الرشوة.. لتفادي الانتظار على أبواب “تكامل” بحمص

camera icon"البطاقة الذكية" التي توزع المواد التموينية بموجبها في سوريا (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حمص – عروة المنذر

لثلاث مرات، كرر مازن رحلته فجرًا من منزله في قرية الزعفرانة شمالي حمص، بعد تأكده من حمله هويته وبيانًا عائليًا قاصدًا مركز “تكامل” في مدينة حمص، ليحجز دورًا يمكّنه من دخول المركز دون دفع مبلغ 50 ألفًا كرشوة للشرطي المسؤول عن تنظيم الدور.

مازن (31 عامًا)، من سكان قرية الزعفرانة بريف حمص الشمالي، قال لعنب بلدي، إنه بعد ثلاث زيارات للمركز تمكّن من الحصول على بطاقة عائلية، فالشرطي الذي يقف على باب المركز يتوقف عن تسجيل الدور المجاني في السابعة والنصف صباحًا قبل وصول الموظفين، إذ يسجل نحو مئة اسم فقط.

وخلال الأشهر الماضية، عانى العديد من سكان محافظة حمص اضطرارهم إلى دفع الرشى للحصول على دور، ودخول المركز، بحسب مدنيين ممن قابلتهم عنب بلدي من سكان المحافظة.

عمولات مقابل الدخول

من يتجاوز الساعة السابعة صباحًا دون الحصول على دور مجاني، عليه العودة في اليوم التالي، أو دفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية للشرطي، مقابل السماح له بالدخول دون الانتظار ضمن طابور الانتظار، قال مازن.

وجاءت أزمة تنظيم الدور الأخيرة بعد حصر حكومة النظام حصول السيارات الخاصة على البنزين عن طريق البطاقة، ويضطر أصحاب السيارات إلى استخراج بطاقة جديدة بعد عملية بيع أو شراء سيارة جديدة.

سليمان (43 عامًا)، من أبناء مدينة تلبيسة، قال لعنب بلدي، إنه اضطر لدفع مبلغ 60 ألف ليرة ليستطيع الدخول إلى مركز “تكامل” للحصول على بطاقة لسيارته التي اشترها مؤخرًا، حتى يتسنى له الحصول على مخصصاته من المحروقات.

وأضاف أن تأخره في استصدار البطاقة سيؤخر مخصصاته من المحروقات، ما يجبره على دفع الرشوة المطلوبة لدخول الدور في المركز.

مشكلات تجر أزمات

أصدرت شركة “تكامل” قرارًا بإيقاف بطاقات أصحاب السيارات التي ما زالت تمتلك “دفتر ميكانيك” ورقيًا بدلًا عن “بطاقة الميكانيك”، ما أجبر أصحاب السيارات على فحص سياراتهم وإعادة إصدار “دفتر الميكانيك” بنظام بطاقة، ومن ثم الذهاب إلى مركز “تكامل” للحصول على بطاقة جديدة.

عبد المنعم، من سكان حي البياضة بحمص، قال لعنب بلدي، إنه بعد وصول رسالة من شركة “تكامل” بوجوب تحديث “دفتر الميكانيك”، أعاد فحص السيارة وإصدار “بطاقة ميكانيك”، لكنه لم يستطع الدخول إلى مركز “تكامل” بسبب الازدحام الشديد.

وأضاف أن الشرطي الذي يقف على باب المركز طلب منه مبلغ 80 ألف ليرة مقابل إدخاله دون انتظار، وتجاوز الازدحام الذي لن ينتهي قبل شهر على أقل تقدير، بسبب عدد المراجعين الكبير.

وتخصص شركة “تكامل” ستة مراكز لتقديم خدماتها في محافظة حمص، ثلاثة منها في الأرياف، وثلاثة للمدينة.

مركز الشركة في حي عكرمة بحمص أغلق أبوابه منتصف شباط الماضي، بعد اعتقال كامل موظفيه بتهمة الفساد، ليزداد الازدحام على المركزين الآخرين في مركز المدينة، وهما مركز الدبلان، ومركز المواصلات الواقع في دائرة النقل.

واعتقلت الأجهزة الأمنية موظفين من المركز المغلق بتهم تتعلق بالفساد وتلقي الرشى، بينما استمرت المراكز الأخرى بالعمل بنظام الرشى حتى اليوم.

ليست جديدة

عمل مراكز خدمة “تكامل” في المحافظات لا يحظى بالرضا من قبل المواطنين، ولا سيما في ظل الفوضى الحاصلة أمام المراكز، إضافة إلى سوء ومزاجية التعامل من قبل موظفيها وعدم التجاوب مع المراجعين، حتى وسائل الإعلام المحلية لا يُسمح لها بطرح بالتساؤلات، بهذه الصيغة وصفت جريدة “البعث” الحكومية حالة عدم الرضا في المراكز نفسها بمحافظات عديدة، ضمن تقرير نشرته في نيسان 2022.

وتحدثت الجريدة حينها عن سوء معاملة من قبل موظفي المركز، مستندة إلى شهادات مواطنين عانوا خلال تسيير معاملاتهم في مركز طرطوس، التابع للشركة نفسها.

وأضافت أن أغلبية مراجعي المركز كانوا يحاولون السؤال عن أسباب سحب الدعم من بطاقاتهم، على الرغم من أن وضعهم المعيشي سيئ.

بينما امتدت مشكلات مراكز أخرى إلى أبعد من مراكز المدن، ففي مدينة سلمية شرقي حماة قالت الجريدة، إن مركز “تكامل” يعمل بجهاز قطع واحد يخدم المدينة مع ريفها، مع وجود قيود لعائلات قدمت من مدن أخرى.

وبطبيعة الحال، يشهد المركز يوميًا أعدادًا كبيرة من المراجعين، ما يسبّب الازدحام والفوضى، والجميع ينتظر الدور الذي لن يأتي في ظل الأعطال الكثيرة، وانقطاع الكهرباء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة