الصحافة العالمية: عندما يصبح الليل نهارًا في غوطة دمشق

camera iconاسعاف طفلة مصابة نتيجة القصف على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية - 7 شباط 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أفردت وسائل الإعلام العالمية تغطيات عن قصف الغوطة الشرقية لدمشق، متحدثة عن أن الوضع أصبح “أبعد من الخيال”.

وتعاني الغوطة من قصف لا يهدأ منذ ثلاثة أيام، تنفذه الطائرات السورية والروسية ومنصات الصواريخ المنتشرة في محيط المنطقة المحاصرة منذ أربع سنوات.

صحيفة “الغارديان” البريطانية عنونت افتتاحيتها اليوم، الأربعاء 21 شباط، أن الغوطة أصبحت سربرنيتسا أخرى، وسط تجاهل من العالم.

وسربرنيتسا جيب مسلم في البوسنة تعرض لحصار وقصف من قبل الجيش الصربي عام 1995، وصُنفت العمليات على أنها “إبادة جماعية”

وأوضحت الصحيفة أنه “مع كل طفل يموت وكل عملية من الأعمال الوحشية التي لا تميل إلى العقاب، الغوطة الشرقية تشبه إلى حد بعيد أسوأ جريمة ارتكبت على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945. الغوطة تتحول إلى سربرنيتسا في سوريا”.

تتكرر القضية اليوم في الغوطة التي تحاصرها قوات النظام السوري، فبينما أعلنت الأمم المتحدة سريبرينيتشا منطقة آمنة عام 1993، لم يسمح بدخول المواد الغذائية والمساعدات، وكذلك أعلن عن الغوطة الشرقية منطقة لـ “تخفيف التوتر” وفق اتفاق أستانة العام الماضي، لكن بنوده لم تُطبق.

ونقلت “الغارديان” وصحف عالمية أخرى، عبر مواقعها الإلكترونية، تسجيلات مصورة من داخل الغوطة لما يسفر عنه القصف ولعمليات انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض، من قبل “الدفاع المدني” السوري وجهود محلية أخرى.

“ليبراسيون” الفرنسية عنونت “عندما يصبح ليل الغوطة نهارًا بسبب القصف”، وأوضحت، نقلًا عن سكان تحدثت إليهم عبر “واتساب”، أن القنابل المستخدمة في القصف تستطيع اختراق الملاجئ السفلية، وأنهم وجدوا أمس أطفالًا وأمهاتهم تحت الأنقاض.

وبحسب مراسل عنب بلدي في الغوطة، فإن الشوارع تكاد تكون خالية من السكان إلا في مناطق انتشال ضحايا القصف، وتوجه أغلب المواطنين إلى الملاجئ وسط أوضاع صعبة من حيث الغذاء والدواء وتوفر مقومات الحياة.

صحيفة “دير شبيغل” الألمانية كانت أكثر تشاؤمًا، وعنونت “إذا كنت تبكي للحصول على مساعدة، لن يسمعك أحد”.

منذ أشهر لا تكاد توجد أي إمدادت، هناك نقص في الأغذية والأدوية والمحروقات، أضافت الصحيفة، مؤكدة أن أكثر من350 ألفًا محاصرون من قبل القوات الحكومية.

وبينما حملت الصحيفة روسيا مسؤولية عدم الوصول إلى وقف إطلاق النار، مستندة على مثال حلب نهاية العام الماضي، حين حاصرت قوات الأسد أحياءها الشرقية وبدأت قصفها بغطاء روسي حتى وصلت إلى اتفاقية أخلت من خلالها السكان والمقاتلين.

وكان الحديث عن تكرار سيناريو مدينة حلب في الغوطة لوح به وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاثنين الماضي.

كما اعتبر المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، تصاعد العنف في الغوطة “قد يجعلها حلب ثانية”.

“إندبندنت” البريطانية توقعت أن يكون هذا آخر حصار في الحرب السورية، وفي وقت حذرت من هجوم بري قريب، لم تستبعد اتفاقًا لإخلاء المحاصرين على غرار سيناريو حلب.

وكان النظام السوري اعتمد سياسة الحصار والتجويع والقصف في أكثر من منطقة سورية، أبرزها داريا والزبداني، ووادي بردى، وأحياء حلب، وهي مناطق استعاد السيطرة عليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة