أين أحرار الشام؟

انتقادات واسعة لفصائل الشمال على خلفية أحداث “المعرة”

مقاتلون من الفرقة 13 في الجيش الحر، صورة أرشيفية.

camera iconمقاتلون من الفرقة 13 في الجيش الحر، صورة أرشيفية.

tag icon ع ع ع

أثار هجوم جبهة النصرة على مقرات الجيش الحر في معرة النعمان، السبت 12 آذار، تفاعلًا غير مسبوق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأجمع معظم الناشطين والمهتمين بالشأن السوري على “تجريم” جبهة النصرة، واعتبارها فصيلًا “بغى وتمرد على السوريين”.

لكن أحداث المعرة أثارت تساؤلات وجدها البعض “مشروعة”، حول غياب بيانات أو خطوات ملموسة للفصائل الكبيرة، لإيقاف الهجوم والاقتتال بين الطرفين، ولا سيما الفصيل الأكبر في الشمال، حركة أحرار الشام الإسلامية.

أمس، قتل 11 عنصرًا مسلحًا من الفرقة 13 في الجيش الحر، وجبهة النصرة، حين أقدمت الأخيرة على اقتحام مقرات الفرقة في معرة النعمان والقرى القريبة منها، بعد تبادل اتهامات بين الطرفين، وانتهت المواجهات بتسليم عناصر الفرقة لمقراتهم وأسلحتهم، وخروجهم من المدينة.

“أين الأحرار من أحداث المعرة؟” تساؤل قرأته عنب بلدي عبر موقعي “فيسبوك” و”تويتر” عشرات المرات، اليوم وأمس، وأثاره ناشطون وعلماء دين وسياسيون، على اعتبار أن الحركة ترفع رسالة “ثورة شعب”، وتقول إنها أسست لحمايته ومنع التجاوزات.

لا يخفي قياديو “الأحرار” انتقاداتهم المستمرة لأسلوب جبهة النصرة في التعاطي مع الوضع السوري، لكنهم يخشون زج مقاتليهم في معركة ربما تنتج مجازر دموية بين الطرفين، عدا عن ميول فئة ليست بالقليلة من مقاتلي الحركة للنصرة، على اعتبار وجود تقارب فكري سابق، وهو “السلفية الجهادية”، وفقًا لما أفاده أحد إدارييها (رفض كشف اسمه)، مؤكدًا لعنب بلدي أن أي صدام سينتج عنه “تفتت” في الحركة، والمستفيد الأكبر هو “داعش”.

موقف مشابه أبدته الحركة خلال تعاطي “النصرة” مع حركة حزم، آذار 2015، واكتفت ببيانات إدانة لم تصدر عنها أمس، في حين رحبت ضمنيًا بالقضاء على جبهة ثوار سوريا، وفقًا للمصدر.

ولم يقتصر الأمر على الحركة، فجميع فصائل الشمال لعبت دور “المتفرج” إزاء ما حدث في المدينة، رغم المناشدات وخروج أهالي المعرة في مظاهرات طالبت وحثّت على ضرورة إيقاف “حمام الدم” قبل حدوثه، دون أي جدوى وتحرك، أو حتى بيانات إدانة خجولة.

يعتبر محمد أبو الورد، الإداري في “جيش الفتح”، أن الأمر يحتمل اتجاهين: الأول أن هناك قبولًا من فصائل الشمال لإنهاء وجود الفرقة 13، كما حصل مع حزم وجبهة ثوار سوريا من قبل، والثاني هو تخوف هذه الفصائل من الاصطدام المباشر مع “النصرة”، فتلقى مصيرًا مشابهًا للفرقة، فجبهة النصرة تمتلك إمكانيات بشرية يجعل الوقوف أمامها أمرًا مستحيلًا، وفق تعبيره.

يرى طيف واسع من ناشطي سوريا، أن تصرفات جبهة النصرة حيال الفصائل المنتمية للجيش الحر، ستجعلها في موقف لا تحسد عليه، فالحاضنة الشعبية تنحسر بشكل ملحوظ، وبوادر صدام مباشر بدأت ترتسم ملامحه في المستقبل القريب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة