سبع “خرافات” إعلاميّة خاطئة بشأن قضية اللاجئين

لاجئون سوريون في مخيم كاليه بفرنسا يطالبون بعدم هدم خيمهم - 29 شباط 2016 (AFP)

camera iconلاجئون سوريون في مخيم كاليه بفرنسا يطالبون بعدم هدم خيمهم - 29 شباط 2016 (AFP)

tag icon ع ع ع

“ليس تدفق اللاجئين ما يسبّب الإرهاب، بل الإرهاب بحد ذاته والطغيان والحروب هي من يحوّل الناس إلى لاجئين”، هذا ما افتتحت به منظمة “اليونيسكو” تقريرًا سبق ندوة تديرها غدًا، الأربعاء 6 تموز، بعنوان “الهجرة من أجل التنمية المستدامة: التحوّلات اجتماعيّة والروايات إعلاميّة والتعليم”، في مقرها في باريس.

وذكر التقرير أن زيادة عدد اللاجئين “القياسية” والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، يدفع إلى “تفاقم التحديات أمام العديد من الدول التي تسعى جاهدةً إلى ضبط تدفق اللاجئين إليها ودمجهم فيها بنجاح كمواطنين جدد”.

لكن الروايات والمعلومات الخاطئة تهيمن على حساب المعلومات الدقيقة، إذ يصوّر اللاجئون على أنهم ضحايا ويسلّط الضوء على الآثار الإنسانية المترتبة على قضيتهم، بينما يتجاهل الإلام الفوائد المتعدّدة التي يقدمها “الغرباء للدول المضيفة”.

ولذلك لخصّت المنظمة الأممية للتربية والعلم والثقافة، مجموعة من أكثر الخرافات الإعلامية شيوعًا وضررًا في ما يتعلّق بالمسألة:

اللاجئون يضعون أوروبا أمام مشكلة كبيرة

إذا ألقينا نظرة واقعيّة على قضيّة الهجرة، فإن نسبة اللاجئين الذين يتوجهون إلى أوروبا، من كل مكان حول العالم، لا تتجاوز 6% مقارنة بـ 39% يتوجّهون إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و29% يتوجهون إلى مناطق أخرى في أفريقيا. أما في ما يتعلق باللاجئين السوريّين، فإن معظمهم متواجد في الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق. وقد وصل بالفعل إلى أوروبا ما يقارب مليون لاجئ عبر البحر عام 2015، ولكن هذا العدد لا يمثل سوى 0.3% من مجموع سكان القارة.

اللاجئون لم يفقدوا الأمل ويختارون الهجرة بأنفسهم

يعرّف اللاجئون بأنهم الأشخاص الذين يعبرون الحدود هربًا من الصراع العنيف والاضطهاد في بلدانهم ما يجبرهم على استغلال حقهم الشرعي باللجوء السياسي، كما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو حق يتمتع به أي شخص في أي وقت يحتاج إليه. وتقدّم المخاطر الكبيرة التي يأخذها اللاجئون على عاتقهم عند نزوحهم دليلًا قاطعًا على خطورة الوضع الذي يواجهون.

أما المهاجرون، فيشكلون فئة أوسع حيث يضمون الأشخاص الذين ينتقلون من بلد إلى آخر لأسباب اقتصاديّة بالإضافة إلى الأشخاص الذين ينزحون بسبب الكوارث البيئيّة والمجاعات.

معظم اللاجئين رجال في سن العمل

أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن 75% من اللاجئين السوريّين هم من النساء والأطفال. ومعظم اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا على وجه الخصوص، هم من النساء والأطفال.

اللاجئون يسرقون الوظائف من المواطنين الأصليّين

من الواجب ذكره هنا أن اللاجئين يخلقون فرص عمل جديدة. فقد ورد في بحث صادر عن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن اللاجئين يوسّعون السوق المحلي ويخلقون فرص عمل جديدة في كل بلد يدخلون إليها. وفي بعض الدول، ساهم اللاجئون بالنمو الاقتصادي بنسبة الثلث في الفترة بين 2007 و2013.

اللاجئون عاطلون عن العمل ولا يمتلكون أوراق رسميّة

يقال إن اللاجئين يثقلون كاهل الدول المستضيفة عوضًا عن دعمها ومساعدتها. ولكن أثبتت بعض البحوث في كل من المملكة المتحدة وكندا وألمانيا واليونان والبرتغال وإسبانيا أن اللاجئين يعتمدون على الأموال العامة بنسبة تساوي أو حتى تقل عن اعتماد السكان المحليين على هذه الأموال.

اللاجئون والمهاجرون يجلبون الإرهاب إلى الدول المستضيفة

إن من ارتكب معظم الهجمات الإرهابية التي ضربت بلادًا عديدة حول العالم هم مواطنون ولدوا وترعرعوا في البلدان المتضرّرة. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، “ليس تدفق اللاجئين ما يسبّب الإرهاب، بل الإرهاب بحد ذاته والطغيان والحروب هي من يحوّل الناس إلى لاجئين”.

إن خلق الانقسامات بين الناس وتعزيز الشعور بالكراهية هي قبل أي شيء جزءٌ من استراتيجيّة الإرهاب.

الدول المتقدّمة مكتظة وليس فيها أي مكان لمزيد من السكان

إنّ عدد السكان الأصليّين في العديد من الدول المتقدّمة في تناقص، وهي مشكلة يمكن للاجئين الوافدين تداركها. فيمكن للاجئين والمهاجرين المحافظة على معدّلات السكان وتوفير قاعدة من الأيدي العاملة لدعم عدد متزايد من المتقاعدين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة