ظاهرة “العنوسة” تتزايد في محافظة الحسكة

camera iconريف القامشلي (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

بهار ديرك – الحسكة

تزايدت ظاهرة “العنوسة” في مدن وبلدات محافظة الحسكة، مع استمرار الهجرة من مناطق الجزيرة في سوريا إلى دول أوروبا، وبالتحديد فئة الشباب الفارين من قوانين السلطات المحلية في المناطق ذات الأغلبية الكردية.

ووصلت نسب عدد الشباب المهاجرين من المحافظة إلى أعلى مستوياتها منذ فترة طويلة، بينما تؤثر عادات المجتمع، والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي بدورها سلبًا وتزيد من الظاهرة، بحسب سكان المنطقة الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم.

نسبة هجرة الشباب تجاوزت 75%

مسؤول قسم الإحصاء في منظمة الصحة العالمية WHO بريف الحسكة، جاسم نواف رشيد، أوضح لعنب بلدي أن النتائج الأخيرة التي أجرتها المنظمة في مناطق ديرك والمالكية ومدينة القامشلي وريفها، أظهرت تزايد نسب هجرة الشباب من المنطقة.

وأشار نواف رشيد إلى أن نسبة الشباب المهاجرين خارج المنطقة، والذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، وصلت إلى 75%، بينما لم تتجاوز نسبة الإناث المهاجرات 10%، في المناطق التي شملها الإحصاء.

الظروف المعيشية زادت من تفشي الظاهرة

قلة المردود المادي وتدني رواتب الموظفين، إضافة إلى ظروف الحياة المعيشية الصعبة، اعتبرها أهالي المنطقة أسبابًا ساهمت في انتشار وتفشي “العنوسة” في الحسكة.

شهيرة محمود حجي، فتاة من ريف بلدة تل حميس، وتبلغ من العمر 38 عامًا، اعتبرت أن ظروف حياتها منعتها من الزواج، مشيرةً في حديثها لعنب بلدي، أنها تعمل في الزراعة وجني المحاصيل مع أخواتها، بعد أن رفض والدها تزويجها.

وأوضحت حجي أنها مرت وعائلتها بظروف “صعبة”، مردفةً “بعد أن كبرت بالعمر لا أحد يرغب بالزواج مني حاليًا”.

وفاة والد مها الحسين، وهي فتاة من ريف القامشلي، وإعالتها لأهلها، جعلها تترك مدرستها وتتفرغ للعمل، وفق ماقالت لعنب بلدي، مضيفةً “كوني أكبر أخواتي أعمل منذ فترة طويلة في الخياطة”.

وتبلغ الحسين 40 عامًا، ولفتت إلى أنها ترفض فكرة الزواج، “كي يستمر باقي إخوتي الأصغر مني في دراستهم وحياتهم بشكل طبيعي”.

وتحدث الحاج عمران المجول، وهو صاحب ورشة عاملات في جني القطن والمحاصيل الزراعية في السياق ذاته، موضحًا لعنب بلدي أن “معظم العاملات في الورشة (66 عاملة) غير متزوجات ويعملن لمساعدة ذويهم، بعد أن ضاقت بهن سبل العيش”.

كما قالت شهيناز مرسيني (40 عامًا)، من ريف القامشلي، إن عدد سكان قريتها الصغيرة يصل قرابة 700 شخص، مشيرة في حديث لعنب بلدي أن “40 فتاة تجاوزت أعمارهن 35 عامًا، يعملن حاليًا في الزراعة وتربية الحيوانات ولم يتزوجن بعد”.

عادات المجتمع ساهمت سلبًا

وساهمت العادات والتقاليد في منطقة الحسكة سلبًا، وكان لها دور ملحوظ في انتشار الظاهرة، بحسب المحامي رياض ناصر من مدينة القامشلي.

ولفت ناصر في حديثه إلى عنب بلدي أن “جرائم الشرف زادت في الآونة الاخيرة، وسجلت دار القضاء في القامشلي نيسان الماضي أربع جرائم”.

الإدارة الذاتية التي تدير مدن وبلدات الحسكة أصدرت المرسوم رقم 22 عام 2014، ومنعت بموجبه تعدد الزوجات، وأوضحت أن أي تجاوز في القرار قد يعرض الشخص للمساءلة القانونية والسجن، وهذا ما اعتبره بعض الأهالي سببًا في انتشار “العنوسة”، إذ يرغب بعض الرجال الزواج بأكثر من امرأة، على حد وصفهم.

وبينما تتزايد الضغوط على الأهالي، في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على المنطقة منذ أشهر، والتوتر الأخير الذي شهدته القامشلي إثر المواجهات بين الوحدات الكردية والنظام السوري، لم يجد أهالي الحسكة حلًا قريبًا لهذه الظاهرة، بل اعتبروا أنها ستزداد يومًا بعد يوم.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة