“الحلفاوية” شاحنة زراعية تصنيع حماة.. تعرف عليها

شاحنة "حلفاوية" تتوسط خيم النازحين في ريف حماة (عنب بلدي)

camera iconشاحنة "حلفاوية" تتوسط خيم النازحين في ريف حماة (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“بيك آب”، شاحنة زراعية حموية بامتياز، تصنع ضمن ورشات حدادة تحوي معدات بسيطة، إذا ما قورنت مع معامل تصنيع السيارات العالمية، وتنتشر في أرياف كل من حماة إدلب وحلب وصولًا إلى دير الزور.

الشاحنة الحموية ذات الطابع الشعبي الريفي تستطيع صناعتها بالمواصفات التي ترغب، بدءًا من الهيكل الحديدي وانتهاءً بنوعية الجلد المستخدم لـ “تنجيد” مقاعدها “على كيفك”.

وتنسب “الحلفاوية” إلى اسم القرية التي اشتهر أهلها بصناعتها، وهي مدينة “حلفايا” شمال غرب حماة، والتي سيطرت عليها فصائل “الجيش الحر”، أمس الاثنين 29 آب.

عبد المجيد الحلفاوي، من أهالي حلفايا، ومختص في صيانة “الحلفاوية”، تحدث إلى عنب بلدي عن سبب البدء بتصنيع الشاحنة الزراعية التي تستخدم منذ سنوات طويلة، وقال إن الأهالي بدأوا بصناعتها لأن أسعار السيارات كانت مرتفعة، فكانت الحكومة السورية تفرض عليها ضرائب كبيرة لا يستطيع كثيرون دفعها، وبالأخص المزارعين، وهذا كان الدافع الأول للتوجه نحو صناعتها.

“سعرها معقول ولا يوجد عليها جمرك أصلًا ويمكنك أن تسجلها لدى مديرية المرور إن أردت، وتدفع تكاليفها”، يضيف عبد المجيد، مشيرًا إلى أن السيارة تصنع من الحديد بعد تجميعه وهيكلته على شكلها الحالي.

محركات “الحلفاوية” غالبًا ما يكون من نوع “هيونداي” الكورية، وتعمل على المازوت (الديزل)، وعزا الشاب الثلاثيني استخدام هذا النوع من المحركات “لرخص ثمنه ومتانته وتوفر قطع الغيار اللازمة”، موضحًا أن جميع ما تحويه “الحلفاوية” هو قطع تجميعية من سيارات أخرى ككهرباء السيارة والعجلات وغيرها.

ولـ “الحلفاوية” أنواع كلٌ منها له سعره وميزاته، فمنها من يسير بأربعة دواليب، “كي تزداد استطاعتها”، وأخرى ذات صندوق، ويتراوح سعرها الحالي بين ثلاثة إلى خمسة آلاف دولار أمريكي، حسب “نوعها وميزاتها ونظافتها”، وفق تعبير عبد المجيد.

يهتم أصحاب هذه الشاحنات بتزيينها بعبارات محلية متنوعة، كـ “لا تلحقني مخطوبة، لا تفكرني عم اتدرج دوبلني وتفرج”، كما يضعون عليها شعارات بعض السيارات الفارهة وخاصة “مرسيدس”.

انخفض الطلب على “الحلفاوية” بعد غزو السيارات الأوروبية مناطق الشمال السوري، والتي قاربت أسعارها ثمن الشاحنة الزراعية الشعبية، إلا أنها ما تزال مستخدمة بكثرة حتى اليوم، وخاصة من قبل المزارعين الذين يعتمدون عليها بشكل رئيسي، “لأنها تلبي كافة احتياجاتهم ويمكن إصلاحها مهما كان عطلها وبتكلفة معقولة”.

ولا يقتصر استخدام “الحلفاوية” على الزراعة فحسب، بل تتعداها لتستخدم  في نقل الماء بدلًا من “الصهاريج”، ولها استخدامات أخرى كنقل البضائع والماشية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة