حرب إعلامية.. “BBC” تعتذر مجددًا وسوريون يصعدّون الانتقادات

tag icon ع ع ع

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) توضيحًا حول قضية استقالة مذيعتها، الصحفية السورية ديما عز الدين، ودافعت من خلاله عن سياستها “الحيادية” في التعاطي مع القضية السورية، الأمر الذي قوبل بانتقاد وهجوم جديد من صحفيين وناشطين سوريين.

“BBC”: اعترفنا واعتذرنا

ونقلت صفحة القناة في “فيس بوك”، مساء أمس الثلاثاء 3 أيار، تصريح المتحدث باسم “BBC”، وقال “كانت ديما عز الدين، التي تعمل مقدمة أخبار في تلفزيون بي بي سي العربي، في إجازة توقف عن العمل غير مدفوعة لمدة عام، وكان مقررًا أن تستأنف العمل في الأول من مايو (أيار). وفي السابع والعشرين من أبريل (نيسان)، وعقب مناقشات مع بي بي سي العربية بشأن دورها وشروط عملها، أخطرت ديما بي بي سي أنها لن تعود إلى العمل”.

وكانت قناة “BBC عربية” أوردت، السبت 30 نيسان الماضي، خبرًا أعلنت فيه مقتل 44 مدنيًا في قصف لفصائل المعارضة على مناطق سيطرة النظام في حلب، واستخدمت فيه صورًا بثها ناشطون تثبت العكس، لتعتذر عما أسمته “خطأ”.

ودافع المتحدث عن أسلوب “BBC” وسياستها، ووصفها بـ “الحيادية”، وأنها “تبذل كل ما في وسعها لكي تكون منصفة ومتوازنة، ليس فقط في تغطيتها لسوريا، بل أيضًا في كل ما تقدمه عبر منصاتها المختلفة”.

ولم يغفل منشور “BBCالعربية” التعاطي الخاطئ مع محافظة حلب، وأقر مرة أخرى بالخطأ الذي ارتكبته الشبكة البريطانية العريقة، وقال “اكتشفنا الخطأ بسرعة وأزلنا تلك اللقطات. اعترفنا بهذا الخطأ ونشرنا تصحيحًا واعتذارًا عبر حساب بي بي سي العربي الرسمي على موقع تويتر”.

صحفيون سوريون يردون

منشور التوضيح لم يرق لشريحة واسعة من السوريين، صحفيين وناشطين ورواد مواقع التواصل عبر الإنترنت، فقوبل بتعليقات تهكمية تسخر من أسلوب القناة والإذاعة بشكل عام، وأخرى نعت زمن الحيادية التي لطالما تغنت بها هذه المؤسسة العريقة.

وعبّر الصحفي السوري محمد منصور عن استيائه من “BBC” بالقول “منتهى قلة الحياء يا بي بي سي الأسد.. تملكون حق استخدام اللقطات؟ المشكلة ملك حقوق يا أبواق الديكتاتور؟ من ناقشكم بملكية الحقوق أصلًا؟”، وأضاف “نشرتم على التلفزيون واعتذرتم على وسائل التواصل الاجتماعي، مع أن القانون الإعلامي يقول إن الاعتذار يكون في نفس مكان الخطأ أي في نشرة الأخبار. يا لعاركم وأنتم تنحازون للقتلة على خلفية طائفية نتنة”.

وطرح الصحفي السوري، قتيبة الخطيب، حلًا ينهي أزمة الثقة بين المؤسسة والمشاهد العربي والسوري تحديدًا، وهو أن “تقيل الشبكة الأم جميع العاملين في القناة (BBC عربي)، وتختار الصحفيين الأكفاء الذين يعرفون بأن هنالك تراتبية في العمل والخبر، عندما يقرأه المذيع يكون قد مر على أربع مراحل”.

وصبّ تعليق الصحفي إيلاف القداح، في ذات السياق، وقال فيه “عندما تتغافل الوسيلة الإعلامية عن كشف الحقيقة وتعرية النظام خلال خمس سنوات من القتل والتنكيل وجرائم الحرب، بوثائق وأدلة واضحة وضوح اللون الأحمر في لوغو قناتكم، فهي مضللة كاذبة”.

ويبدو أن عموم السوريين لن يغفروا للمؤسسة البريطانية ما يصفونه بـ “الانحياز للجلاد” في تغطية الشأن السوري، ولن تعود، كما كانت، مصدر الأخبار المفضل لهم، خصوصًا وأنهم يعتقدون أن مراسلها في دمشق، عساف عبود، يوجّه التغطيات باتجاه الرواية الرسمية للنظام السوري.

اقرأ أيضًا: في يوم حرية الصحافة الحدث السوري محاصر بإعلام غير مهني




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة