راتومور ومورينيو وقائمة الفيفا السوداء

tag icon ع ع ع

ملاذ الزعبي 

كان بديهيًا أن يُستقبل خبر نية الاتحاد السوري لكرة القدم التفاوض مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بسيل جارف من التهكم والسخرية، إذ لا شيء على الإطلاق من الممكن أن يجمع المنتخب المغمور بالمدرب المشهور، بما في ذلك شكل الكرة والملعب.

وبعيدًا عن كل النكات المحقة التي قيلت وستقال في المناسبة، فإن مسألة تعاقد المنتخب السوري مع مدربين أجانب لطالما كانت مصدرًا خصبًا للنكات والفساد وسوء الإدارة والفشل الذريع، فالعادة الأبدية كانت تقضي بأن يتم التعاقد مع مدربين مجهولين من الدرجة العاشرة من دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق تنتهي تجاربهم مع المنتخب بخروج شامخ من التصفيات مشفوعًا بشرف المشاركة وتسجيل الحضور، وسفر عدد من مسؤولي الاتحاد وزيارة عواصم قريبة وبعيدة كمشرفين على بعثة المنتخب.

وفي مناسبتين نادرتين تعودان إلى أواخر العام 2010، حاول الاتحاد السوري لكرة القدم التعاقد مع مدربين اثنين عليهم القيمة بليرة، وذلك تحضيرًا لمشاركة المنتخب في كأس آسيا 2011، وانتهت التجربتان قصيرتا الأمد بطريقة هزلية لا تقل هزلًا عن كشّة التفاوض المزمع مع الأخ جوزيه.

التجربة الثانية تتعلق بالتعاقد مع المدرب الصربي راتومير جوكوفيتش، والمسكين كان يناديه رئيس اتحاد كرة القدم حينها فاروق سرية باسم راتومور بدلًا من راتومير، وحاول العديد من الزملاء إقناع فاروق بأن اسمه راتومير بلا جدوى، وطبعًا فاروق سرية فضيحة بجلاجل لحاله لا مكان لسردها هنا.

المهم، وحتى لا نشرد ونطيل بالقصة القصيرة أساسًا، لم تمر بضعة أيام على وصول راتومير واكتشافه أن اسمه راتومور حتى كان يشمّع الخيط ويهرب في ليلة لا ضوء قمر فيها، احتجاجًا على تدخل أعضاء اتحاد كرة القدم بعمله. فراتومير، أو راتومور، ورغم أنه عمل في عدد من دول العالم غير الأول لم يكن يعرف أن الوضع سيكون مزريًا لهذه الدرجة في سوريا الأسد فحزم حقيبته ورحل حالفًا الأيمان المعظمة أن لا تدوس قدمه بلادنا السعيدة إلا إن كان قادمًا كمدرب لمنتخب آخر.

أما التجربة الأولى، السابقة لتجربة راتومير بأيام قليلة فقط، فكانت التعاقد مع المدرب الصربي الآخر ميلان زيفانودفيتش (لك أن تتخيلي أختي القارئة كيف يمكن لفاروق سرية أن يلفظ كنية هذا المدرب)، والضحية ميلان هذا لم يباشر مهمته أساسًا، فبمجرد الإعلان عن التعاقد معه، بدأت صحف سورية مرموقة منها البعث والموقف الرياضي وغيرها تتساءل عن الكيفية التي يتم بها التعاقد مع مدرب موضوع في قائمة الفيفا السوداء للمدربين، وبما أن دور الصحافة كسلطة رابعة في بلادنا لا غبار عليه، تراجع اتحاد كرتنا الموقر عن التعاقد مع ميلان، إذ كيف يتعاقد بلد “الرياضة حياة” مع مدرب عليه إشارة استفهام. وما إن تم فسخ التعاقد حتى اكتشف فاروق سرية وصحبه ألا وجود لشيء اسمه القائمة السوداء للفيفا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة