذا كان يريد أن يجذب انتباهك. وبالرغم من أن المقاطعة في الكلام غير مقبولة بشكل عام، إلا أنه على الأقل سيتعلم طريقة حسنة للمقاطعة. على سبيل المثال، يمكنك أن تلعب معه لعبة الأسئلة المفتوحة، كأن تسأله أسئلة تحتاج إلى شرح وكلام كثير، واتركه يكمل إجابته إلى النهاية بدون مقاطعة، وما إن تبدأ أنت بالحديث سيبادرك هو بالأسئلة مقاطعًا، عندها ضع يدك على فمه ولا ترفعها قبل أن تنتهي من الإجابة، وبذلك سوف يتعلم أن هناك وقت للكلام ووقت للاستماع.

إن عدم مقاطعة الطفل لأحاديث الكبار هي عادة يمكن أن يكتسبها مع الوقت وبالتدريب.

أخذ الأشياء بدون إذن.. مشكلة أخرى

من المريح أن يقوم طفلك بأخذ بعض من البسكويت أو الأكل لوحده بدون سؤالك، ولكن سماحك له بالسيطرة على بعض النشاطات التي يجب أن تكون أنت المسؤول عنها لا يعلمه مهارة اتباع القواعد والقوانين.

على سبيل المثال، قد يكون لطيفًا بالنسبة لك أن يكون طفلك في عمر السنتين قادرًا على فتح الدروج لإخراج بعض من الحلوى التي يحبها، ولكن مع تقدمه بالعمر، (عندما يبلغ الثامنة مثلًا)، لا تستبعد أن تجده قد فتح باب البيت وذهب لزيارة ابن الجيران لوحده وبدون أن يطلب إذنك.

هنا يأتي دور الوالدين، وذلك من خلال سن قواعد المنزل الخاصة الواجب اتباعها، والتحدث فيها مع الطفل وشرحها له.

القواعد مهمة حتى يعرف الطفل ما يجب أن يفعله وما لا يجب. اشرح له تلك القواعد حتى يعرف حدوده، وبين له عواقب تجاوزها، فتحديد بعض القواعد يجعل الأمر أيسر ليتذكرها وينفذها.

لتكن الأولوية لقواعد الأمان والسلامة، مثل عدم لمس الفرن أو عبور الشارع لوحده، ولكن أيضًا مع عدم إغفال أمور أخرى. مثلًا “عليك أن تسأل فيما إذا كان من المسوح لك بأن تحصل على الحلويات، لأن هذه هي قاعدة المنزل”. أيضًا، عندما يشغّل التلفاز بدون إذن، اطلب منه بأن يطفئه ومن ثم السؤال فيما إذا كان من المسوح له بتشغليه.

إن شرح القواعد للطفل والتعبير عنها بشكل صريح سوف يساعده على استيعابها وبالتالي ينعكس على باقي سلوكياته وحياته المستقبلية.

الحدود تساعد الأطفال على خوض الحياة بثقة أكبر وهم يعرفون ما المتوقع والمطلوب منهم مع تقدمهم بالعمر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة