إجراءات الوقاية من “كورونا” تفعّلها أزمة المواصلات في سوريا

camera iconأزمة المواصلات في سوريا (تشرين)

tag icon ع ع ع

بدأت مختلف الوزارات في حكومة النظام السوري بفرض الإجراءات اللازمة للحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بعد مرور أكثر من شهر على بدء الموجة الثالثة من الجائحة.

وتزامنت الإجراءات المفروضة مع أزمة مواصلات ناجمة عن نقص المحروقات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام.

وكان رئيس النظام السوري أنهى، في أيار 2020، جميع مظاهر حظر التجول، وخُففت إجراءات الوقاية من الفيروس لدوافع اقتصادية.

وفي كلمة له أمام الفريق المعني بمواجهة الفيروس، في 4 من أيار 2020، تحدث عن الأسباب التي دفعت الحكومة إلى تخفيف الإجراءات التي اتخذتها على الرغم من عدم انتهاء تفشي الفيروس.

وقال الأسد، إن التراجع عن الإجراءات جاء لأن “السلبيات زادت، وأصبح مع الوقت من الصعب معالجتها، لأنها وضعت المواطن بين حالتين: الجوع والفقر والعوز مقابل المرض”.

تعليق الدوام بسبب أزمة المواصلات و”كورونا”

أنهت وزارة التربية في حكومة النظام السوري دوام مرحلة رياض الأطفال وصفوف مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول حتى الرابع اعتبارًا من اليوم، الاثنين 5 من نيسان.

وبحسب بيان صادر عن الوزارة، تُعتمد نتائج الفصل الدراسي الأول مع أعمال الفصل الدراسي الثاني من مذاكرات ودرجات “الشفهي” معيارًا للنجاح أو الرسوب.

وعلّقت الوزارة دوام صفوف مرحلة التعليم الأساسي من الصف الخامس حتى الثامن اعتبارًا من اليوم، الاثنين، على أن تجرى امتحاناتهم خلال الفترة من 25 حتى 29 من نيسان الحالي.

وعلّقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة النظام الدوام في الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد لمدة أسبوعين، اعتبارًا من اليوم الاثنين ولغاية 17 من نيسان الحالي، بحسب ما نشرته عبر موقعها الرسمي.

وحين إصدار القرارات بُررت بازدياد عدد المصابين بفيروس “كورونا” في المحافظات، رغم أن وزارة التربية نفت مرارًا سابقًا إلغاء دوام المدارس بسبب الجائحة.

وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بسام إبراهيم، أوضح اليوم، في حديث إلى صحيفة “الوطن” المحلية، أن سبب قرار تعليق دوام الجامعات لأسبوعين، جاء على خلفية واقع المحروقات نظرًا إلى صعوبة تنقل طلاب الجامعات خلال هذه الفترة، وللحد من انتشار فيروس “كورونا” من جهة أخرى.

وشهدت الفترة الماضية تغيبًا عن الحضور من الطلاب والمعلمين، نتيجة عدم قدرتهم على الوصول إلى المدارس والجامعات بسبب أزمة المواصلات.

وطلب رئيس حكومة النظام السوري، حسين عرنوس، من وزرائه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف العمل، أو تخفيض نسبة دوام العاملين لدى وزاراتهم والجهات التابعة لها، والمرتبطة بها بشكل مؤقت، حتى 15 من نيسان الحالي، بسبب أزمة المحروقات وجائحة فيروس “كورونا ”.

وبحسب تعميم صادر عن عرنوس اليوم، الاثنين 5 من نيسان، يهدف القرار إلى تحقيق “وفر حقيقي” في استهلاك المحروقات والطاقة لباصات نقل العاملين، ولتحقيق تباعد اجتماعي مناسب للعاملين المداومين خلال المدة المذكورة.

أزمة المواصلات

وعلى مدى الأيام الماضية، تداول ناشطون صورًا لتجمعات عشرات الأشخاص في محطات انتظار حافلات النقل، وأخرى لركاب يستقلون سيارات معدة لنقل البضائع.

ونشر حساب “العدسة السورية” في “تويتر”، وصفحة “شبكة أخبار اللاذقية” في “فيس بوك” ، في 2 من نيسان الحالي، صورًا من شوارع في مدينة اللاذقية تكاد تكون خالية من المارة، بسبب أزمة المحروقات.

وفي أواخر آذار الماضي، قررت لجنة المحروقات في محافظات اللاذقية ودمشق وحلب وطرطوس وحماة، تخفيض كميات تعبئة مادة البنزين للسيارات السياحية الخاصة والعامة (التكسي) بنسبة 50%.

وفي بيان لوزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري، أوضحت فيه أنها ترشّد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية (مازوت وبنزين)، بما يضمن توفرها حيويًا لأطول زمن ممكن، بانتظار عودة حركة السفن إلى طبيعتها عبر قناة “السويس”.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري رفعت أسعار مادة البنزين (أوكتان 90، وأوكتان 95) وأسطوانة الغاز المنزلي، بحسب قرارها في 15 من آذار الماضي.

وحددت الوزارة سعر ليتر مادة البنزين الممتاز “أوكتان 90” بـ750 ليرة سورية لليتر الواحد، بينما حددت سعر مبيع البنزين “أوكتان 95” للمستهلك بـ2000 ليرة لليتر الواحد.

أكثر من شهر على بدء الموجة الثالثة

في 28 من شباط الماضي، قال مدير التثقيف في وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام السوري، وائل الدغلي، إن سوريا دخلت الموجة الثالثة، نتيجة زيادة عدد الإصابات المُسجلة بالفيروس، وفقًا لما نقلته إذاعة “شام إف إم” المحلية.

وأوضح مدير مستشفى “المجتهد” في دمشق، أحمد عباس، أن هناك زيادة بحوالي 200% في أقسام العزل منذ أسبوعين، ونسبة الإشغال في العناية المشددة 100% منذ منتصف الأسبوع الماضي.

وفي 6 من آذار الماضي، تحدث مدير الإسعاف السريع والجاهزية في وزارة الصحة، توفيق حسابا، عن ازدياد أعداد مرضى جائحة فيروس “كورونا” الذين يحتاجون إلى عناية مشددة.

وفي 14 من آذار الماضي، أعلن حسابا عن دخول مناطق سيطرة النظام مرحلة “خطرة” بسبب تفشي الفيروس، ولن تتجاوزها إلا “بكسر حلقة العدوى وارتداء الكمامة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة