“الشهباء”.. صحيفة أهلية حفرت اسمها في تاريخ الصحافة بـ15 عددًا فقط

tag icon ع ع ع

صنف مؤرخو الصحافة السورية جريدة “الشهباء” أول صحيفة عربية أهلية تصدر في مدينة حلب، في عهد السلطان العثماني، عبد الحميد، وكانت معظم الصحف آنذاك رسمية.

ويوافق اليوم، السبت 10 من أيار، موعد إصدار العدد الأول من الصحيفة في العام 1877.

أنشأ الصحيفة المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي، وكان صاحبها ورئيس تحريرها، فيما حصل هاشم العطار على امتيازها، في مدينة حلب وكانت صحيفة دورية تتألف من أربع صفحات من القطع المتوسط، تصدر أسبوعيًا.

وبعد صدور أول عددين فقط، عطلها الصدر الأعظم في السلطنة العثمانية ووالي حلب آنذاك، كامل باشا القبرصي، وذلك بسبب “تسرع الكواكبي في الإصلاح ونقده الكثير الموجه لأعمال الوالي، وموظفي ولايته”، حسب ما ذكره الأستاذ شمس الدين الرفاعي في كتابه “تاريخ الصحافة السورية واللبنانية من العهد العثماني حتى الاسقلال”، في الصفحات (121، 122، 123).

وكانت “الشهباء” مطلع صدورها تنشر أخبار الحرب الروسية العثمانية مع مختلف الأحداث الداخلية والخارجية.

فيما عادت السلطات العثمانية لتعطيلها بعد إصدار العدد العاشر لمدة ثلاثة أشهر، ثم تعطيلها للمرة الثالثة والحجز على مطبعتها ووضعها تحت الضابطة.

ولم يعترف كامل باشا بحكم المحكمة الابتدائية ببراءتها، ولم يعمل بحكم المحكمة الاستئنافية على البراءة، بل استمر في تعطيلها.

وقال المؤرخ السوري كامل الغزي عن “الشهباء”، “اغتبط الناس بهذه الصحيفة وأقبلوا عليها أيما إقبال، غير أنهم لسوء الحظ لم يتمتعو باستجلاء هذه البكر الوحيدة سوى أيام قليلة حتى فاجأها القدر بانقضاء الأجل”.

وذكر الرفاعي في كتابه بالصفحة 125، أن الصحف التي أصدرها الكواكبي في حلب تعد المثال الأول للصحف الحرة الوطنية.

“الاعتدال” وليدة “الشهباء” وبإدارة الكواكبي

بقيت “الشهباء” مغلقة إلى أن جاء والٍ جديد على حلب عام 1879، وهو مظهر باشا، وأعاد الكواكبي إصدارها تحت اسم “صحيفة الاعتدال”، وخرج أول أعدادها إلى النور في 25 تموز 1879.

وكانت “الاعتدال” بامتياز سعيد بن علي شريف، وناطقة باللغتين العربية والتركية (نصفها مطبوع بالعربية ونصفها الآخر بالتركية)، تعميمًا لفوائدها بين سكان حلب التي كان للعنصر التركي وجود فيها.

وكتب الكواكبي في افتتاحية العدد الأول من “الاعتدال”، “على أن الاعتدال هي “الشهباء” من كل حيثية، وقد أخذت على نفسها، من قبل ومن بعد، القيام بكامل وظائف الجرائد الأهلية، نشر حسنات الإجراءات وإعلان سيئات المأمورين، وعرض احتياجات البلاد إلى مساعي أولي الأمر، ونشر كل ما يقتضيه تهذيب الأخلاق وتوسيع دائرة المعارف من أبحاث علمية وسياسية وغيرها”.

إلا أنه لم يصدر منها إلا عشر أعداد، إذ عطل وألغى امتيازها الوالي جميل باشا، شيخ وزراء الدولة العثمانية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة