حماية الطفل من “سوء المعاملة” وخطرها على مسيرة حياته

tag icon ع ع ع

تهاني مهدي

تعتبر “حماية الطفل من سوء المعاملة” البند الثاني من اتفاقية حقوق الطفل، وتتعدد أشكال وصور سوء المعاملة، سواء داخل المنزل أو خارجه كما تتعدد أسبابها.

ويختلف سوء المعاملة عن الإهمال في أن الإهمال غير مقصود بينما سوء المعاملة يأتي عن قصد الإيذاء ضمن علاقة مسؤولية أو ثقة أو سلطة (كالوالدين، المربي، المدرس…)

كثيرًا ما نسمع الآباء أو الأمهات ينادون لأبنائهم بـ ”يا غبي، يا فاشل…”، أو يطلقون عليهم ألقابًا تلتصق بهم طوال الحياة، أو يعلقون على تصرف لهم بسخرية وتهكم، ومنهم من يفضلون الذكر على الأنثى… وهذا على سبيل المثال سوء معاملة، إذ تجتمع صورها ضمن ثلاثة أشكال: الجسدية، العاطفية، الجنسية، وكل ما يسبب الأذى للطفل ويؤثر على تطوره الجسدي والعقلي والنفسي.

كما قد تكون الإساءة في واحدة أو أكثر مما سبق ذكره، فتصبح ” إساءة مركبة”، وهي في أغلب الأحيان مركبة لأن الإساءة مهما كان نوعها لابد أن تترك أثرًا في مشاعر الطفل، وجميعها يؤثر على نمو الطفل وتعلمه.

الإساءة الجسدية

وهي إساءة ينتج عنها أذىً جسدي للطفل تتراوح درجتها بين المتوسطة إلى الخطرة ومنها ما قد يؤدي إلى الموت.

قد تكون الإصابة داخلية كالكسور والنزيف الداخلي، وقد تكون خارجية كالحروق والجروح، وتتوقف آثارها النفسية على عمر الطفل وشدة الإصابة وعلاقة المسيء بالطفل.

الإساءة الجنسية

وتعني استغلال الطفل وتوريطه بنشاطات جنسية، دون أن يعي ما يفعل ودون أن يملك القدرة على الرفض أو القبول، ويكون هدفها إشباع حاجات المسيء.

يظهر الأطفال ردود فعل على الإساءة الجنسية على المدى القصير: كالغضب والخوف والهياج، وعلى المدى الطويل: كضعف الثقة بالنفس وبالآخرين، اضطراب ما بعد الصدمة، العزلة، وتختلف آثارها بحسب عمر الطفل:

الأطفال تحت سن المدرسة: قد يحدث لديهم تبول لا إرادي، وتأخر في نمو اللغة.

الأطفال بين 6 و12 سنة : قد يظهر لديهم ضعف في التعلم، اضطراب في المهارات الاجتماعية، وإهمال الواجبات.

الأطفال فوق 12 سنة: إدمان الكحول والمخدرات، فقدان في الشهية أو العكس، ضعف التركيز.

الإساءة العاطفية

تتمثل في عدم قدرة المربي على توفير بيئة نمائية للطفل يتوفر فيها شخص يرتبط به ارتباطًا عاطفيًا لضمان نمو سوي له. فالوالدية المشروطة التي لن يحصل فيها الطفل على حب والديه ما لم يفعل ما يريدانه، أمر يحمّل الكثير من الضغط والأذى للطفل، كما أن القسوة الدائمة له وتحقيره والاستهزاء به تنتج طفلًا سلبيًا لا مباليًا.

تعتبر الإساءة العاطفية من أخطر أنواع الإساءات، لأن احتمال التعرض لها مستمر على خلاف غيرها، كمان أن جميع أشكال الإساءة الأخرى مرتبط بها.

الفرق بين الإساءة المتعمدة وغير المتعمدة

قد يخطئ الوالدان في لحظة ما، ويتفوهان بكلام جارح أو مؤذ يسبب للطفل مشاعر سلبية، ويعاني بسبب ذلك من الضياع ويفقد ثقته بنفسه، إلا أنه إذا تدارك الوالدان ما حصل وقدما الاعتذار، فإن ذلك يعلّمه أن من يقوم بتربيته قد يخطئ إلا أنه سيتدارك ذلك، ومن هنا نجد فرقًا بين من تعرض لأذى متعمد وبين من  تعرض لإساءة غير متعمدة.

الإساءة خارج المنزل

قد يتعرض الطفل للأذى في المدرسة كتحرش أحد زملائه به، أو ضعف مراقبة الأمراض والعدوى، أو عدم وجود تواصل بين المدرسة والأهل… كما قد يتعرض للأذى في الشارع كمرافقة أشخاص غرباء وعدم مراقبة الأهل له ومعرفتهم بما يفعل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة