بعد “خطبة الوداع”.. تعرف على “فيلسوف” السياسة التركية

أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي.

camera iconأحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي.

tag icon ع ع ع

“الأخوة السوريون قالوا إن الأتراك انتخبوا بصناديق الاقتراع، ونحن انتخبنا برفع أيدينا إلى السماء، هذا الدعاء كان بقيمة تلك الأصوات”، جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، والتي أعلن من خلالها استقالته من منصب رئاسة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم.

وكعادته في استخدام نظرية “صفر مشاكل” المسجلة باسمه، خلت كلمة أوغلو الوداعية، ظهر اليوم الخميس 5 أيار، من أي مصطلحات أو عبارات تؤجج الخلاف مع صديق دربه ورئيس تركيا الحالي، رجب طيب أردوغان، والذي أدار دفة البلاد 16 عامًا بين رئيس حكومة ورئيس دولة.

وقال في الكلمة “لن يسمع أي كان كلمة مني مسيئة بحق الرئيس أردوغان، ولا أرضى بأي تشكيك في علاقتي الشخصية معه، مضيفًا “خسارة منصب رئيس حزب العدالة والتنمية أهون علي من خسارة رفيق درب”.

أطلق الساسة على أوغلو عدة ألقاب، لعل أشهرها “مهندس السياسة الناعمة”، و”الفيلسوف”، وغيرها من المصطلحات التي تدلل على عمق الرجل ونجاحه في الحفاظ على مسافة واحدة لأنقرة مع جميع الدول المحيطة، رغم التجاذبات السياسية والصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.

في قونيا، مدينة الفلسفة والتصوف وسط هضبة الأناضول، ولد أحمد داود أغلو، عام 1959، وتعلم في مدارسها، لينتقل إلى مدينة اسطنبول ويكمل تعليمه الثانوي هناك، ثم يلتحق بجامعة “بوغازيجي” العريقة، ويتخرج منها مجازًا في قسم “الاقتصاد” و”العلاقات الدولية والعلوم السياسية”.

تابع أوغلو تحصيله العلمي، فحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، والدكتوراه في “العلاقات الدولية والعلوم السياسية”، لينتقل مباشرة إلى التدريس في جامعة “مرمرة” بين عامي 1993- 1999، مع توليه رئاسة العلاقات الدولية في جامعة “بيلكنت”.

لعل صحيفة “يني شفق” العريقة، هي أكثر المستفيدين من أوغلو، إذ أثرى أرشيفها بنحو 200 مقال، خلال فترة عمله فيها بين عامي 1995- 1999، ودخل رسميًا عالم السياسة حين مُنح لقب “سفير”، في كانون الثاني 2003، بقرار مشترك من الرئيس التركي الأسبق، أحمد نجدت سيزر، ورئيس الوزراء التركي الأسبق، عبد الله غل (الرئيس الأول لحزب العدالة والتنمية).

تدرّج أوغلو من مستشار لرئيس الوزراء السابق، رجب طيب أردوغان، إلى وزير للخارجية منذ عام 2009 وحتى تولى قيادة الحكومة التركية ورئاسة حزب العدالة والتنمية في آب 2014.

أحمد داود أوغلو، متزوج من الطبيبة سارة داود أوغلو، عام 1984، لديه ابن واحد وثلاث بنات، يتقن أربع لغات (الإنكليزية، الألمانية، العربية، الملاوية)، إلى جانب اللغة التركية الأم، وله العديد من المؤلفات والأبحاث ترجمت إلى لغات عدة، واختارته مجلة “فورين بوليسي” عام 2010 ضمن أهم 100 مفكر في العالم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة