اللجان الإغاثية – استثمار في الحيــاة

tag icon ع ع ع

 

ازدادت خلال الشهرين الماضيين أعداد المهجرين قسرًا خارج مدنهم وقراهم منهم من استطاع الخروج إلى الدول المجاورة ومنهم من انتقل إلى محافظات أخرى ضمن سوريا ناجيًا بنفسه وأسرته وما خف حمله وغلي ثمنه هربًا من حملات الإجرام الممنهجة التي طالت محافظتي حمص وإدلب على وجه التخصيص.

شكل الناشطون في العديد من المدن التي شهدت توافدًا كبيرًا إليها من هذه المحافظات لجانًا إغاثية بصفة شعبية حيث تقوم بالعمل ليل نهار على تأمين حاجات الوافدين.

يمكننا أن نتحدث عن مدينة من مدن ريف دمشق لجأ إليها ما يزيد على 170 عائلة حيث تزيد أعدادهم عن 2200 فرد معظمهم من النساء والأطفال.

إن توافد هذا العدد من الأفراد يشكل ضغطًا اقتصاديًا على المدينة التي تشهد نقصًا في العرض من المواد الأساسية والتموينية وارتفاع في الأسعار لكن رغم ذلك تقوم هذه اللجان بإدارة الشؤون الاقتصادية لهذه الأسر.

تقدر الاحتياجات الأساسية الشهرية للعائلة الواحدة من طعام ولباس بمتوسط أفراد يبلغ عدد 7 أفراد من مختلف الشرائح العمرية بمبلغ 12000ل.س وبالتالي فالحاجة الشهرية لهذه الأسر تزيد عن مليوني ليرة سورية أضف إلى ذلك ما تحتاجه الأسرة لدى وصولها إلى مقرها الجديد من فرش ومستلزمات للمنزل يقدر بحوالي 25000 وسطيًا وإذا ما أردنا تقدير الإيجارات الشهرية التي تتراوح بين 5000 – 9000 شهريًا ناهيك عن الحالات الصحية.

تصبح حاجة العائلة لمدة شهر واحد وسطيًا مقدرة بـ 45000 ل.س إذا فمجموع الاحتياجات لجميع الأسر 7560000 ل.س.

يقوم الناشطون بشكل دؤوب على البحث عن متبرعين يقدمون منازل لاستقبال هذه العائلات كما يبحثون عن مصادر تبرع بالأغذية والأدوية في ظل غياب التعاون الواضح من المنظمات الاغاثية الدولية فهم مضطرين إلى العمل على تدارك فجوة موارد تزيد عن مليوني ليرة سورية بشكل شهري يتحملها بأغلبها الميسورين من أهل البلدة حيث يلعب التكافل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين عبر الاستثمار لإبقائهم على قيد الحياة يكون هذا الاستثمار ذي عائد طويل الأمد في تعميق أواصر المحبة والترابط بين أبناء الشعب السوري بحيث يبدو منزلاً للجميع. وهنا يأتي دور المغتربين في تحويل جزء من دخولهم لإغاثة المناطق المنكوبة ومناطق استقبال اللاجئين حيث أن جميع بلدات ريف دمشق تستقبل اللاجئين بأعداد متفاوتة تقدر بحسب إحصاء أولي قام به بعض ناشطي الريف بما يزيد عن عشرة آلاف معظمهم من حمص وإدلب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة