“هدوء حذر” يخيم على القامشلي بعد التفجير.. من المستفيد؟

آثار الدمار في القامشلي - الجمعة 29 تموز (عنب بلدي)

camera iconآثار الدمار في القامشلي - الجمعة 29 تموز (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

 بهار ديرك – القامشلي

تعيش مدينة القامشلي هدوءًا حذرًا عقب الانفجار الذي تعرض له الحيّ الغربي فيها، وقتل إثره قرابة 50 مدنيًا، مخلفًا دمارًا في الأبنية المجاورة.

وأوضح محمد جان، ناشط إعلامي من القامشلي، لعنب بلدي، أن الانفجار، في 27 تموز الجاري، أدى إلى تدمير وتشويه الأبنية السكنية على مساحة 400 متر مربع حول مركز العملية، كما طال تأثيره المحلات التجارية في المنطقة.

ووفقًا لبيان “هيئة الشهداء”، التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، فإن 50 شخصًا فارقوا الحياة، متأثرين بجراحٍ خلفها التفجير.

ودعا جان المنظمات الدولية للوقوف على أوضاع المدنيين وتعويض المتضررين وتقديم يد العون إليهم، “هناك من تهدم منزله ولا يستطيع تأمين أبسط ما يلزم لإعادة بنائه”.

وعن الناحية الطبية، أوضح وسيم سيد، عضو الكادر الطبي في مشفى قامشلي الوطني، أن هناك عشرات الحالات التي تتم معالجتها، “لكن المشفى يعاني من نقص في الأدوية وإن عدم تأمينها يعرض المريض للخطر”، وأشار إلى أن مديرية الصحة في الحسكة هي الجهة التي تقدم الدواء والمستلزمات للمشفى، إلا أنها لم تقدم أي خدمة منذ حوالي شهرين، ما أدى إلى ازدياد نسبة الوفيات في الآونة الأخيرة.

خالد سعدون، قريب لأحد الجرحى، أوضح لعنب بلدي أن قريبه يحتاج إلى عملية “تركيب سيخ” في عموده الفقري، وتتجاوز قيمة العملية مليون ليرة سورية في المشافي الخاصة، وهذا المبلغ كبير جدًا بالنسبة لعائلة فقيرة.

وأشار إلى تقديم بعض الأطباء في القامشلي “ما في وسعهم وبشكل مجاني للجرحى، وجهودهم مشكورة، ولكن لم يخلُ الأمر في الوقت ذاته من أصحاب نفوس ضعيفة، كان همهم كسب المال والاصطياد في الماء العكر”.

وردًا على دعوات الناشطين الأكراد في المنطقة بتأمين الدواء للجرحى، أرسل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، أطنانًا من الأدوية عبر معبر سيمالكا، إلى المشافي التي استقبلت الجرحى، إلا أن ممثلي الإدارة الذاتية استولوا على كامل الكمية واحتجزوها في مستودعات خاصة في مدينة المالكية.

سمير نعسو، عضو المجلس الوطني الكردي، أعرب عن سخط الشارع الكردي، نتيجة احتجاز الأدوية، في الوقت الذي كان فيه الجرحى بأمس الحاجة إليها.

وأضاف، في حديث إلى عنب بلدي، أن الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي أصدرت بيانًا نددت فيه بالعمل غير المسؤول، الذي قام به مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي، باستيلائهم على الأدوية التي كانت مرسلة إلى الجرحى.

ناشطون أكراد اتهموا النظام السوري بأنه وراء التفجير، وحملوه المسؤولية كاملة، وأفاد الناشط السياسي الكردي، جوان عثمان، أن النظام، وعبر مربعه الأمني الموجود ضمن المدينة، سهل مرور شاحنة “داعش”، مشيرًا إلى أن كافة المؤشرات تدل على مسؤولية النظام في الفعل والتخطيط، وداعيًا كافة المكونات الموجودة في المدينة وريفها للعمل على اجتثاث الإرهاب الداعشي– الأسدي، على حد تعبيره.

من المستفيد من التفجير؟

سارع تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تبني التفجير الكبير في مدينة القامشلي، كما رجح معظم ناشطي المنطقة، فهو الأسلوب المتبع في معظم عملياته داخل سوريا وخارجها، لكن جملة تساؤلات واستفسارات طرحها ناشطون، عن كيفية دخول التنظيم إلى حي “الغربية” الأكثر تحصينًا في المدينة؟

وانفجرت السيارة المفخخة على مقربة من جامع “قاسمو” في شارع عامودا بحي “الغربية”، وعلى بعد نحو 2 كيلو متر من مدخل المدينة الغربي.

ويعدّ هذا الحي من أكثر الأماكن تحصينًا في القامشلي، نظرًا لوجود مراكز عسكرية وأمنية ومدنية تابعة لـ “الإدارة الذاتية” المعلنة من حزب “الاتحاد الديمقراطي”، ومنها “وزارة الدفاع، وزارة الصحة، الشؤون الاجتماعية”، ومراكز لشرطة “أسايش”، عدا عن عشرات الحواجز الأمنية في كل شارع فرعي ورئيسي.

الناشط السياسي الكردي، سعد عامودا، رجّح أن يكون النظام السوري وراء هذه العملية، حتى لو أعلن تنظيم “داعش” تبنيه لها، منتقدًا في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، وواصفًا إياها بأنها “سلطة أمر واقع ضعيفة”.

واستبعد الناشط السياسي أن تكون الشاحنة قدمت إلى المدينة من طريق عامودا، مرجّحًا أنها أعدت داخل القامشلي، ومعللًا ذلك بوجود عشرات الحواجز والمباني الأمنية التي يستحيل اختراقها، لكنه استدرك قائلًا “أي احتمال بتسربها عبر الحواجز، يعني جريمة لا يمكن أن تغفر لأحد، مهما تشدق بالحديث عن المكتسبات والشهداء”.

وحصلت عنب بلدي على تصريحات من شاهدي عيان في القامشلي، أكدوا أن طائرة حربية حلقت في سماء الحي على علو منخفض قبل تنفيذ التفجير بدقائق معدودة، ورجح شاهدا العيان أن يكون النظام على علم مسبق بالتفجير، أو أنه فعلًا مدبر له.

ناشط سياسي في القامشلي (رفض ذكر اسمه)، صبت تصريحاته أيضًا في ذات السياق، مستبعدًا أن تكون المفخخة دخلت المدينة من طريق عامودا لـ “استحالة” الأمر، ومرجحًا أن يكون النظام ومخابراته وراء التفجير، لزعزعة الأمن في المدينة وضرب الحاضنة الشعبية لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” المهزوزة أصلًا، وفق تعبيره.

وتعدّ القامشلي عاصمة “روج آفا” (غرب كردستان)، وهو الإقليم الفيدرالي المعلن من قبل “الإدارة الذاتية”، لكنها تشهد وجودًا للنظام السوري، لا سيما في منطقة المربع الأمني والمطار المدني جنوب المدينة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة