بين فكي تنظيم

مارع معزولة شمال حلب وأهلها ينزحون إلى عفرين

camera iconنازحو مدينة مارع شمال حلب - السبت 28 أيار (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلديخاص

عزل تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي وسيطرته على عدد من البلدات فيه، مدينة مارع عن جارتها اعزاز أقرب مناطق سيطرة المعارضة السورية في المنطقة، بينما بدأ الأهالي بالنزوح، عبر ممر ضمن مناطق سيطرة قوات “سوريا الديمقراطية” في الغرب، إلى مدينة عفرين التي تتبع لسيطرة “الإدارة الذاتية”.

حصار المدينة بشكل كامل جاء عقب تقدم الدولة وسيطرته على قرى كلجبرين، تل جبرين، كفركلبين، تل حسين، طامية، وبريشة في ريف حلب الشمالي، الجمعة 27 أيار، الأمر الذي دعا إلى نزوح الآلاف من أهالي مارع باتجاه مناطق سيطرة “سوريا الديمقراطية”.

مراسل عنب بلدي في حلب نقل عن مصادر ميدانية، أن المعارك الأخيرة ضد التنظيم في المنطقة أدت إلى مقتل عدد من مقاتلي “الجيش الحر”، ولا سيما من “تجمع فاستقم كما أمرت” و”لواء الفتح”، بينما قتل إثر تمهيد التنظيم بالمدفعية أكثر من عشرين مدنيًا في بلدتي كلجبرين وكفركلبين، وقتل أكثر من عشرة آخرين خلال غارات لقوات التحالف على المنطقة إثر تقدم التنظيم فيها.

ووفقًا للمعطيات الأخيرة، غدت مدينة مارع ترزح تحت حصار مطبق بين فكي تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات “سوريا الديمقراطية”، إذ تحيط الأخيرة بالمدينة من الغرب، بينما يطبق التنظيم حصاره على مارع من ثلاث جهات (الشمال، الشرق، الجنوب).

حرب مفخخات في محيط مارع

ولم يكتف التنظيم بالتقدم إلى محيط المدينة، بل حاول اقتحامها من المحاور الثلاثة التي يتمركز حول المدينة فيها، منذ مساء الجمعة، وسط مقاومة فصائل “الجيش الحر” بعد وصول الاشتباكات إلى مداخل المدينة، بالتزامن مع القصف المكثف الذي استهدفها، والاشتباكات داخلها مع خلايا نائمة للتنظيم.

وذكرت “وكالة أعماق” التابعة للتنظيم، أن “عمليتين استشهاديتين ضربتا موقعين للمعارضة المسلحة في محيط مدينة مارع”، بينما أسرت فصائل “الحر” أربعة عناصر من التنظيم وقتلت العشرات، بحسب ناشطين عرضوا صورًا لجثث العناصر داخل أحياء المدينة.

ولم يتوقف تنظيم “الدولة الإسلامية” عن محاولاته اقتحام مارع، بينما دمّرت فصائل المعارضة أكثر من خمس سيارات مفخخة أرسلها التنظيم، قبل أن تصل إلى أهدافها، السبت.

ويرى ناشطون أن التنظيم تحوّل من الدفاع إلى الهجوم شمال حلب، بعد استعادته معظم القرى والبلدات التي سيطر عليها “الجيش الحر” في وقت سابق، خلال المعارك المستمرة منذ مطلع العام الجاري، ورغم الدعم العسكري الذي قدمته تركيا للفصائل.

سوريا الديمقراطيةتدخل الشيخ عيسى

واستغلت “سوريا الديمقراطية” تقدم التنظيم إلى محيط مارع ودخلت بلدة الشيخ عيسى على الطريق باتجاه مارع، بعد أن عقدت اتفاقًا مع فصائل المعارضة في المنطقة، يقضي بتسليم البلدة مقابل ضمان مرور آمن للمدنيين من أهالي مارع باتجاه اعزاز.

إلا أن الأمر لم يتم بحسب مراسل عنب بلدي في حلب، وقال إن القوات لم تسمح بتوجه النازحين إلى اعزاز أو دارة عزة، ناقلًا عن ناشطين قولهم إن “سوريا الديمقراطية” تحاول الضغط على المعارضة بهذه الخطوة.

دخول القوات جاء، صباح السبت 28 أيار، بعد هجوم لم يستطيعوا الدخول إثره، وفق المراسل، وأوضح أن وفدًا من القوات دخل الشيخ عيسى عقب إنذارات عبر مكبرات الصوت قال فيها “قرية الشيخ عيسى مقابل خروج المدنيين من مارع لاعزاز”، ما دعا فصائل “الحر” المرابطة في البلدة للانسحاب إلى مارع.

المراسل ألمح إلى إمكانية السماح بوصول بعض العائلات إلى كل من دارة عزة غرب حلب، ومدينة اعزاز التي خرج سكانها بوقفة احتجاجية السبت، أمام المحكمة المركزية في المدينة مطالبين الفصائل بفك الحصار عن مارع، بينما لم يصل أي شخص من المدينة حتى مساء السبت.

آلاف النازحين إلى عفرين

ووثق المراسل نزوح أكثر من أربعة آلاف شخص من مارع، جميعهم وصلوا إلى عفرين حتى عصر السبت، من أصل قرابة 1700 عائلة فيها تعاني أوضاعًا إنسانية سيئة، وسط صعوبة تحديد الأعداد الدقيقة للقاطنين داخل المدينة، بينما تستمر حالة النزوح مع تزايد حدة المعارك على أطراف المدينة.

مراسل عنب بلدي في عفرين أكد أن “الإدارة الذاتية” تمنع أي شخص من التواصل مع النازحين، وأكد أن دفعة تتجاوز ثلاثة آلاف شخص وصلت السبت إلى عفرين والقرى المحيطة بها، إلى جانب 500 شخصٍ آخرين وصلوا الجمعة إلى مدن تل رفعت وكفر ناصح ودير جمال.

الوضع الذي تعيشه مدن وبلدات ريف حلب الشمالي منذ فترة، عزاه مراقبون لصراع أمريكي- تركي في المنطقة، بينما يدفع المدنيون وحدهم الثمن في كل معركة تدور رحاها على الأراضي السورية.

ودلل المراقبون بأن تركيا تدعم فصائل المعارضة في المنطقة لتأمين شريطها الحدودي مع سوريا، بينما توفر أمريكا دعمًا لقوات “سوريا الديمقراطية” التي تحاول بدورها التقدم، بينما تستهدفها أنقرة باعتبارها الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي “الذي يمارس الظلم حتى على الأكراد السوريين”، بحسب وجهة نظر تركيا.

وتبقى مارع معرّضة للاقتحام من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” و”سوريا الديمقراطية”، على حد سواء، بينما ذهب بعض ناشطي المنطقة إلى أن المعارك التي أفضت لوصول التنظيم إلى محيطها تأتي بعد التنسيق بين الجانبين.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة