نازحو درعا على أعتاب الـ 100 ألف جراء تصعيد النظام وحلفائه

tag icon ع ع ع

جمال إبراهيم – درعا

شهدت عدة قرى في محافظة درعا مؤخرًا موجات نزوح كبيرة إلى مناطق أكثر أمنًا واستقرارًا، عقب استهداف الطيران الروسي للتجمعات السكنية بشكل مكثف، وتزامنًا مع سيطرة قوات الأسد على مدينة الشيخ مسكين وبلدة عتمان شمال درعا، في إطار حملة عسكرية واسعة تشهدها المحافظة.

ووفق ما رصد ناشطو درعا، فإن ما يزيد عن 1200 غارة جوية تعرضت لها قرى المحافظة، خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني، استهدف من خلالها النظام السوري وحليفته روسيا، تجمعات المدنيين في قرى الغارية الغربية، صيدا، إبطع، الشيخ مسكين، وغيرها من القرى والبلدات المجاورة.

وأفاد المواطن أبو محمد، النازح من بلدة الغارية الغربية، أن القصف الروسي استهدف قسمًا كبيرًا من البنية التحتية للبلدة، بما فيها المواقع الخدمية والصحية كالمدارس ومشفى البلدة الميداني، ما اضطره إلى النزوح مع عائلته باتجاه بلدة صيدا المجاورة، لا سيما بعد أن تعرض منزله لأضرار مادية كبيرة جراء سقوط برميل متفجر في محيطه.

وقال أبو محمد إنه توجه مع عائلته إلى منزل أحد أقربائه في بلدة صيدا، في الوقت الذي تنتشر فيه مئات العائلات النازحة على أطراف طرقها بحثًا عن مأوى، عازيًا كثافة النازحين إلى خروج مماثل لسكان قرى علما والصورة والغاريتين الشرقية والغربية باتجاه المناطق الآمنة نسبيًا، في ظل اكتظاظ هذه المناطق بنازحين لجأوا إليها في فترات سابقة، وشكلوا فيها تجمعات بشرية كثيفة، غالبيتهم من مدينة درعا وبلدتي النعيمة وخربة غزالة.

وحول دور المؤسسات الإغاثية في إيواء النازحين وتقديم العون اللازم لهم، أوضح محمد أبازيد، الناشط الإغاثي في درعا، أن معظم المنظمات الإغاثية العاملة في المحافظة، تسعى إلى مواجهة الأزمة الحاصلة بالإمكانيات المتوفرة، في ظل نزوح أعداد هائلة من سكان بعض المناطق الساخنة من منازلهم، باتجاه السهول والمناطق المجاورة. وتعمل هذه المنظمات، وفق أبا زيد، بتنسيق كبير فيما بينها على محاولة سد احتياجات جميع أولئك النازحين من مأوى وطعام وشراب وتدفئة.

وأضاف الناشط الإغاثي “رغم الجهود المبذولة، إلا أن العديد من النازحين مايزالون يعيشون في ظروف صعبة، نظرًا لكثافة عددهم، والذي بلغ بحسب دراسات ميدانية تقديرية نحو 80 ألف نسمة، في ظل نقص الدعم اللازم، وغلاء الأسعار، وظروف الشتاء القاسية”.

من جهته، طالب مجلس محافظة درعا، في بيان رسمي أصدره عبر صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك”، المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته الإنسانية والعمل على تنفيذ القرار 2254، الصادر عن مجلس الأمن، والذي يتضمن إيقاف إطلاق النار، ووقف الهجمات ضد المدنيين، مناشدًا المنظمات الحقوقية والهيئات الإنسانية بالقيام بواجباتها الإنسانية، من خلال تقديم يد العون للمواطنين، ووقف “الانتهاكات الصارخة” بحق الإنسانية.

أزمة النزوح في درعا، تترافق مع استمرار العمليات العسكرية شمالها، ونية قوات الأسد مع حليفته روسيا توسيع رقعة سيطرتها على الطريق الدولي الواصل بين الحدود الأردنية والعاصمة دمشق، وسط حديث عن مصالحات قد تتم في البلدات الواقعة عليه، مثل إبطع وداعل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة