“إساءة” الزعبي للأكراد قد تطيح به من رئاسة وفد المعارضة

camera iconرئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، العميد أسعد الزعبي، إلى جانب كبير المفاوضين محمد علوش، وعضو الوفد جورج صبرا. 24 آذار 2016 (AFP)

tag icon ع ع ع

أثارت تصريحات سابقة للعميد المنشق أسعد الزعبي، حول الأكراد في سوريا، ردود فعل وانتقادات واسعة، أدت إلى حذف الحلقة التي تحدث فيها إلى راديو أورينت قبل أشهر، بينما علق المجلس الوطني الكردي حضوره مشاورات جنيف، مطالبًا بتغيير الزعبي، الذي يشغل حاليًا رئاسة وفد المعارضة.

ألفاظ “مسيئة” بحق الأكراد

تصريحات الزعبي، جاءت قبل أشهر في حلقة تحت عنوان “ما بعد تل أبيض.. مخاوف من إقامة الدويلة الكردية”، واعتبر أن “هناك لعبة دولية من أجل تبيان أراضٍ للأكراد الذين لا يمثلون 1% من الشعب السوري”.

وقال الزعبي إن الكردي كان يتمنى في عهد الرئيس السابق، حافظ الأسد، الحصول على “ورقة تثبت أنه بني آدم”، وأضاف “كل المرتزقة في العالم وضعوا خططهم وأجنداتهم على الطاولة السورية.. يريدون أن يأخذوا دولًا وكيانات ويصبحوا بني آدميين”.

ويشغل الزعبي حاليًا منصب رئيس هيئة المفاوضات في جنيف، وجاءت تصريحاته السابقة لدى استضافته كـ “محلل عسكري”، في سياق حديثه عن دور الولايات المتحدة ودول إقليمية أخرى بتقسيم سوريا، وإقامات كيانات جديدة على أراضٍ عربية.

وقوبلت “إساءة” الزعبي للمكون الكردي بانتقادات واسعة طالته شخصيًا، وطالت مؤسسة أورينت المالكة للراديو، ما استدعى حذف الحلقة من حسابها في موقع “يوتيوب”، الأربعاء 23 آذار.

انتقادات الصحفيين

الصحفي والناشط الحقوقي، شيار خليل، اعتبر أن تصريحات الزعبي هي محاولة لزرع نوع من الفتنة بين المكونات السورية، وإطالة هذه الحرب، حيث يمثل الكرد نسبة 15% من السوريين، وهم سكان أصليون، كان لهم الدور الكبير في استقرار سوريا ثقافيًا وسياسيًا خلال عدة عقود ماضية.

ورأى خليل، في حديث إلى عنب بلدي، أنه وجب على المثقفين والإعلاميين السوريين محاربة هذه الظاهرة من كل الأطراف، والتي ليس لها نية سوى إبعاد السوريين عن بعضهم البعض، ووضع العصي في عجلة الملف السياسي، وفق تعبيره.

خليل الذي طالب بمحاسبة الزعبي وأمثاله، أشار في الوقت ذاته إلى الدور السلبي الذي يلعبه الإعلام السوري المعارض في التسويق لهؤلاء والترويج لأفكارهم، وأردف “في الفترة الأخيرة كثرت المداخلات الإعلامية المحرضة على الوسائل الإعلامية، وآخرها كانت من قبل المدعو عطا كامل الذي ظهر أيضًا على راديو أورينت وقال إن الكرد هم حثالة وليسوا سوريين”.

ودعا الصحفي الكردي هيئة المفاوضات في جنيف والمعارضة السورية للتطرق إلى هذه الظاهرة، ومحاسبة الزعبي وغيره ممن يحرضون على الأكراد، واصفًا إياهم بـ “المدمرين للروح السورية المتبقية”.

من جهته تساءل الصحفي، سردار ملا درويش، عن كيفية وصول الزعبي لرئاسة وفد المعارضة إلى جنيف، وهو يهاجم مكونًا رئيسيًا في سوريا، مبديًا في الوقت ذاته انتقاده لمؤسسات المعارضة الإعلامية بما فيها أورينت، لطريقة تعاطيها الخاطئة مع الملف الكردي.

واعتبر درويش أن حذف التسجيل أو الاعتذار من قبل المؤسسة ليس كافيًا، ويجب تسليط الضوء على هذه الظاهرة، والعمل بمبدأ الشفافية ومحاسبة كل شخص يسيء لأي مكون سوري.

ورأى الصحفي الكردي أن لا فرق بين العميد الزعبي، ورموز النظام السوري كعبد الله الأحمر وعبد الحليم خدام وغيرهم، فجميعهم “يتعامل مع الوضع السوري بعقلية بعثية تضعهم في ذات البوتقة”.

أورينت تعتذر و”الوطني الكردي” يعلق المشاركة

راديو أورينت استضاف أمس المعارض عطا كامل، والذي أساء أيضًا للأكراد في تصريحات عبر برنامج “الرادار”، واعتبر أن “الأكراد من فجر التاريخ وحتى هذه اللحظة هم مرتزقة، وهذه هي صفتهم الأساسية في الحروب، فمنذ أيام الصليبيين وحتى هذه اللحظة يتم استغلالهم كورقة ومن بعدها سيتم رميهم”، وأضاف “الكرد ليس لهم أي مقومات كشعب في سوريا وهم مجرد ضيوف”.

وحذف الراديو حلقة عطا كامل، وكانت تحت عنوان “فيدرالية شمال سوريا.. تدعمه أمريكا عسكريًا وتحاربه سياسيًا”، وقدمت المؤسسة اعتذارًا في موقعها الرسمي عبر الإنترنت.

وجاء في نص الاعتذار “يتقدم راديو أورينت بالاعتذار من الشعب الكردي في سوريا، ويعلن عدم مسؤوليته عن كلام الضيوف في برنامج الرادار.. ويؤكد عدم تبنيه لأي تصريحات عنصرية كانت أم شوفينية أم طائفية تمت خلال حلقة (فيدرالية شمال سوريا) التي بثت على الهواء مباشرة”.

وعلّق المجلس الوطني الكردي، أحد مكونات الائتلاف المعارض، مشاركة أعضائه ضمن وفد الهيئة العليا للمعارضة، المفاوض في جنيف، مطالبًا بتغيير رئيس الوفد، الزعبي، على خلفية تصريحاته، وسط توقعات باستبداله في الأيام المقبلة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة