الإيرانيون والعراقيون والهنود يسدون غياب الأجانب والأوروبيين

“السياحة الدينية”  تدر على حكومة النظام ملياري دولار سنويًا

tag icon ع ع ع

عنب بلدي

تؤشر الزيارات المكوكية التي قام بها وزير السياحة في حكومة النظام السوري، إلى إيران، واللقاءات المستمرة التي يجريها الوزير مع الممثلين الدبلوماسيين لدول العراق وروسيا وغيرها، وبعض وكالات السياحة المعتمدة في دمشق من قبل هذه البلدان، إلى اتجاه جديد في حكومة الأسد لتعزيز ما بات يعرف بـالسياحة الدينية، وتفضيلها على السياحة التقليدية، وحتى الداخلية، والتي انتهت فعليًا بسبب الحرب المستمرة، بعدما كانت تشكل 10% من الناتج الإجمالي.

لا تجد اليوم في ما تبقى من منتجعات أو فنادق، وفي التجمعات السكانية الكبيرة التي ماتزال تحت سيطرة النظام، سياحًا من جنسيات غربية كما السابق، فقد تغيرت بوصلة السياحة السورية، وحوّل السياح التقليديون وجهاتهم، وحل مكانهم وافدون من إيران والعراق ولبنان والهند وباكستان، وبعض دول الخليج، يأتون إلى دمشق وريفها، لزيارة “العتبات المقدسة” عند الطائفة الشيعية، ووجدت حكومة النظام السوري أن تشجيع هذا النوع من السياحة يمكن أن يورّد إليها مداخيل جديدة، قد تعوض جزءًا مما خسرته منذ اندلاع الثورة.

يقول المحلل الاقتصادي حسان المصري، لعنب بلدي، إن وزارة السياحة منحت تراخيص لشركات طيران جديدة، لنقل “الحجاج” من العراق وإيران إلى الأراضي السورية من أجل زيارة العتبات المقدسة، وبحسب إحصائيات الوزارة فقد وصل عدد السياح في الموسم الماضي لأكثر من ربع مليون “سائح”.

واعتبر الخبير، أن عدم وجود وسائل نقل متطورة وحديثة إلى سوريا وخاصة النقل الجوي، يعتبر أكبر خطر يتهدد السياحة ويحد من تطوير السياحة الدينية، وهو ما تسعى وزارة السياحة للعمل عليه خلال هذه الفترة، وقد تذهب إلى أبعد من ذلك عبر السماح بتأسيس شركات أمنية لحماية السياح.

معارض جذب

وفي سبيل تعزيز السياحة الدينية وجعلها موردًا أساسيًا يمكن الاعتماد عليه خلال هذه الفترة، وربما في المستقبل، شاركت وزارة السياحة في معارض وندوات خارجية في عواصم طهران، ودلهي، وموسكو، وغيرها، وسعت من خلال هذه المنصات إلى التعريف بسوريا التي ماتزال تحت سيطرة النظام، وقد وسعت الوزارة دائرة المستهدفين من السياح لتشمل أيضًا مواطني هذه الدول من أتباع الديانة المسيحية، فقد شاركت في معرضي “انتور ماركت” و”ميت” في موسكو، وتم إبراز المواقع الدينية السورية وعرض لوحات “القديس بولس” والمواقع السياحية المسيحية، وأقيم معرض للصور الضوئية لأهم المواقع الدينية في كنيسة القديس يسوع خلال فترة عيد الفصح الماضي.

ويتزامن ذلك مع طلب رئيس النظام السوري، بشار الأسد من الوزارة “العمل على تقديم كل ما يلزم لإعادة تأهيل معلولا وصيدنايا”، ومن المعروف أن هاتين البلديتين تضمان أهم معالم الديانة المسيحية، ويمكن جعلهما محجًا للسياح الروس. وعليه تم وبالتعاون مع الجانب الروسي، تجهيز المواد الترويجية والإعلانية الخاصة بالتسويق للسياحة الدينية في المنطقة.

ويمكن القول إن هذه المساعي بدأت تؤتي ثمارها، فالتصريحات الرسمية تشير إلى أن السياحة الدينية ارتفعت 11% في العام 2015، بينما وصلت نسبة الوصول عبر المنافذ الجوية إلى 200%، وبلغت إيرادات السياحة الدينية حتى نهاية آب الماضي ملياري ليرة، لنحو 225 ألف زائر، من لبنان والعراق ودول الخليج العربي.

وقال وزير السياحة، بشر يازجي، لصحيفة تشرين الحكومية، إنّ “عدد الليالي الفندقية بلغت 300 ألف ليلة”. وتوقع وصولها نهاية العام إلى 400 ألف ليلة. وقد استقبلت سوريا خلال العام الماضي 50 ألف سائح من العراق وحدها.

تحسين البنية التحتية

ولاستيعاب هذه الأرقام وتوفير الخدمات لها، بدأت الوزارة تعد البنية التحتية اللازمة في دمشق وريفها، كونهما تضمّان أهم المقاصد السياحية التي ماتزال تشكل عامل جذب للسياح الدينيين من العراق وإيران ولبنان وروسيا، وبحسب مدير سياحة ريف دمشق، طارق كريشاني، “يوجد عشرة فنادق عاملة حاليًا، كما أهلت الوزارة خمسة فنادق في منطقة السيدة زينب”.

وقال “الوفود القادمة إلى سوريا هي في أغلبها من بلدان العراق وإيران والخليج، إلى جانب عدد من الطلبات من الهند وباكستان وأفغانستان وبريطانيا”.

وكذلك تسعى شركات السياحة التي أغلقت أبوابها مع اندلاع الثورة وتباطؤ حركة القدوم السياحي إلى سوريا، لإعادة افتتاح جزء من مكاتبها واستئناف خدماتها مع بدء انتعاش السياحة الدينية في مناطق سيطرة النظام.

سجل عدد السائحين لأغراض السياحة الدينية إلى سوريا في عام 2004 نحو577 ألف سائح، وارتفع عام 2010 إلى قرابة 2.2 مليون في حين بلغ في 2011 نحو1.7 مليونًا

ومنذ اندلاع الثورة، بلغت أضرار قطاع السياحة العام والخاص، حوالي 15 مليار دولار، وانخفضت نسبة القدوم السياحي بنسبة 98٪ مقارنة بالعام 2010، وبحسب أرقام وزارة السياحة خرجت 371 منشأة سياحية عن الخدمة، ووصل إجمالي عدد العاطلين عن العمل في القطاع إلى نحو 258 ألف عامل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة