الخريطة الحزبية الأشمل لسوريا بعد 2011

الانبثاقات السياسية خلال الثورة السورية لـ ساشا العلو

tag icon ع ع ع

يضع كتاب “الانبثاقات السياسية خلال الثورة السورية.. الاتجاهات والأوزان والمآلات” بين يدي القارئ السوري خريطة شاملة للتشكيلات والمكونات السياسية التي ظهرت عقب الثورة السورية، موثقًا بذلك المرحلة السياسية من عام 2011 وحتى عام 2017، ليكون أشمل إنتاج فكري أكاديمي توثيقي عن الحياة الحزبية في سوريا بعد الثورة.

يسعى مؤلف الكتاب، الباحث السوري ساشا العلو، إلى التعرف على التشكيلات والمجموعات السياسية التي ظهرت خلال الثورة السورية، ببناها التنظيمية المختلفة وتوجهاتها الأيديولوجية والسياسية وتصوراتها وبرامجها الحزبية، وإلى فهم المناخات المحلية والإقليمية والدولية التي حكمت أداءَ تلك التشكيلات. كما يحاول دراسة طبيعة علاقاتها سواء مع الشارع السوري، أو الحراك السياسي بشكل عام أو مع ظاهرة العسكرة.

يقع الكتاب، الصادر في عام 2018، عن “دار ميسلون للطباعة والنشر” ومركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، في سبعة فصول مقسمة بحسب البنية التنظيمية والاتجاهات الأيديولوجية للمكونات السياسية، إذ يختص كل فصل بدراسة مجموعة من التشكيلات السياسية ويستعرض التصورات والمقاربات والرؤى السياسية لها تجاه أبرز القضايا الملحة والشائكة في الملف السوري.

كما يسعى الكتاب، عبر تحليل تصورات ومواقف وعلاقات تلك التشكيلات، إلى تلمس الأثر الحقيقي لها على عدة مستويات، واستشراف مآلاتها ضمن أي انتقال سياسي محتمل، وأثرها على شكل الحياة السياسية المحتمل في سوريا في حال حدوث الاستقرار النسبي.

يبحث الفصل الأول في “شبكات التمهيد السياسي” (لجان التنسيق المحلية، اتحاد التنسيقيات، الهيئة العامة للثورة السورية، المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية)، على اعتبارها حالات تنظيمية مختلفة للتعبير عن الحراك المدني الثوري ضد النظام السوري، وبوصفها مرحلة تمهيدية للانبثاقات السياسية الأولى.

بينما يتناول الفصل الثاني “التجربة الائتلافية للمعارضة السورية”، وهي التشكيلات السياسية التي نشأت من ائتلاف عشرات القوى السياسية والمدنية سواء في الداخل أم الخارج.

أما الفصل الثالث فيبحث في “المكونات الإسلامية السياسية” المنبثقة في الثورة السورية، وتفاعلاتها ضمن الملف السوري بهدف التعرّف على واقعها التنظيمي في الثورة، واستشراف مستقبل الإسلام السياسي في سوريا، في ظل ثلاثة حقول، حددها الباحث العلو بـ “الإخوان المسلمين، المؤسسة الدينية الدمشقية، ملامح البروز السلفي السياسي”.

ينتقل الكتاب في الفصل الرابع إلى الحديث عن “الانبثاقات السياسية الوطنية”، وهي وفق التعريف الإجرائي للباحث “الانبثاقات السياسية التي لم تتخذ أيديولوجيةً معينةً لعملها السياسي، والتي تعددت رؤاها وتصوراتها السياسية، إلا أنها تقاطعت بقاسم مشترك، وهو أنها لم تختص بتمثيل فئةٍ دون أخرى، وعكست تصورات سياسية داخل الحدود الوطنية”.

الفصل الخامس يتناول ظاهرة جديدة على الساحة السياسية السورية برزت بعد عام 2015 “المنصّات السياسية”، سعيًا لتحديد طبيعة دورها الحالي في العملية السياسية، واستشراف أثرها في القضية السورية، وتطورها اللاحق. بينما يختص الفصل السادس في دراسة التشكيلات السياسية القومية (كردية، وتركمانية، وسريانية) التي انبثقت خلال الثورة السورية.

ويجمع الفصل السابع (ملاحق المتن)، وهي عبارة عن خلفيّات موسعة عن بعض التشكيلات السياسية السورية التي انبثقت في ظل النظام بعد عام 2011، ونشطت إثر إصدار النظام قانون الأحزاب، كما يُعرّف الباحث في هذا الفصل بعض التشكيلات التي لم يكن لها فاعلية عالية مثل سابقاتها في متن الدراسة.

يعدّ الكتاب، بالإضافة إلى قيمته التحليلية والمعلوماتية، وثيقة تاريخية مهمة من 356 صفحة تحفظ تفاصيل مرحلة مفصلية وحساسة من مراحل العمل السياسي التنظيمي في سوريا، كما يمكن أن يكون مرجعًا أساسيًا للصحفيين والسياسيين والباحثين الأكاديميين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة