المغني عمر سليمان..  سفير “الطرب الشعبي” السوري للغرب.. ماذا يريد؟

tag icon ع ع ع

عمر الحلبي – عنب بلدي

لم يكن المطرب السوري عمر سليمان يتخيل أن تشكل هجرته القسرية، نتيجة الحرب، من قريته رأس العين في الحسكة السورية ممرًا له للعبور إلى طريق الشهرة العالمية، وأن تصبح أغانيه الشعبية ولباسه الفلكلوري ظاهرة تجتاح أوروبا وتحتفل بها أبرز وسائل الإعلام الغربية.

وأنت تتابع مقاطع من حفلاته التي ينشرها على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، واقفًا على خشبة المسرح متوجهًا إلى الحشود الغفيرة وسط موسيقى صاخبة وأضواء كاشفة، يخيل إليك أن المؤدي نجم عالمي مثل مايكل جاكسون أو إلفيس بريسلي، لتفاجأ بعمر سليمان ويداه تلوحان للجمهور.

عمر سليمان الذي وقف إلى جانب كبار المغنيين الغربيين في حفل توزيع جائزة نوبل للسلام في أوسلو 2013، تحول من مطرب شعبي في الأعراس السورية إلى ظاهرة غنائية اكتسبت شهرة كبيرة على المواقع العالمية بعد انتشار أغانيه المصورة على “يوتيوب”، وقيام مئات الآلاف من كافة أنحاء العالم بنشر تعليقات تشيد بالموسيقى التي يقدمها، وأدائه إلى جانب مظهره غير المألوف للغرب (غطرة وعقال ونظارة شمسية). وعبّر العديد من المعلقين عن أمنيتهم بالتعرف على نصوص أغاني سليمان وتعلم الرقصات التي ترافق أغانيه.

استطاع سليمان من خلال لهجته الخاصة، القريبة إلى البدوية، واللهجة العراقية، إضافة إلى بعض الكلمات الكردية، أن يحظى بإطراء من الموسيقي البريطاني الشهير دامون البارن، واهتمام الصحف الغربية التي أطلقت ألقاب عديدة عليه، منها “الرجل الأكثر استرخاء في الكون”، و “نجم التكنو”، في إشارة إلى اعتماد سليمان في أغانيه على موسيقى التكنو، كما تعاون مع مغنين عالميين لتسجيل أغان مثل أغنية “كريستالاين” مع المغنية المشهورة “بيورك”، وتمت الاستعانة به من قبل فرق موسيقية عالمية مثل فرقة “ا سي دي سي” الأسترالية وغيرها.

ولدي ماهر..

تساؤلات عديدة طرحت حول إعجاب المجتمع الغربي بهذا النوع من الفن الذي يقدمه سليمان، وخاصة بعد دعوته للغناء في مؤتمر السلام الذي أقيم في مدينة أوسلو النرويجية 2013، إلى جانب ثلاثة مغنين عالميين هم “جيمس بلانت، وموريسي، وجاك باغ”، ووصفه بأنه فنان عالمي بعد كتابة على موقع جائزة نوبل، ”عمر لم يغير جو الأعراس في الشرق الأوسط فحسب، بأسلوبه الشرقي الشارعي، ولكنه جلب هذا الجو إلى الغرب”.

لا شك بأن الشهرة والوصول إلى مزيد من الجماهير في عمق أوروبا والعالم هو ما يتمناه بمساعدة ولده “ماهر”، الذي يتكفل بأخذ الصور له مع الفنانين العالميين وعلى المسارح المختلفة، حيث يقدمه على أنه مدير أعماله.

هجوم على سليمان

من زاوية النقد، اعتبر البعض أن سليمان لا يمثل الموسيقى والفن السوري الذي خرّج للعالم موسيقيين وفنانيين أمثال”مالك جندلي وصباح فخري”، ومنهم مدونة “الباحثون السوريون” التي قالت في وقت سابق “إن عمر سليمان يشوّه الفن السوري وما يقدمه هو عبارة عن تراث المنطقة التي نشأ بها ويقوم بتشويهها بأسلوبه”.

وذهب آخرون للقول بأنه يشوّه اللغة العربية عندما يكتب بلغة ركيكة مخاطبًا الجمهور عبر صفحته باللغة الإنكليزية على فيسبوك والموجهة لجمهوره الغربي، فيكتب “شوكرن” بدل شكرًا، إضافة إلى استخدام سليمان برنامج الصور الشهير “فوتوشوب” ليضع صورته إلى جانب المغنية العالمية ADEL، ويقول إنه اجتمع معها في إحدى الحفلات التي جمعتهم في عاصمة أوروبية، في طريقة مكشوفة ومفضوحة ومحاولة لسرقة “الشهرة”.

لكن في المقابل نجد عبر المقاطع المنتشرة على موقع يوتيوب والتي تصور حفلاته في أوروبا، أن هناك شريحة واسعة لا يستهان بها تقبل على سماع أغانيه وفنه، وتصل إلى حالة الجنون والرقص بالرغم من عدم فهمهم للكلمات التي يقولها، ويعود ذلك إلى نوع الفن المختلف والجديد للشباب الأوروبي مع الترويـج من كبـار المحطـات والإذاعـات الغربية التي تعتبره فنًا سوريًا لجهلها بالفن السوري الأصيل.

ونجد شريحة واسعة من السوريين ترفض المساس بسليمان، وتطرب عند سماعه وتعتبره فنانًا سوريًا يدخل الفرحة إلى القلب عن طريق الدبكة الشعبية.

ويمكن القول إن سليمان حقق عبر حركاته ودبكته نجاحًا يحسب له، لكن طريقة عرضه وتسويقه لنفسه ماتزال شعبية جدًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة