الأسلحة البيولوجية تشكل مخاوف في ظل “الغزو” الروسي لأوكرانيا

camera iconأسلحة بيولوجية (تعبيرية/sunday guardia)

tag icon ع ع ع

نصحت منظمة الصحة العالمية أوكرانيا بتدمير “مسببات الأمراض” (الجراثيم والميكروبات والفيروسات) شديدة الخطورة الموجودة في مختبرات الصحة العامة في البلاد، لمنع “أي انسكابات محتملة” من شأنها أن تنشر المرض بين السكان.

وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء عن الصحة العالمية، الجمعة 11 من آذار، قال خبراء الأمن الحيوي إن تحرك القوات الروسية إلى أوكرانيا وقصف مدنها قد زاد من خطر تسرب “مسببات الأمراض” في حالة تدمير أي من هذه المنشآت.

ومثل العديد من البلدان، توجد في أوكرانيا مختبرات للصحة العامة التي تستخدمها للبحث عن سبل مواجهة تهديدات الأمراض الخطيرة التي تصيب الحيوانات والبشر والبحث عن علاجات لها، إذ تلقت هذه المختبرات دعمًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية.

وردًا على أسئلة من “رويترز” حول عملها مع أوكرانيا قبل وفي أثناء “الغزو” الروسي، في 24 من شباط الماضي، قالت المنظمة إنها تعاونت مع مختبرات الصحة العامة الأوكرانية لعدة سنوات لتعزيز الممارسات الأمنية التي تساعد على منع “الإطلاق العرضي أو المتعمد لمسببات الأمراض”.

وأضافت أنها توصي وزارة الصحة الأوكرانية والهيئات الطبية المسؤولة الأخرى بضرورة تدمير أي عينات من مسببات الأمراض شديدة الخطورة لمنع تسربها.

ولم تحدد منظمة الصحة العالمية متى قدمت التوصية، كما لم تقدم تفاصيل حول أنواع مسببات الأمراض أو السموم الموجودة في مختبرات أوكرانيا، كما لم تجب “رويترز” على أسئلة حول ما إذا كان قد تم اتباع توصياتها.

وتعد القدرات المختبرية لأوكرانيا جزءًا مهمًا في قلب حرب المعلومات المتزايدة منذ أن بدأت روسيا في هجومها قبل أسبوعين.

وفي 9 من آذار الحالي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الحقائق التي تم اكتشافها حول برنامج الأسلحة البيولوجية  تؤكد أن مخاوف روسيا بشأن العمل على البرنامج لأغراض عسكرية بإدارة بالولايات المتحدة كانت في محلها، وهو اتهام نفته واشنطن وكييف.

وأكدت زاخاروفا أنه تم اكتشاف وثائق تظهر “محاولات طارئة لمحو أدلة تظهر وجود برامج بيولوجية عسكرية”.

ونفت أوكرانيا هذه الادعاءات، كما نفى متحدثون باسم الولايات المتحدة اتهامات زاخاروفا، قائلين إن روسيا قد تستخدم مزاعمها كذريعة لنشر أسلحتها الكيماوية أو البيولوجية، حسب “رويترز”.

ولم تشر منظمة الصحة العالمية إلى “حرب بيولوجية”، مؤكدةً أنها تشجع جميع الأطراف على التعاون والتخلص الآمن من أي “مسببات الأمراض”، وعرضت المساعدة بتقديم الإرشاد الفني أو التنسيق بهذا الخصوص.

ملف الأسلحة البيولوجية في مجلس الأمن

وعقد مجلس الأمن الدولي، في 11 من آذار، جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف “الأسلحة البيولوجية”.

وسبق لروسيا أن اتهمت في 2018 الولايات المتحدة بأنها أجرت سرًا تجارب بيولوجية في مختبر في جورجيا، وهي على غرار أوكرانيا جمهورية سوفياتية سابقة تسعى للانضمام إلى كل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وخلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيميائية التي استخدمت خلال الحرب في سوريا، اغتنمت واشنطن ولندن الفرصة لإثارة قضية أوكرانيا.

وفي 9 من آذار، حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا من أنّ روسيا قد تلجأ لاستخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا.

وقال نائب السفيرة الأميركية في مجلس الأمن، ريتشارد ميلز، إن “روسيا نشرت تكرارًا معلومات مضللة بشأن استخدام سوريا المتكرر لأسلحة كيماوية”، حسب ما نقلته فرانس برس.

وأضاف أن “الأكاذيب التي ضختها روسيا أخيرًا في محاولة لتبرير الحرب المتعمدة وغير المبررة ضد أوكرانيا يجب أن يوضح، بصورة نهائية، أنه لا يمكن أيضاً الوثوق بروسيا عندما تتحدث عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا”.

 ما هي الأسلحة البيولوجية؟

حظر المجتمع الدولي استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية بعد الحرب العالمية الأولى.

وأكد هذا الحظر مجددًا في عامي 1972 و1993 عن طريق منع تطوير هذه الأسلحة وإنتاجها وتخزينها ونقلها.

وجاءت التطورات الحديثة في العلوم الحيوية والتكنولوجيا البيولوجية، فضلًا عن التغييرات في البيئة الأمنية لتزيد من القلق إزاء احتمالات تجاهل القيود طويلة الأمد المفروضة على استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية أو حتى تقويضها، وفق “اللجنة الدولية للصليب الأحمر“.

وتعتبر الأسلحة البيولوجية من أسلحة الدمار الشامل، إذ مهمتها نشر الكائنات الحية أو السموم المسببة للأمراض لإيذاء أو قتل البشر أو الحيوانات أو النباتات.

ويمكن أن تكون مميتة ومعدية للغاية، ولا تقتصر الأمراض التي تسببها هذه الأسلحة على الحدود المحلية المستخدمة فيها فيمكن أن تنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، وقد تكون عواقب الإطلاق المتعمد للعوامل البيولوجية أو السموم من قبل جهات فاعلة حكومية أو غير حكومية وخيمة.

بالإضافة إلى الخسائر المأساوية في الأرواح، يمكن أن تتسبب مثل هذه الأحداث في نقص الغذاء، وكوارث بيئية، وخسائر اقتصادية مدمرة، وانتشار المرض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة