الإغلاق.. حل أصحاب مطاعم حلب لتخفيف الخسائر

camera iconمطعم في دمشق (Rayatravel)

tag icon ع ع ع

“سأنتظر حتى نهاية شهر رمضان، لأعمل بعدها على تصفية المواد الأولية من الحمّص والزيوت والبقوليات التي أستخدمها في المطعم، لأغيّر مصلحتي”.

بهذه الطريقة قرر عبد الله (43 عامًا)، صاحب مطعم فلافل، أن ينهي معاناته مع ارتفاع أسعار المواد الأولية اليومي، وصعوبة تأمينها، فضلًا عن خسارته التي لا تعوضها الأسعار الحالية مهما ارتفعت، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأوضح عبد الله، الذي يقع مطعمه وسط حي “ميسلون” في مدينة حلب، أن أسعار الزيت النباتي الذي يعتبر المادة الأهم في منتجاته، والخضراوات، ترتفع كل يوم في السوق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز المتكرر فضلًا عن فقدان وجودها في الأسواق، ما يجعل تجهيز المأكولات في المطعم أمرًا مكلفًا على جميع المستويات.

ويعتبر شهر رمضان موسمًا لشراء الفول والحمّص، ما دفع عبد الله إلى انتظار انتهاء الشهر ليغلق مطعمه، دون أن يقرر المجال الذي سيعمل به بعد ذلك، مبديًا تردده في الاختيار لأن ارتفاع الأسعار يؤثر بشكل سلبي ويطال معظم القطاعات.

ومنذ مطلع آذار الحالي، تعيش مناطق سيطرة النظام ندرة في معظم مواد المحروقات من الغاز والبنزين والمازوت بسعرها “المدعوم”، وسط تضاعف أسعارها بالشكل “الحر”.

كما شهدت أسعار الزيت النباتي منذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا، ارتفاعًا رسميًا وفي السوق السوداء، نتيجة لقلة وجوده في الأسواق.

الطلب “حتى على الفلافل” منخفض

بشير (49 عامًا) صاحب مطعم وجبات سريعة في حي باب الحديد بمدينة حلب، اشتكى من نفس الصعوبات التي يعانيها معظم أصحاب المطاعم في مناطق سيطرة النظام، نتيجة لارتفاع الأسعار وفقدان المواد.

وقال بشير لعنب بلدي، إن ما يمنعه من تغيير مجال عمله، هو عدم امتلاكه المال الكافي لذلك، بالإضافة إلى صعوبات قد يواجهها من ناحية الحصول على ترخيص للمهنة الجديدة.

ومع ارتفاع الأسعار، اضطر بشير لرفع أسعار الوجبات في مطعمه، ووصل سعر سندويشة الفلافل إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية، الأمر الذي أدى إلى تراجع حركة الشراء وأعداد الراغبين بشراء الطعام الجاهز، على حد قوله.

وبسبب ذلك، فـ”الخسارات تتوالى”، بحسب وصف بشير، موضحًا أن قلة الطلب تعرّض الخضراوات للتلف، متمنيًا لو يستطيع تغيير مجال عمله.

أغلب المنشآت ستغلق خلال رمضان

قال رئيس “شعبة المطاعم” في “غرفة سياحة دمشق”، ماهر الخطيب، إن أغلب المنشآت السياحية مهددة بالإغلاق خلال شهر رمضان، وذلك تحت تأثير الارتفاع الكبير لأسعار الغاز الصناعي والمحروقات، بالإضافة إلى الارتفاع الذي طرأ على سعر تنكة الزيت وعدد من المواد الغذائية بسبب الأزمة الأوكرانية.

وأوضح الخطيب في حديث إلى إذاعة “ميلودي اف ام“، في 26 من آذار الحالي، أن شهر رمضان يعتبر موسمًا للمطاعم، إلا أنه هذا العام “مضروب” وسط انخفاض “كبير” في الإقبال عليها.

ولفت الخطيب إلى انخفاض مخصصات المطاعم من مادة المازوت خلال ثلاثة أشهر بنسبة تصل إلى 75% من أصل المستحقات، مؤكدًا أنه خلال الشهر الماضي لم يتسلّم أحد مخصصاته نهائيًا.

ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة بشكل شبه يومي، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، مع تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في مناطق سيطرة النظام.

وسجّل الدولار الأمريكي في السوق السوداء اليوم، الثلاثاء، 3950 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في مدينة حلب صابر الحلبي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة